Image

لوغانسك.. انتصار روسي كبير يحرج الغرب

على عكس الاحتفاء الكبير بعودة القوات الأوكرانية إلى جزيرة الثعبان في البحر الأسود، تفادت وسائل الإعلام الغربية تغطية الانتصار الروسي الكبير في إقليم لوغانسك شرق أوكرانيا، بعد معركة طاحنة على مدى شهور، تمكنت خلالها القوات الروسية من استكمال السيطرة على هذا الجزء من حوض الدونباس، فيما أعادت القوات الأوكرانية إنشاء خطوط دفاع جديدة على جبهة الحرب الوشيكة التالية وهي إقليم دونيتسك.

في التفاصيل، اتخذت القوات الأوكرانية خطوطاً دفاعية جديدة في الشرق استعداداً لمرحلة جديدة صعبة في الحرب، حيث أعلن الرئيس فلاديمير بوتين انتصار روسيا في معركة لوغانسك، التي استمرت لأشهر. ويشكل الانتصار الروسي، وفق متابعين، حرجاً للدول الغربية، التي تتدفق أسلحتها على أوكرانيا، بهدف الصمود أمام الهجوم الروسي.

ووضع استيلاء روسيا على مدينة ليسيتشانسك، أمس الأحد، حداً لواحدة من أكبر المعارك في أوروبا منذ أجيال، والتي شهدت قيام موسكو بجلب قوتها البرية كاملة، لتحمل على جيب صغير على خط المواجهة لمدة شهرين.

وتكمل المعركة سيطرة روسيا لمقاطعة لوغانسك، وهي إحدى منطقتين تطالب موسكو بتنازل أوكرانيا عنهما للانفصاليين في منطقة دونباس.

وخلال لقاء قصير بثه التلفزيون مع وزير الدفاع، هنأ بوتين القوات الروسية على «انتصاراتها في اتجاه لوغانسك»، وقال، في مقتطفات بثتها وكالة رويترز، إن على من شاركوا في القتال أن «يرتاحوا تماماً، وأن يستعيدوا جاهزيتهم العسكرية»، بينما تواصل الوحدات الأخرى القتال في مناطق أخرى.

وتكبد الجانبان آلاف القتلى والجرحى، بينما يزعم كل منهما أنه ألحق خسائر أكبر بكثير بعدوه، على طول مجرى نهر سيفرسكي دونيتس، الذي يمر عبر لوجانسك ودونيتسك.

ودُمرت ليسيتشانسك المجاورة لسيفيرودونيتسك والمدن المحيطة، والتي كانت العديد من مصانع الصناعات الثقيلة فيها بمثابة مخابئ محصنة للمدافعين، لتصبح أرضاً قاحلة بسبب القصف الروسي المستمر.

ويقول خبراء عسكريون- بحسب رويترز- إن المعركة قد تكون نقطة تحول في الحرب، ليس بسبب القيمة الاستراتيجية للمدن المدمرة نفسها وهي محدودة، لكن بسبب تأثير الخسائر على قدرة الجانبين على القتال، وآمال أوكرانيا في هجوم مضاد معلقة جزئياً على استلام أسلحة إضافية من الغرب، ومن بينها الصواريخ، التي يمكنها إبطال فاعلية ميزة قوة نيران روسيا الهائلة، وذلك عن طريق الضرب في العمق وراء جبهة القتال.