Image

طريق الخمسين - الستين هل يقود الهدنة في تعز نحو المجهول؟!

الهدنة الأممية تسير إلى المجهول بالنسبة للشرعية وجني الحوثي المكاسب من اتفاقات أممية تفصل بحسب ما تريده المليشيات؛ مما يعكس إلى أي مدى ضعف المفاوض الحكومي في كافة المفاوضات التي رعتها الأمم المتحدة منذ الحرب، وصولا إلى الهدنة الأممية التي لم تحصل منها الشرعية على شيء سوى فتح طريق الخمسين - الستين، في مبادرة اعتبرها الاتحاد الأوروبي هدية العيد، قدمتها مليشيا الحوثي لأبناء تعز وعلى الشرعية القبول بها دون قيد أو شرط.
 
في اجتماعات الأردن، تجاهل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ الوفد الحكومي في مفاوضات فتح المنافذ بتعز واكتفى باللحنة العسكرية لتثبيت الهدنة والعمل على التهدئة، دون الإشارة إلى من يحاول جر المحافظة إلى الاقتتال من خلال التحشيد باتجاه الجبهة الغربية.
 
ويرى سياسيون لـ"المنتصف" أن الهدنة تأخذ تعز إلى ما آلت إليه محافظة الحديدة من اتفاق ستوكهولم وستظل تعز محاصرة إلا من منفذ فرعي يمر من مناطق يسيطر عليه الحوثي. ولهذا سوف تبقى المعاناة ليس من المسافات الطويلة التي يقطعها المسافر، بل في إمكانية عودة النازحين إلى مساكنهم التي لا تزال محاصرة من قناصة الحوثي المتمركزة في السلال والأمن المركزي وسوفتيل. 
 
ويؤكد الساسيون أن فتح خط الحوبان جولة القصر يعني عودة الحياة في منطقة كلابة والكمب وصالة والشماسي، باعتبار فتح الطريق وقفا للأعمال الإجرامية للقناصة في تلك المناطق التي يسكنها الأشباح 
 
 ويرى المراقبون السياسيون أن فشل المفاوض الحكومي يعود إلى انعدام الخبرة واختيارهم من حزب واحد؛ وهو ما جعل تفاوضهم يحمل رؤية الحزب أكثر من رؤية الدولة وأبناء تعز المحاصرين، مما يتطلب في المرحلة القادمة إعادة النظر في الوفد بحيث يضم كافة الأطياف في تعز واخيتار أصحاب الخبرة والكفأة ليكونوا قادرين على انتزاع مطالب أبناء تعز ولا تعطي للمبعوث الأممي تبني مقترحات الحوثي ويضعهم في معزل عما يدور خلف الكواليس وهو يسوق لنجاحات، الرابح فيها الحوثي.