Image

عقال الحارات يد طولى لمليشيا الحوثي

أصبح عقال الحارات في المدن الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي عبارة عن أدوات استخباراتية مسلطة على رقاب السكان، بحيث لم يعد لهم من دور خدمي إلا في سياق جمع المعلومات والبيانات وإرسالها إلى مشرفي الحوثي الأمنيين. 
وليس ذلك فحسب، بل أصبحوا أداة ابتزاز وبطش، لدرجة أن أي معاملة لك في أروقة الدولة أو أي عملية بيع وشراء أو استئجار مسكن جديد، لا بد أولا أن تمر على عاقل الحارة التي تسكن فيها، لكي تحظى بتوقيعه وختمه. وهذا التوقيع والختم أصبحا يحتاجان إلى معاملة طويلة عريضة، تبدأ من الانتظار لأيام أمام باب منزل عاقل حارتك كل صباح، ثم بعد أن يعلم بوجودك يُخرج لك ابنه أو أحد زبانيته سائلا ما الذي تريده، ثم تشرح له الأمر وهو لا ينظر في أوراق معاملتك بقدر ما ينظر إلى جيبك. بعدها تستطيع الحصول منه على موعد اسمه "بكرة الصبح"، ويمر صبح وآخر فلا تدري ما الذي فعله بأوراقك، حتى يجيؤك أحد من حيث لا تعلم يقول لك بأنك إذا أردت أن تخلص سريعا "أدخل يدك إلى جيبك" و"ادي له الحاصل وهو عيتعاون معك". فما يكون أمامك إلا أن تدفع ذلك "الحاصل" الذي يتراوح بين 5 إلى 10 آلاف، وهات لك كم يا معاملات.
(أ. ح) أحد أبناء حي هبرة في العاصمة صنعاء، يقول: "ذهبت لقطع بطاقة شخصية لابنتي وقد معاها رقم جلوس بالإضافة إلى بطاقتي، ومع هذا أصروا على ضرورة أن تكون الاستمارة معمدة من عاقل الحرة. واحتجت لأسبوع بأكمله حتى أحصل على ختم عاقل الحارة، هذا وبيتي قريب من بيته ويعرفني وأعرفه. ولم أحصل على الختم إلا بعد أن دفعت 5000 ريال".
شاب آخر في حي سعوان القريب من هبرة، يقول: "احتجت لأسجل في كلية التجارة إلى معاملة عند عاقل الحارة أصعب من معاملة التسجيل".
هذا بالنسبة لأدنى خدمة يمكن أن يقدمها لك عاقل الحارة باعتبارك أحد سكان حارته. 
أما لو حصل عليك مشكلة بشيطة في قسم الشرطة وطلبوا ضمانة من عاقل حارتك، فانتظر أسبوعا أو أسبوعين حتى يفرج عنك. 
محمد اليريمي، بائع بطاطا في أحد أحياء التحرير، يقول: حدثت مضرابة بيني وبين أحد الأشخاص وكنت أنا الغلطان فيها، وأخذوني إلى القسم، وبعد أن تصالحت مع غريمي طلبوا مني تعهدا فوقعته ثم تفاجأت بأنه لا بد من تعميده من عاقل الحارة، وأنا بائع شبه متجول لا أعرف من هو عاقل الحارة الذي طُلب مني أن يعمد التعهد عنده، فبقيت أياما في الحبس حتى اهتدى بعض معارفي إلى عاقل الحارة، وأياما أخرى حتى استطاعوا أن يختموا الورقة عنده. حاصل القول: خسارتي تجاوزت خمسين ألف ريال من يوم احتبست حتى خرجت".
ويضيف مازحا: "خرجت وقد ابعدوا لي الزقعة كلها".