Image

الإسكندرية.. جوهرة العالم القديم

 

ما بين التاريخ والثقافة والفن، تمثل مدينة الإسكندرية المصرية على مدار أكثر من 2300 سنة مركزاً للإشعاع الحضاري عبر التاريخ جذب إليه الجميع، حيث كتب عنها عشرات الأدباء الأجانب والمثقفين، وغنت لها فيروز ومحمد منير، وزارها العشاق والشعراء للاستمتاع بعروس البحر الأبيض المتوسط.

ولا زالت آثار الإسكندرية الظاهرة على الأرض والغارقة تحت الماء، دليلاً على عظمة تلك المدينة التي شيدها الإسكندر الأكبر على ساحل البحر المتوسط في 331 قبل الميلاد، على أطلال مدينة مصرية قديمة كانت تسمى رع قدت أو راقودة. وتغيرت الحضارات التي شهدتها الإسكندرية ما بين دولة البطالمة على يد القائد بطليموس الأول سوتير بعد وفاة الإسكندرية الأكبر، حتى نهوض القسطنطينية في القرن الخامس الميلادي.

ومن أهم المعالم الأثرية التي يمكن رؤيتها في الإسكندرية اليوم العمود الروماني الأثري دقلديانوس الضخم أو عمود السواري، الذي يعود لأواخر عام 290م، لكن العديد من المعالم الأثرية للإسكندرية تعرضت للدمار مثل فنار الإسكندرية العظيم ومكتبة الإسكندرية ومقبرة الإسكندر الأكبر، أما قلعة قايتباي فقد شيدت في مكان فنار الإسكندرية نفسه.

ومن أبرز آثار الاسكندرية الباقية حالياً الجبانات، ومن أكثرها أهمية وأبداعاً جبانة أو كتاكومب كوم الشقافة من العصر الروماني، حيث يحتوي الكتاكومب على سراديب الموتى على الطراز اليوناني والدفنات الثلاثية، ومزار ومنطقة مأدبة كان يتم استخدامها خلال الجنازات، وتجمع المناظر والنقوش ما بين المعتقدات والتقالد الفنية المصرية واليونانية القديمة، وكذلك جبانة الشاطبي من أقدم المقابر الأثرية بالاسكندرية، حسب وزارة الآثار والسياحة المصرية.

وتمزج الإسكندرية بين عدة حضارات وهو ما يظهر في منطقة كوم الدكة التي تعد من أجمل المواقع الأثرية غير الجنائزية الباقية، والتي ترجع آثارها لأواخر العصر الروماني وحتى العصر البيزنطي وتتضمن المسرح الروماني وحمام وقاعة محاضرات ومنازل للصفوة والمميزة بزخارف الفسيفساء بالإضافة إلى ورش عمل.

وقد عانت المدينة القديمة كثيراً طوال تاريخها، لكن بقي مجد الإسكندرية والعديد من آثارها في ذاكرة وكتابات الرحالة الإغريق والرومان، ودعم ذلك عمليات الكشف عن الآثار الغارقة في العثور على آثار وتماثيل ضخمة بميناء البطالمة والمقر الملكي الساحلي.