Image

الكشف عن مصدر التلوث البحري.. تجارة الاخوان تهدد حياة أبناء عدن ولحج

كشف مصدر ملاحي في ميناء عدن، عن معلومات خطيرة حول حجم التسرب النفطي والكيمائي الذي يهدد البيئة البحرية وما تحتويه من احياء بحرية، وكذا تغذية مصادر المياه في المناطق المحيطة لعدن، وعلى راسها محافظة لحج.
 
 وأفاد المصدر لـ"المنتصف نت"، بأن التسرب النفطي ليس وليد اللحظة وإنما مر عليه أكثر من عام، وهو ناتج عن سفن متهالكة يمتلكها رجل الأعمال المنتمي لحزب الإصلاح أحمد العيسي، والتي سيطر عليها بالشراكة مع النظام السابق، حيث كانت تتبع جهات حكومية وتعمل لصالح المصافي، ومؤسسة الكهرباء وغيرها من المرافق الحكومية الواقعة على السواحل اليمنية.
 
وأكد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، بأن التسرب الذي تحدثت عنه وسائل إعلام يمنية خلال اليومين الماضيين، بعد الكشف عنه من قبل جهات دولية مختصة، يحتوي على مواد كيميائية وبيولوجية سامة وخطيرة، تهدد جميع الاحياء في البيئة البحرية لعدن، ويمتد تأثيرها إلى التربة ومصادر تغذية المياه في بئر فضل وبئر أحمد وغيرها من المناطق القريبة من عدن، والآبار التي تستخدم لتزويد مناطق عدة في عدن بالمياه ومنها آبار التواهي وكريتر والبريقة.
 
وأوضح أن الحكومة لديها علم بذلك التسرب والأخطار التي تشكلها وقد حاولت الحد منه لكن جهات عليا حالت دون إيقاف تلك الكارثة، باعتبار السفن المتسببة فيه، تتبع العيسي رجل هادي وأولاده وشركاه في حزب الإصلاح، المسيطرين والمتحكمين بمفاصل الاقتصاد، خاصة القطاع النفطي، وعمليات تزويد محطات كهرباء عدن بالمشتقات النفطية، والزيوت.
 
وكانت صور لأقمارٍ صناعية أوروبية، كشفت حجم الكارثة الذي يشكله تسربًا نفطيًا قبالة سواحل وميناء عدن، عبر حساب رئيس مشروع نزع السلاح الإنساني لمنظمة السلام الهولندية PAX، ويم زويجننبورغ، عبر سلسلة تغريدات على “تويتر”، مدعمة بصور التقطت عبر الأقمار الصناعية عن تسربٍ نفطي قُبالة ميناء عدن.
 
وحسب الصور التي التقطتها محطات تصوير الفضاء الأوروبي (European Space Imaging)، فإن انسكابات نفطية شوهدت قُبالة ميناء عدن منذ الخامس من يوليو/تموز الجاري؛ ما سبّب تلوثًا نفطيًا وتدهور بحري وساحلي.
 
وقال رئيس مشروع نزع السلاح الانساني في (European Space Imaging)، في سلسلة تغريدات على “تويتر”، إن ميناء عدن في جنوب اليمن “يواجه مصادر متعددة للتلوث النفطي، بدءًا من 5 يوليو/تموز الجاري، مع تسرب نفطي بكثافة 14 كيلومترًا مرئيًا، على الأرجح من سفينة واحدة”.
وأضاف أن الإنسكابات لا تزال تُشاهد حتى أمس الخميس 21 يوليو/تموز 2022، وأن المزيد من الانسكابات التي شوهدت هنا من مختلف السفن، بين 5 و 21 يوليو/تموز، ستضع عبئًا بيئيًا إضافيًا على النظم البيئية البحرية المحلية المتضررة بالفعل.
يذكر بأنه في يوليو/تموز من عام 2021، غرقت ناقلة النفط الصدئة DIA-1 وتسببت في حدوث انسكاب هائل للديزل داخل وحول ميناء عدن؛ مما أدى إلى انجراف الشواطئ وتهديد المحميات الطبيعية.
 
معلومات حول السفينة الكارثة
 
في الأثناء، كشف مصدر مطلع عن معلومات سرية حول السفينة المتسببة بالكارثة وملكيتها، مشيرا إلى ان السفينة "PEARL OF ATHENA  "لؤلؤة أثينا"، هي ناقلة منتجات كيميائية (نفط) بنيت عام 1982، توقفت في منطقة رمي المخطاف" بميناء عدن في 23 أغسطس/ آب 2015، وفقا لإحصائية المركز الإقليمي البحري لتبادل المعلومات، وتحمل الرقم imo: 8000111، وترفع علم مالطا.
وأوضح أن الناقلة حصلت على آخر تصنيف في العام 2005، وفقًا لقاعدة المعلومات المفتوحة (إيكواسيس) مسجلة تحت ملكية "الخليج العربي للشحن والتجارة" (ARAB GULF SHIPPING & TRADING) وهي إحدى شركات مجموعة العيسي، ومسجلة في سنغافورة وأوكرانيا واليونان ومصر.
تظهر بيانات موقع تتبع السفن أن السفينة كانت في العام 2011، مسجلة بملكية "بنك التسليف التعاوني"، وعنوانه صنعاء – حدة، قبل ان يتم السيطرة عليها من قبل العيسي بضوء اخضر من نظام الرئيس عبدربه منصور هادي.
مساحة التلوث النفطي والكيميائي 
وذكرت مصادر ملاحية في عدن ان حجم التلوث الذي أحدثته سفينتان نفطيتان تتبعان العيسي، يبلغ مساحته 14 كيلومتراً (7 أميال بحرية)، وهو يتمدد منذ يوليو من العام 2021، وزاد اتساعه مطلع يوليو من العام الجاري، نتيجة تهالك تلك السفن التي تهدد بكارثة ستطال سكان عدن وبيئتها البحرية.
واوضحت المصادر أن التسرب النفطي تسبب منذ العام الماضي بنفوق العديد من الاسماك والأحياء البحرية التي شوهدت في سواحل عدن خلال الأشهر الماضية، لافتا إلى أن الحكومة اليمنية لديها اطلع بالموضوع، وحاولت الحد منه وشكلت لجنة لإزالة السفن الهالكة في ميناء عدن، لكنها اصطدمت بأصحاب المصالح والمنتفعين من تلك السفن.
الجدير بالذكر أنه في يوليو من عام 2021، غرقت ناقلة النفط الصدئة DIA-1 وتسببت في حدوث انسكاب هائل للديزل داخل وحول ميناء عدن، مما أدى إلى انجراف الشواطئ وتهديد المحميات الطبيعية.
 
ووفقا لمصادر ملاحية في عدن، فان التلوث النفطي امتد حينها إلى مساحة كيلو متر بحري، وظهرت المادة النفطية بشكل واضح في أعلى مستوى للبحر على الساحل، وقد صادف النزول الميداني فترة انحسار البحر (حالة جزر)، مما أظهر وجود المادة الملوثة على جوانب قوارب الفيبرجلاس، وعلى المراسي وحبال المراسي الخاصة بها، في موقع التلوث.
 
ويشتكي العديد من العاملين في مجال الاصطياد والملاحة البحرية في عدن من السفن المتهالكة المتوقفة والغارقة منذ سنوات، ومنها ناقلات النفط، خاصة وأن خليج التواهي (منطقة ميناء عدن) يعد منطقة غنية بالكائنات البحرية المتنوعة من الأسماك واللافقاريات من القشريات والرخويات وغيرها، مما يهدد التنوع الحيوي البحري في هذه المنطقة، ويهدد مصادر رزق الكثير من صيادي المناطق المجاورة للميناء، من خلال صيد الأسماك كغذاء، وتأمين الحياة المعيشية لعدد كبير منهم.