Image

الوفد المفاوض في عمان والسعي نحو إفشال فك الحصار عن تعز

خمسة أيام تفصلنا عن انتهاء الهدنة في اليمن التي أعلنتها الأمم المتحدة لمدة شهرين، تضمنت إيقاف جميع العمليات العسكرية، الجوية والبرية والبحرية، داخل البلاد وعبر الحدود، والسماح بدخول سفن الوقود إلى موانئ الحديدة، إلى جانب فتح الطرق الرئيسية من وإلى مدينة تعز المحاصرة منذُ سبع سنوات 
يأتي ذلك مع دخول المشاورات التي تجري في العاصمة الأردنية، عمّان، مرحلة الحسم مع تقديم الجانب الحكومي ومليشيا الحوثي تصوراتهما بشأن فتح الطرق إلى تعز وبقية المحافظات، باعتبار ذلك مدخلاً لتمديد الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة، ويفترض أن تنتهي في الثاني من يونيو المقبل؛ حيث ينتظر أن تقدم الوفود ملاحظاتها على تلك المقترحات. وتأمل الأمم المتحدة أن يشهد اليوم، السبت، الاتفاق على هذه القضايا والانتقال بعد ذلك لمناقشة القضايا اللاحقة لاتفاق الهدنة، والدخول في المحادثات السياسية الشاملة. 
وذكر مسؤول في الفريق الفني الخاص بالمفاوضين عن الجانب الحكومي أن الجانبين وعلى مدى يومين استعرضا مقترحات فتح الطرق إلى مدينة تعز وفي محافظات مأرب وإب والضالع، وأن اللقاءات ينبغي أن تحسم القضايا المطروحة للنقاش خلال يومين، وان الوفد الحكومي أبلغ المبعوث الأممي أنه مع فتح جميع الطرقات بلا استثناء ولكن ينبغي أن يبدأ ذلك من مدينة تعز، وفقاً لما نص على ذلك اتفاق الهدنة.
ضمنيا، أقرت مليشيا الحوثي لأول مرة عن طريق تغريدات حسين العزي وعبدالملك العجري بمسؤوليتها عن حصار تعز وأن الضغوط الإقليمية والدولية وراء قبولهم تخفيف القيود عن حصار تعز المستمر منذ سبع سنوات.
وتحدث عدد من قيادات مليشيا الحوثي في منشوراتهم وتغريداتهم أنهم يخشون من أنه في حال رفعوا الحصار عن تعز أن يتسبب ذلك بسقوطهم عسكرياً، وهزيمتهم  فيها،
وهو دليل كامل أن هذا الحصار هو عسكري على المدينة للسيطرة عليها.
مصادر محلية أكدت أن توقيع الاتفاق، حسب ما تم تسريبه لوسائل الإعلام، يعد تاكيدا على مستوى التنسيق بين جماعة حزب الاصلاح (الاخوان المسلمين) ومليشيا الحوثي هروبا من الضغوط المحلية والدولية؛ حيث أوردت أن عددا من قيادات حزب المؤتمر الشعبي قد وضعت هذا الاتفاق تحت التنفيذ عام 2016 وشرعت بفتح الطرق من جانب واحد وإزالة الألغام. وعام 2018م تم تجديد المقترح وهو ما رفضته مليشيات الإخوان والحوثيين عبر وسائل الاعلام المحلية والعربية، عبر عبدالملك شيبان عن حزب الإصلاح وبعدها أحمد المساوى من جانب الحوثيين.
واشارت المصادر إلى أن الجانبين يسعيان خلال مباحثاتهما الى إفشال فتح المنافذ في تعز من خلال عرض وفد الحوثي فتح منفدين، واحد فرعي والآخر رئيسي، إلا أن وفد الشرعية الذي يترأسه شيبان، المحسوب على الإصلاح، حاول أن يبني على عرض الحوثي جدارا فاصلا لإنهاء المفاوضات والاعلان عن فشلها، حينما هدد بالانسحاب بعد وصف أن الحوثي يريد ان يفتح طريقا قديما لا تمر منه سوى الحمير والجمال، دون ذكر للطريق الرئيس الآخر الذي رفضه الإخوان قبل الدخول في مفاوضات عمان، 
و قد يعلن اليوم الفريق الشرعية عن عدم مغادرته الأردن وتواصل المفاوضات إلى يوم الأحد. 
وتبقى هناك بارقة أمل في التوصل إلى اتفاق ينهي المعاناة الإنسانية لأبناء تعز المحاصرين منذ سبع سنوات.