Image

تقارير: ثاني أكسيد الكربون يصل لأعلى مستوى في تاريخ البشرية

أفاد تقرير لمعهد سكريبس لعلوم المحيطات في جامعة كاليفورنيا بارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض بأكثر من 420 جزءًا في المليون - وهو أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق في تاريخ البشرية.

وأكد المعهد أن النتائج تم دعمها لاحقًا ببيانات أخرى من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) بالولايات المتحدة، حيث أظهرت البيانات أن المستويات وصلت إلى 421.33 جزءا في المليون في 4 مايو/ايار 2022، بحسب ما نشر موقع "آي اف ال ساينس".

وبحسب علماء المناخ فإن الأرقام هي مؤشر مذهل على كيفية تغيير النشاط البشري لكوكب الأرض جذريًا، وأن البشر لا يبذلون ما يكفي من الجهود لمعالجة تأثيرات أنشطتهم الصناعية والبيئية.

وثاني أكسيد الكربون هو أحد أهم غازات الدفيئة المرتبطة بتغير المناخ، حيث يستمر في الغلاف الجوي للأرض لعدة قرون دون تحلل.

وعلى الرغم من وجوده بشكل طبيعي في مستويات مختلفة في الغلاف الجوي للأرض، إلا أن تركيز هذا الغاز المسبب للاحتباس الحراري يتزايد منذ عهد الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر حيث يتم إطلاقه من خلال الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات.

ويستخدم مرصد "ماونا لوا" في هاواي كمرجع عالمي لقياس تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بسبب ارتفاعه الشاهق وموقعه البعيد.

ويقوم العلماء بإجراء قياسات لتركيز ثاني أكسيد الكربون في المرصد منذ عام 1958 - عندما كانت مستويات ثاني أكسيد الكربون أقل من 320 جزءا في المليون - مما يجعل تسجيل مستويات تركيز الغاز هي أطول عملية قياس غير منقطع لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، بحسب ما نشر موقع صحيفة ديلي ميل البريطانية.

وتعتبر هذه البيانات الجديدة أولية في الوقت الحالي، لكنها تتبع اتجاهًا واضحًا بدأ يتكشف خلال العقود الأخيرة، إذ أنه على أساس سنوي، ارتفع مستوى ثاني أكسيد الكربون المسجل في مرصد "ماونا لوا" بشكل مطرد.

وقال بيتر تانس، العالم البارز في مختبر رصد وتشخيص المناخ التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، لموقع اكيسوسAxios إنه "من المحتمل أن يسجل شهر مايو/أيار قيماً أعلى من ذلك".

وأضاف الخبير المتخصص في المناخ: "نحتاج حقًا إلى التركيز على تقليل الانبعاثات، خاصة وأننا لم نحقق نجاحًا كبيرًا على مستوى العالم لأن معدل زيادة ثاني أكسيد الكربون لا يزال مرتفعاً."

وبحسب باحثين، فقد كانت المرة الأخيرة التي ارتفعت فيها مستويات ثاني أكسيد الكربون العالمية فوق حاجز 400 جزء في المليون منذ حوالي 4 ملايين سنة، وهي فترة كان فيها العالم أكثر سخونة بنحو 3 درجات مئوية (5.4 درجة فهرنهايت) وكانت مستويات سطح البحر أعلى بكثير مما هي عليه اليوم.