Image

تضم دار الأوبرا الأعظم في الشرق الأوسط.. مدينة الفنون والثقافة.. منارة ناطقة بالجمال

على مدار تاريخها، كانت مصر ولا تزال، مثل الطائر الذى يرفرف بجناحيه «الفن والثقافة»، ومنه تعلم العالم كله معنى الوجود، وكيف يتحدث لغة الجمال، وها هو يحلق فوق العاصمة الإدارية الجديدة، ليعلن لكل الدنيا أن مصر فى جمهوريتها الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، عادت من جديد كمنارة للإبداع، ليس للشرق فحسب، وإنما للعالم كله الذى يقف مبهورا بمدينة الفنون والثقافة التى أصبحت محط أنظار الجميع بعد أن اتخذت مكانها المميز فى هذه العاصمة، لتكون متنفسا لكل عشاق الجمال والفكر والثقافة والفن.

من يتأمل هذه المدينة التى أقيمت على مساحة 127 فدانا، لا يجدها مجرد مبان صماء، بل يجد كل شبر فيها ينطق بالجمال والروعة، حيث صممت وفقا لأعلى المواصفات العالمية، وأرقى التصميمات المعمارية، وزودت بأحدث الإمكانات التكنولوجية، التى ربطتها بالأقمار الصناعية لتستحق وعن جدارة، لقب أكبر مدينة فنية وثقافية فى الشرق الأوسط، ولتصبح عن حق منارة للإبداع الفنى، والفكرى والثقافى.

من يتجول داخل هذه المدينة يصاحبه الشغف، وكلما خطا خطوة وسط المساحات الخضراء والممرات المخصصة للمشى وسط الأشجار والمناظر الطبيعية الخلابة، يزداد شغفه لرؤية كل ما بها حتى يمتع عينيه بجمالها، وأذنيه بالموسيقى التى تنطلق من حوله، ويبحر بعقله فى كل ما يحيط به من مظاهر الثقافة التى قلما يجدها فى مكان آخر، فها هى المسارح تناديه وقاعات العرض والمكتبات والمتاحف والمعارض الفنية، التى تضم مزيجا من الفن القديم والفن الحديث تتجاذبه، فهل يلبها أم يلبى نداء كل ألوان الفنون التقليدية والمعاصرة، من موسيقى ورسم ونحت ومشغولات يدوية وغيرها؟

إنها الحيرة فى كل معانيها، التى تغرقه فى بحورها عندما يتجول فى  القاعات والمسارح المختلفة، مثل قاعة الاحتفالات الكبرى التى تستوعب 2500 شخصا، وقد جهزت بأحدث التقنيات، والمسرح الصغير بقاعتيه اللتين تم تصميمهما من أجل العروض الخاصة، ومسرح الجيب ومسرح الحجرة، والمسرح المفتوح الذى يسع حوالى 20 ألف متفرج والمكتبة الموسيقية، ومتحف الشمع الذى يحوى تماثيل شمعية لكبار الشخصيات وأهمها على مدار التاريخ المصرى، والمكتبة المركزية التى تتسع  لـ 6000 شخص، وتضم عددا كبيرا من الكتب النادرة، علاوة على مركز الإبداع الفنى لشباب المبدعين، وقاعة العرض السينمائى المتصلة بالأقمار الصناعية، وقاعات التدريب، والاستديو المجهز بأحدث التقنيات.

ليس هذا فحسب، بل أن المتأمل الذى يتجول داخل مدينة الفنون والثقافة يشعر وكأنه فى حلم عندما تصل به قدماه إلى دار الأوبرا الجديدة، التى تعد أعظم إنجاز ثقافى وفنى فى الشرق الأوسط، لكنه يتأكد أنه واقع وليس حلما، عندما يدخل قاعتها الرئيسية، فينظر إليها فلا يستطيع أن يغمض عينيه من روعة تصميمها ومقاعدها التى تتسع لنحو 2000 فرد، فضلًا عن مسرحين للموسيقى والدراما وصالات الأوركسترا الموسيقية وبيت العود.

لم يكن عشوائيا عند افتتاح هذه المدينة، أن يشارك فى أولى حفلاتها أوركسترا فيينا الفيلهارمونى، التى تعد واحدة من أرقى الأوركسترات فى العالم، لتنطلق من هذا المكان مقطوعات لشوبرت، وسترافنسكى، وموتسارت، وغيرهم كرسالة للعالم كله بأن هذه المدينة لم تأت لتكون محلية أو فقط شرق أوسطية، لكنها جاءت لتكون متنفسا لكل عشاق الفن والثقافة فى العالم كله، وأن مصر ستواصل الانطلاق نحو العالمية فى جمهوريتها الجديدة، خصوصا أنه فى السنوات الماضية كان يتردد كثيرا أن البساط قد سحب من تحت أقدام مصر فنيا وثقافيا، لكن ذلك لن يكون فى عهد الجمهورية الجديدة، وفى ظل وجود مثل هذه المدينة التى ستعيد الريادة من جديد لمصر والمصريين.