Image

المنظمات الدولية في اليمن.. بين التأييد والتنديد بمشاريعها

حملة شرسة تتهم المنظمات الدولية بمحاولة إفساد اخلاق اليمنيات ونشر الرذيلة والفساد الأخلاقي. الحملة ركزت بشكل كبير على استهداف النساء والإساءة لهن ولشرفهن من قبل المنظمات، معتبرين ما تقوم بها المنظمات يستهدف بشكل مباشر النساء، غير أن حقيقة الحملة هي تشويه سمعة العاملات في المنظمات الإنسانية. وفي المقابل، هناك من يرى أن الحملة مغرضة الأهداف، ولا احد يعلم مصدرها ومموليها والهدف الحقيقي من ورائها. 
 
يرى مؤيدو الحملة أن المشاريع التدريبية التي تنفذها منظمات دولية هدفها إفساد اخلاق المجتمع وغرس قيم غربية دخيلة على المجتمع اليمني. "المنتصف" سلطت الضوء الحملة لتضع القارئ أمام هذه القضية الجدلية. فكانت النتائج كالتالي: 
ياسر ضاوي، واحد من المناوئين لعمل المنظمات، يقول إن ما تصنعه المنظمات هو لعب بعقول المجتمع وخاصة المجتمع اليمني والمرأة التي لا زالت محافظة على حشمتها وأخلاقها وقيمها بين أفراد المجتمع، مشيراً إلى أن المنظمات اليوم تستغل الفقر والدمار والحرب والنزوح والمآسي التي خلفتها الحرب، وتقوم بمجموعة أعمال سخيفة تصرف من أجلها ملايين الدولارات، وكل هذه المبالغ يتم تقديمها من الدول المانحة باسم دعم اليمن، فيما تصرف هذه المبالغ في حساب مندوبي المنظمات ومسؤوليها كسفريات فندقية وسياحة.
 
ويشير ضاوي إلى أن المشاريع المقدمة من المنظمات الدولية للمواطن تتمثل في كيفية شد الحبل واللعب بالبوالين، الفارغة من القيم والأخلاق والإنسانية، وتجميع اوراق بيضاء كقلوب المساكين الذين يتركون بناتهم للعمل من أجل كسب لقمة العيش من تحت رحمة المنظمات.
 في المقابل، استعرض ناشطون في تعز مشاريع منظمات دولية تعمل على الأرض ونفذت مشاريع تنموية عديدة في مناطق مختلفة.
 
حمدي السامعي، ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي رده على الحملة التي استهدفت المنظمات، قال إن هناك حملة ممنهجة ضد شغل المنظمات، مشيرا إلى أن هناك منظمات تعمل على بناء المدراس والمستشفيات وتقوم بحفر الآبار.
 
وأوضح السامعي أن منظمات كثيرة متهمة بالمشاريع، وهناك العشرات من الأسر تعتمد على تمويل المنظمات الإغاثية، مضيفا أنه في حال توقف برنامج الغذاء العالمي فقط سيتعرض ثلثا سكان اليمن لمجاعة طاحنة.
 
وفي سياق انتقاده الحملة المستهدفة المنظمات، استعرض حمدي السامعي عددا من المشاريع التنموية التي نفذتها منظمات في عدد من مديريات تعز، على سبيل المثال، أبرزها حفر بئر ماء في قرية مدهافة بجبل حبشي واعتبره مشروعا رائدا يغذي عددا من القرى النائية، بالإضافة إلى بناء مدرسة في وادي السلامي بمديرية صالة في تعز نفذته منظمة الوصول الإنساني، وأعمال أخرى كثيرة في مجال التنمية والإغاثة والأعمال الإنسانية.
 
المصور الصحفي امجد العزاني، بدوره، انتقد الحملة وتأسف لذهاب الكثيرين خلف حملات السخرية الواسعة المثارة مؤخرا من مواضيع تدريبات التنمية البشرية وتدريب المنظمات. 
 
واعتبر العزاني أن الحملة ليست بريئة وتلقائية، بل تحريضية من الدرجة الأولى، وتتبنى فكر المنابر التي كفرت كل من يعمل لدى أي جهة أو منظمة مدنية، مشيرا إلى أن الحملة أنها تسير باتجاه واحد يتمثل في تجريم وشيطنة العمل المدني وتحويله إلى انحلال أخلاقي والطعن في أعراض النساء والرجال العاملين في المجال المدني.
 
تداول كثيرون صوراً استخدم فيها برنامج الفوتوشوب لتشويه سمعة العاملات في المنظمات، واللواتي يتدربن في التنمية البشرية، مع العلم أن المنظمات الدولية لا تعمل في مجال التنمية البشرية، بل أغلبها تعمل في الاغاثة وتدريبات على حل النزاعات.
 
وبحسب الصحفي الاستقصائي أصيل سارية، فإن المنظمات الدولية لا تقوم بأي تدريبات في مجال التنمية البشرية، وأن 95 ٪ من تمويلات  المنظمات  الدولية لا يذهب لمثل هذه المشاريع. وأوضح سارية أن من يقدم هذه التدريبات والمشاريع هم مجموعة من المدربين والمعاهد التي توهم الناس بأن من يلتحق بهذه التدريبات سيصبح مليونيرا في تسعة أيام وربع، بدون عمل،  بالتالي يعتبر سارية أن الهجوم على المنظمات غير منطقي لأن هذا ليس مجال عملها.
 
وإزاء الحملة التي استهدفت منظمات دولية تعمل في اليمن، انقسم اليمنيون بين مؤيد لها ومعارض، وكل طرف له مبرراته التي يتمترس خلفها.
تجدر الإشارة إلى أن اغلب منظمات الأمم المتحدة تعمل في مجال الإغاثة الإنسانية، فيما تعتمد أغلب الأسر اليمنية على المساعدات التي تقدمها المنظمات. وبالتالي فإن استهداف المنظمات العاملة في الميدان يعد استهدافا لمعيشة اليمنيين وحياتهم؛ حيث إن تقارير دولية تحذر من مجاعة كبيرة قد تجتاح اليمن، وأغلب اليمنيين يعيشون تحت خط الفقر.