Image

المستشار ينفي... والإعلام الفرنسي: زيدان مدرباً لباريس سان جيرمان

نفى مستشار زيدن الدين زيدان أمس (الجمعة)، أن نجم منتخب فرنسا الفائز بكأس العالم 1998 سيتولى قريباً تدريب باريس سان جيرمان بطل دوري فرنسا الأول لكرة القدم خلفاً لمدربه الحالي الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، ليقود الفريق بدايةً من الموسم المقبل.

كانت إذاعة «أوروبا 1» الفرنسية قد قالت، دون الكشف عن أي مصادر، إن زيدان سيتولى على الفور تدريب سان جيرمان خلفاً لبوكيتينو.

ونقلت صحيفة «ليكيب» الرياضية الفرنسية عن آلان ميجلياتشيو، مستشار زيدان، قوله: «كل هذه الشائعات التي تتردد لا أساس لها».

وأضاف المستشار: «حتى يومنا هذا. أنا الشخص الوحيد المخول بتمثيل وتقديم المشورة إلى زين الدين زيدان. لا زين الدين زيدان ولا أنا شخصياً تلقينا أي اتصال مباشر من مالك سان جيرمان».

ولم يتسنَّ على الفور الاتصال بسان جيرمان للتعليق.

وكان بوكيتينو قد تولى تدريب سان جيرمان قبل 18 شهراً لكنه فشل في قيادة الفريق نحو الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة. وودع الفريق الباريسي البطولة الأوروبية الأولى للأندية من دور الـ16 هذا العام بعد هزيمته أمام ريال مدريد بطل إسبانيا وفريق زيدان السابق والذي تُوج باللقب لاحقاً على حساب ليفربول الإنجليزي.

وضمن سان جيرمان الفوز بلقب الدوري الفرنسي مبكراً في أبريل (نيسان) وهو اللقب الوحيد الذي فاز به في الموسم المنقضي.

ولم يرتبط زيدان (49 عاماً) بأي فريق منذ أن ترك ريال مدريد في نهاية موسم 2020 - 2021.

وأشارت قناة «آر إم سي سبور»، ومن دون أن تجزم الأمر نهائياً، إلى أن نادي العاصمة المملوك قطرياً منذ عام 2011 بات «قريباً من إيجاد اتفاق مع زين الدين زيدان للحلول بدلاّ من ماوريسيو بوكيتينو في منصب المدرب».

وفي اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية لم يؤكد أو ينفي باريس سان جيرمان المعلومات المتداولة.

بنى زيدان (49 عاماً) المولود في مرسيليا من دون أن يلعب مع النادي المتوسطي، شهرته كمدرب على مقاعد ريال مدريد الإسباني وقاده للفوز بثلاثة ألقاب متتالية في مسابقة دوري أبطال أوروبا أعوام 2016 و2017 و2018.

وفي حال تأكد وصوله إلى باريس، ستكون المهمة الأساس لبطل مونديال 1998 النجاح على الساحة الأوروبية حيث فشل جميع من سبقه منذ عام 2011 بدءاً من الإيطالي كارلو أنشيلوتي المتوج مؤخراً بلقب المسابقة القارية الأم مع النادي الملكي، وانتهاءً بالأرجنتيني بوكيتينو الذي لن يتمكن من تشريف عامه الأخير في عقده مع سان جيرمان في حال تم الاستغناء عنه.

إلى ذلك، أعلن النادي الباريسي أمس (الجمعة)، تعيين البرتغالي لويس كامبوس مستشاراً رياضياً خلفاً للبرازيلي ليوناردو على أن يكون مسؤولاً عن «التنظيم، التعاقد مع اللاعبين ومراقبة أداء الفريق».

ونقل موقع نادي العاصمة الفرنسية عن كامبوس (57 عاماً) قوله: «أنا سعيد جداً للانضمام إلى باريس سان جيرمان الذي أعدّه النادي الأكثر طموحاً وشغفاً في عالم كرة القدم».

وأضاف: «نتقاسم الرؤية ذاتها، رؤية أؤمن بها بقوة وأتطلع قدماً للبداية بعملي لتطوير الإمكانيات الاستثنائية للنادي».

في المقابل رأى سان جيرمان أن قدوم كامبوس من شأنه «مساعدة الفريق على بلوغ مستوى جديد».

ومن أولويات كامبوس قد تكون إيجاد مدرب بديل للأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو علماً بأن معاودة الفريق تدريباته استعداداً للموسم المقبل ستبدأ في الأول من يوليو (تموز) حيث يقوم بجولة مقررة في اليابان من 20 إلى 25 منه.

ويُعدّ البرتغالي لويس كامبوس المهندس الكبير الذي أسهم في تتويج غير متوقع لموناكو وليل في الدوري الفرنسي لكرة القدم عامي 2017 و2021 توالياً، وكشاف مواهب فذ ذا شخصية ليس من السهل دائماً التعامل معها.

وبعد مسيرة تدريبية بدأت في سن مبكرة من دون أن يخرج من البرتغال، انتقل كامبوس المولود في إسبوسيندي بالقرب من بورتو، للعمل كمستشار تقني ذي توجه تدريبي قبل اختيار مسار انتداب اللاعبين في بداية الألفية الثالثة.

التقى في ذاك الوقت مواطنه جوزيه مورينيو الذي دفعه إلى مقدمة الساحة الأوروبية عندما استعان به في عام 2012 خلال موسمه الأخير مع ريال مدريد الإسباني، عندما تعاقد كامبوس حينها مع الكرواتي لوكا مودريتش الذي أصبح أحد أهم أعمدة النادي الملكي وتُوِّج لاحقاً بجائزة الكرة الذهبية.

نظراً لقربه من وكيل أعمال اللاعبين النافذ مواطنه جورج منديش، كّون كامبوس (57 عاماً) على مرّ السنين شبكة مهمة مع كشافين يجولون العالم بحثاً عن لآلئ نادرة. أصبح البرتغالي متخصصاً في التجارة، أي توظيف اللاعبين الشباب الموهوبين القادرين على تحقيق مكاسب مالية كبيرة عند إعادة بيعهم.

في موناكو، بين 2013 و2016 حيث شغل بداية منصب المستشار الرياضي ومن ثم المدير التقني، أظهر حنكته من خلال جذب لاعبين مرموقين مثل الكولومبيين راداميل فالكاو وخاميس رودريغيس ومواطنيه جواو موتينيو وريكاردو كارفاليو الذين ضمّهم إلى براعم شابة ذات إمكانات مميزة والذين أظهروا علوّ كعبهم مع مرور الوقت، كمواطنه برناردو سيلفا والفرنسيين توما ليمار وبنجأمان مندي.

ورغم أنه غادر نادي الإمارة قبل عام تقريباً من فوزه باللقب في عام 2017. فإن للبرتغالي فضلا كبيراً بهذا التتويج غير المتوقع على حساب باريس سان جيرمان.

في موناكو، التقى كيليان مبابي الصاعد حينها والذي انضم إلى سان جيرمان بعد أسابيع من اللقب وأصبح اليوم أحد أبرز نجوم العالم.

شغل بعدها كامبوس منصب المستشار الرياضي لجيرارد لوبيز بعد أن اشترى رجل الأعمال الإسباني - اللوكسمبورغي نادي ليل في أوائل عام 2017.

وظهرت ثمار هذا التعاون لاحقاً، فبعد موسم أول أفلت خلاله ليل من الهبوط، حل ثانياً في 2019 ورابعاً في 2020 قبل أن يحقق لقب الدوري في 2021، بعد بضعة أشهر من مغادرة الثنائي الذي بنى فريقاً رائعاً.

كما كان الحال في موناكو، كان قادراً على بناء مجموعة مكونة من لاعبين ذوي خبرة أمثال البرتغالي جوزيه فونتي، وبنجامان أندريه، ولويك ريمي، والتركي براق يلماز، إلى جانب مواهب شابة مثل العاجي نيكولا بيبي، والنيجيري فيكتور أوسيمهن، والبرتغالي رافايل لياو، والكندي جوناثان ديفيد.

تألق الكثير منهم مع ليل، كبيبي وأوسيمهن ولياو قبل بيعهم مقابل مبالغ جيدة. لكن البرتغالي تمكن دائماً من إيجاد بدائل لهذه القطع الذهبية للحفاظ على مجموعة موهوبة ومتجانسة.

مدمنٌ على العمل، قادرٌ على السفر في كل أنحاء العالم لمراقبة اللاعبين، من أميركا الجنوبية إلى الحدود التركية لتجنيد المدافع زكي تشيليك، لم يوجد كامبوس في كثير من الأحيان في «دومان دو لوشان» المركز التدريبي لليل، لكنه كان على اتصال دائم مع لوبيز والمدرب حينها كريستوف غالتييه.

هو سريع الغضب وتسببت له شخصيته القوية بمشكلات في بعض الأحيان، كما حدث عندما أراد المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا، الإشراف على ضم اللاعبين عند وصوله في صيف عام 2017 لكن بعد ثلاثة أشهر معقدة من الأخذ والرد، قرّر لوبيز الانفصال عن بييلسا والاحتفاظ بمستشاره البرتغالي.

لقد أثبت المستقبل أنه كان على حق، حتى ولو شابت الأشهر الأخيرة لكامبوس في ليل مواجهات مع المدير العام للنادي الإسباني مارك إينغلا، وهو صديق مقرّب منذ فترة طويلة من لوبيز. أراد البرتغالي أن تكون كلمته أقوى لكنه لم يحصل على ما أراد ليرحل عن النادي الشمالي، مما أثار استياء غالتييه الذي كان يقدّره كثيراً. أما لوبيز الذي علق في مرمى النيران، فقد حاصره دائنوه واضطر إلى بيع النادي قبل ستة أشهر من التتويج في مايو (أيار) 2021.

من المتوقع أن يكون دور كامبوس في باريس مختلفاً بعض الشيء، كون النادي المملوك قطرياً لا يبني مشروعه على التجارة، حتى لو كان يرغب في بعض الأحيان في تحقيق مكاسب مالية. سيتعيّن على البرتغالي الآن العمل على بناء قوّة ضاربة جديرة بإرضاء مبابي الذي قرّر أخيراً البقاء في العاصمة الفرنسية وعدم الانتقال إلى ريال مدريد، بعد تلقي ضمانات رياضية بشأن بناء فريق قادر أخيراً على الفوز بدوري أبطال أوروبا.