قائد الجيش الجزائري يشيد بـ«إحباط محاولات ضرب الدولة»
بينما أشاد قائد الجيش الجزائري، الفريق سعيد شنقريحة، بـ«إحباط محاولات تهديد وحدة الجزائريين الترابية والشعبية»، واصل، أمس، فيكتور بونداريف، رئيس لجنة الدفاع في «مجلس الاتحاد الروسي»، لقاءاته في الجزائر، حيث يبحث منذ يومين رفع مستوى التعاون العسكري، وتطورات الحرب في أوكرانيا، والأزمة في ليبيا، والمشكلات الأمنية التي تتخبط فيها مالي.
وأطلق الفريق شنقريحة، أمس، تصريحات من قسنطينة (500 كلم شرق العاصمة)، التي زار منشآتها العسكرية، جاء فيها أن الشعب «استطاع أن يتفادى بحكمة وبصيرة كافة المناورات، التي تستهدف نشر الفوضى بين صفوف الشعب الواحد، ومحاولة تهديد وحدته الترابية والشعبية، وضرب أركان دولته الوطنية، خدمة لأجندات مشبوهة و(مرامي) مغرضة، وذلكم دليل قاطع آخر على تماسك شعبنا وتفطنه الدائم لمكائد هؤلاء الأعداء المتربصين».
وأكد رئيس أركان الجيش خلال مخاطبة ضباط المنشأة أن الجزائر «أرض المقاومة والشهادة، تعرف جيداً حق قدر السيادة الوطنية وحق قدر الاستقلال، وحق قدر الأمن والاستقرار، لأنها تجرعت بالأمس مرارة الاستبداد الاستعماري الغاشم، وعانت من ويلات الإرهاب الهمجي، الذي بات يمثل ظاهرة عالمية جدية التهديد، وشديدة الخطورة على أمن الشعوب واستقرارها، بل حتى على استقلالها وسيادتها الوطنية»، داعياً إلى «حفظ هذه السيادة وصون هذا الاستقلال، الذي نستعد للاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاعه»، مبرزاً أن الشعب الجزائري «الموحد والأصيل، والمتشبع بقيمه الوطنية، تفطن لخلفيات وأبعاد مختلف المؤامرات التي تحاك ضده في السر والعلن».
ولم يوضح الضابط العسكري الكبير من يقف وراء «الأجندات المشبوهة». لكن اللافت أن الخطاب المحذر من «المؤامرات»، بات حاضراً بقوة في تصريحات المسؤولين المدنيين والعسكريين منذ بداية الحراك الشعبي في فبراير(شباط) 2019، واستمر حتى بعد توقفه.
من جهة أخرى، ذكر شنقريحة أن «تضافر جهودنا في الجزائر بخصوص الاقتلاع النهائي لظاهرة الإرهاب المقيتة من أرضنا الطاهرة، مع إصرارنا على التشديد المستمر والمحكم لإجراءات حماية حدودنا الوطنية المديدة، سيسهم دون ريب في مكافحة هذه الظاهرة العابرة للحدود والأوطان بطريقة فعالة، بما يسهم جدياً في تعزيز وتقوية الجهد العام المبذول على المستوى الإقليمي والدولي».
إلى ذلك، واصل، أمس، فيكتور بونداريف، رئيس لجنة الأمن والدفاع في «مجلس الاتحاد الروسي»، اجتماعاته بالمسؤولين الجزائريين في اليوم الثاني من زيارته، رفقة أعضاء من «اللجنة». ونقلت مصادر من «مجلس الأمة» أن رئيسه صالح قوجيل أكد لضيفه ونظيره الروسي في لقائهما أن العلاقات بين الجزائر وموسكو «تسير في الاتجاه الصحيح». كما نقل عنه أن «البلدين عازمان على تطوير تعاونهما التجاري والاقتصادي، خصوصاً مع توفر الإرادة السياسية لتحقيق ذلك من جانب الرئيسين عبد المجيد تبون وفلاديمير بوتين، والتي تم التأكيد عليها خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الروسي إلى الجزائر»، والتي جرت في 10 من مايو (أيار) الحالي.
وبحسب قوجيل؛ «ستُمكن الزيارة وفد فيدرالية روسيا من الاطلاع عن كثب، على ما يتحقق ببلادنا من إصلاحات وتقدم في إطار مسعى رئيس الجمهورية لإرساء دعائم جمهورية جديدة ومهابة الجانب، والهادفة أيضاً إلى الحفاظ على استقلالية القرار السياسي لبلادنا وتدعيمه باستقلالية القرار الاقتصادي»، مبرزا أن الجزائر «تعمل على التمسك بمبادئها التاريخية، وإرثها النوفمبري (شهر اندلاع ثورة الاستقلال عام 1954) من أجل حلحلة مشاكل الحاضر، واستشراف مستقبل واعد للأجيال الصاعدة».