Image

مليشيا الحوثي جماعة أدمنت نقض العهود والمواثيق

أتثبت الأحداث والوقائع التي شهدتها اليمن منذ حرب صعدة الأولى في عام 2004 وحتى الآن أن مليشيات الحوثي أدمنت الغدر والخيانة ونقض العهد والمواثيق. 
ومنذ نشأة هذه المليشيات وقعت الدولة معها العديد من الاتفاقيات لكنها لم تلتزم بها، كما أنها تنقضها وتتنصل عن الالتزام بها متى ما امتلك القوة وصارت في وضع أفضل.
والدلائل  كثيرة على أن هذه المليشيات ناقضة للعهود والمواثيق ولا ينفع معها إلا القوة لإجبارها على الرضوخ وتنفيذ ما التزمت به.
 
ولا شك أن حديث ناطق المليشيات محمد عبد السلام، مساء أمس، ووضعه شروطا جديدة لتنفيذ بنود الهدنة الأممية بعد ساعات فقط على إعلان تمديدها يأتي في هذا الإطار، ووفق سياسة المماطلة والتسويف والسعي للحصول على أكبر قدر من المكاسب من خلال المفاوضات، خصوصا في ظل تراخي الحكومة الشرعية والتحالف العربي وغياب الضغوط الحقيقية من قبل المجتمع الدولي على هذه المليشيات؛ الأمر الذي ساعدها على فعل ما بدا لها ولو على حساب معاناة اليمنيين الذين يرزحون منذ قرابة 8 سنوات في ظروف معيشية صعبة جراء الحرب التي فرضتها هذه المليشيات على اليمن وانقلابها على الدولة وسيطرتها على مؤسساتها.
 
وبات من المعلوم أن هذه المليشيات تتوسع ويقوى نفوذها وسطوتها بفعل الحرب وأن قاموسها يخلو من مفردات السلام. ولهذا فهي ترفض الدخول في أي مفاوضات سلام إلا في حالة هزيمتها عسكريا واتفاقية ستوكهولم أبرز مثال على ذلك.
 
وخلال أيام الهدنة الأممية الأولى خلال الشهرين الماضيين، حققت مكاسب كبيرة، منها أنها استفادت من إيقاف التحالف والشرعية للأعمال العسكرية، وخصوصا غياب طيران التحالف في الأجواء اليمنية فسارعت إلى حشد أعداد كبيرة من مقاتليها وسلاحها الثقيل إلى مختلف الجبهات، وأبرزها جبهات محافظتي مأرب شمال شرق اليمن وتعز جنوب غرب اليمن.
 
كما أنها جنت مليارات الريالات من فوارق أسعار سفن المشتقات النفطية التي دخلت إلى ميناء الحديدة بدون جمارك أو ضرائب لصالحها، رغم أن هذه الأموال خصصت لدفع رواتب موظفي الدولة في مناطق سيطرتها والتي قطعتها منذ العام 2016 وكذلك الحال فيما يتعلق باستئناف الرحلات الجوية من مطار صنعاء الدولي.
 
لكنها في المقابل لم تنفذ شيئا من التزاماتها خصوصا فتح طرق تعز ودفع رواتب موظفي الدولة وفي كل مرة تضع شروطا لعرقلة التنفيذ وبالتالي إفشال الهدنة.
ويبقى الخيار الأمثل في التعامل مع هذه المليشيات هو خيار القوة وهي اللغة الوحيدة التي تفهمها المليشيا كما يقول الكثير من اليمنيين.