
مراقبون: تراخي الحكومة ساهم في ابتزاز المليشيا للمجتمع الدولي
يبدو أن فرصة تمديد الهدنة الأممية لفترة ثالثة بعيدة المنال هذه المرة، في ظل تعنت مليشيا الحوثي ومحاولتها فرض شروط جديدة ورفع سقفها لتمديد الهدنة الأممية، في الوقت الذي ترفض تنفيذ ما يخصها في اتفاقية الهدنة، وأبرزها فتح طرق تعز ودفع رواتب الموظفين.
والاثنين، اشترطت مليشيا الحوثي ، شروطا جديدة بشأن تمديد الهدنة تتضمن صرف الحكومة الشرعية لرواتب موظفي الدولة التي قطعتها عنهم المليشيا منذ ٧ سنوات تقريبا، وفتح كامل لكل من ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي.
وشدد بيان لما يسمى المجلس السياسي الأعلى، في اجتماع ترأسه مهدي المشاط، على ضرورة الفتح الكامل لمطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة.
وأكد أن تمديد الهدنة يقتضي الالتزام بصرف مرتبات كافة الموظفين.
في سياق متصل، رفض مجلس القيادة الرئاسي استقبال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ الذي يزور عدن حاليا، وتأتي زيارته لممارسة مزيد من الضغوط على الجانب الحكومي، وفق مراقبين.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ، الذي وصل إلى العاصمة المؤقتة يوم الاثنين، "قوبل بفتور شديد هذه المرة، ولم يتمكن من لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي أو نوابه"، كما تبلغ المبعوث موقفاً حازماً بشأن مسار ومصير الهدنة.
وجددت "القيادة اليمنية العليا في المجلس الرئاسي، أكثر من مرة بمطالبتها بضمانات أممية ودولية وتنفيذ دقيق لاتفاق إعلان الهدنة قبل الانتقال إلى الحديث في ملفات وقضايا أخرى، ومنها التمديد من عدمه".
وطبقاً للمعطيات والمصادر المتطابقة، فإن القيادة اليمنية أوصلت رسالة حازمة تؤكد على ما سبق أن أعلنته أكثر من مرة، حيث ترفض التعاطي مع أي نقاش يتعلق بتمديد الهدنة ما بعد 2 غسطس/آب، قبل الانتهاء من تنفيذ التزامات وبنود اتفاق الهدنة، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بحصار تعز وإيرادات ميناء الحديدة ودفع المرتبات.
إلى ذلك، كثفت مليشيا الحوثي خروقاتها للهدنة الأممية مؤخرا، في ابتزاز واضح للمجتمع الدولي والضغط لتمديد الهدنة بشروطها؛ غير أن أي تساهل من الجانب الحكومي من شأنه أن يفتح الباب واسعا لمزيد من الضغوط الحوثية.
وأكد متابعون للشأن اليمني أن حديث مجلس القيادة الرئاسي عن السلام فقط ساهم في ابتزاز المليشيا للمجتمع الدولي، الذي بدوره يكثف ضغوطه على الجانب الحكومي من أجل تقديم مزيد من التنازلات لصالح المليشيا الحوثية. وعليه، فإن تهديد الحكومة باستخدام القوة العسكرية، وتحريك الجبهات بشكل واحد، من شأنه أن يخضع المليشيا ويجبرها على القبول ببنود الهدنة الأممية، وفق مراقبين.