Image

تعز وسنوات عجاف من عبث الإصلاح

منذ سيطرة حزب الإصلاح على مدينة تعز قبل ما يقارب سبع سنوات عبث بها وأذاق سكانها مرارة العيش.
 
عمل حزب الإصلاح منذ بداية سيطرته على تعز على إنشاء تشكيلات مسلحة وعصابات، الهدف منها إخضاع مدينة تعز وأبنائها لسلطاته وبقوة الحديد والنار. وظل مسرح عملياتها خلال فترة الحرب شوراع المدينة بدلا من جبهات القتال مع مليشيات الحوثي الإرهابية، وجعل المليشيات والمجاميع المسلحة يده البطاشة للقضاء على أي فصائل عسكرية لا تدين بالولاء له، وفي بداية الأمر تم استهداف الكتائب السلفية التي قاتلت مليشيات الحوثي والعمل على إقصائها وإخراجها من المشهد واغتيال بعض قيادتها، مثل أبو الصدوق ورضوان العديني، وتهجير البعض الآخر كما تم مع كتائب أبي العباس والتي حررت اغلب مناطق مدينة تعز.
 
كما عمل حزب الإصلاح، من خلال مليشياته المسلحة التي شكلها بدعم التحالف العربي، على التحريض على صاحب الطلقة الأولى عدنان الحمادي وتخوينه، وفي نهاية المطاف اغتياله؛ ليتسنى لهم السيطرة على المشهد السياسي والعسكري في تعز بشكل كامل، خصوصاً بعد إجتياحهم مناطق الحجرية بعد عملية اغتيال اللواء عدنان الحمادي ومطاردة ضباط اللواء 35.
كما شرعت مليشيات حزب الإصلاح على استهداف وقتل المواطنين في المدينة دون استثناء (رجالا، نساء، أطفالا) وارتكبت مليشياتهم العديد من جرائم القتل ضد مواطنين، وطالت اعتداءاتهم ممتلكات المواطنين الخاصة ونهبها. كما سيطروا على منازل وبيوت مواطنين في المدينة وأحتلوها ورفضوا إخلاءها.
 
تعرضت مستشفيات المدينة لجرائم مروعة؛ حيث تعرضت عددا من مستشفيات المدينة لعمليات الاقتحام وترويع العاملين فيها وتصفية مصابين .
عمل حزب الإصلاح على تغيير عقال الحارات في المدينة وفرض عقال جدد من المنتسبين للحزب، حيث إن العقال الجدد للحارات لم يكن اختيارهم من قبل المواطنين ولا يحظون بالقبول لدى أبناء الحارات التي يسكنونها وفي بعض الحارات يتم استقدام عقال من حارات مجاورة، وكل ذلك حتى يتسنى لهم السيطرة الكلية على المدينة من خلالهم، حيث يعد عقال الحارات حاليا إحدى أدوات الجهاز الاستخباراتي لحزب الإصلاح في تعز.
 
كما عمل حزب الإصلاح على السيطرة على المعونات المقدمة من المنظمات الدولية عبر عقال الحارات وعبر الجمعيات التابعة له، وتوزيعها على أعضاء الحزب وإسقاط غير المنتمين له من كشوفات الإغاثة، إضافة إلى ذلك عمل حزب الإصلاح على توظيف عناصره في مكاتب الدولة المدنية والعسكرية.
 
إضافة إلى ما سبق، قام حزب الإصلاح في تعز بإنشاء جامعات ومدارس خاصة، منافسة للجامعات والمدارس الحكومية؛ حيث تم افتتاح عدداً من الجامعات بأموال قيادات حزبية أبرزها جامعة الجند وجامعة الرواد والعطاء، حتى أن نائب رئيس جامعة لشؤون الطلبة قام بالترويج لجامعة الرواد في إحدى قاعات اختبارات قبول كلية الطب في العام الماضي. 
 
وبحسب مصادر في مكتب التربية والتعليم في تعز، فإن تصريحات المدارس التي تم منحها خلال فترة الحرب تجاوزت المئة مدرسة، وجميع الجامعات والمدارس التي تم إنشاؤها حديثاً لا تتمتع بأقل متطلبات التعليم، حيث لا قاعات دراسية متوفرة أو معامل للتطبيق.
كما عمل حزب الإصلاح على خصخصة أغلب مرافق الدولة الخدمية وحول معداتها لصالح شركات خاصة، ومن أبرز تلك الخدمات التي تم خصختها الكهرباء والمياه.
 
السنوات الماضية التي سيطر بها حزب الإصلاح، يقول مواطنون في تعز إنها سنوات عجاف تجرعوا خلالها مرارة العيش وذاقوا صنوف العذاب.