Image

الحصبة، الحرارة، انقطاع الكهرباء.. ثالوث قاتل يحصد أرواح أطفال عدن

اجتمع ثالوث مرعب تشهده العاصمة المؤقتة عدن، ليبدأ فتكه بأرواح الأطفال، ويهدد حياة العشرات من مرضى الربو والحساسية الجلدية. يتمثل الثالوث المرعب الجديد في عودة انتشار مرض الحصبة ودخول فصل  الصيف وارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير، مع غياب خدمة الكهرباء بشكل شبه تام.
وسجلت عدن، مساء أمس، وفاة أول طفلة جراء الثالوث القاتل الذي تغض الجهات المعنية الطرف عن معالجته، رغم المناشدات والدعوات والإحصائيات الرسمية التي تم تسجيلها خلال الفترة الاخيرة حول المرض الذي عاود ظهوره في المدينة. 
وذكرت مصادر طبية في عدن، أن طفلة توفيت جراء إصابتها بمرض الحصبة، الذي تضاعف مع ارتفاع درجة الحرارة وغياب الكهرباء، ما أدى وفاة الطفلة البالغة من العمر أربع سنوات، في منطقة كود العثماني بمديرية الشيخ عثمان شمال عدن.
وتشهد عدن أزمة كهرباء حادة منذ أيام، حيث تصل ساعات انقطاع التيار إلى أكثر من 16 ساعة يومياً، في ظل ارتفاع درجة الحرارة مع دخول فصل الصيف، بشكل كبير هذا العام.
وتغيب المعالجات الحكومية فيما يتعلق بمواجهة أزمة الكهرباء المستعصية والتي يسودها فساد بات مكشوفا للجميع، (مواطنين ومسؤولين)، خاصة فيما يتعلق بعقود شراء الطاقة، التي يتربح منها القائمون على الخدمة في الوزارة والمؤسسة، وصولا الى رئيس الحكومة معين عبدالملك وفقا لمصادر محلية، لكن تطورات الوضع باتت تهدد حياة المدنيين خاصة فئة الاطفال والمرضى.
وكان سكان حي كود العثماني، وحي والمحاريق بمديرية الشيخ عثمان، ناشدوا القائمين على الكهرباء إنقاذهم من الوضع؛ حيث الخدمة مقطوعة في احيائهم منذ اسبوع، وقد تم إبلاغ وتقديم شكاوى للمؤسسة دون أن تحرك ساكن، وقد تسبب الوضع بوفاة طفلة مريضة بالحصبة. 
 
عودة الحصبة
وفيما يتعلق بمرض الحصبة، الذي عاد إلى الظهور بشكل مخيف في مديريات العاصمة المؤقتة، تحدثت مصادر طبية عن تسجيل اكثر من 122 حالة خلال الاسبوع الماضي، معظمهم من الأطفال، لتسجل أول وفاة في صفوف الأطفال المصابين امس، جراء إصابتها بالمرض وغياب الكهرباء، ما زاد من الطفح الجلدي وأدى لوفاتها.
ووفقا للمصادر، فإن تفشي مرض الحصبة بعدن ينتشر بشكل كبير؛ حيث استقبل مستشفى الصداقة بالشيخ عثمان وحده، حالات عدة خلال أسبوع، معظمهم ما دون العاشرة، مشيرة إلى  تسجيل حالات مماثلة في مستشفى الجمهورية بخور مكسر.
وأفادت بأن الحالات تتجاوز المئات، يتم استقبالها بالمشافي الحكومية والخاصة، وأن القطاع الصحي عاجز عن توفير الخدمات والرعاية في ظل تزايد الحالات.
وعن أسباب عودة الحصبة، وأمراض أخرى مثل الكتيعة والتيفوئيد والملاريا"، تشير مصادر طبية في عدن إلى أن توقف حملات التحصين، خلال السنوات الماضية، نتيجة الصراع، وتبعها عام كورونا وإغلاق المشافي أمام المرضى، أدى لعودة وزيادة الإصابة بتلك الأمراض.
وأوضحت أن غياب الاهتمام بالقطاع الطبي والصحي في عدن ومدن يمنية، جراء الصراع الذي تسببت فيها المليشيات الحوثية، وما تبعه من خلافات في صفوف الشرعية، زاد من تلك الحالات، إلى جانب أن غياب التوعية، واستمرار التزاحم في المدارس بين الأطفال، فاقم من انتشار الأمراض المعدية، خاصة الحصبة التي تسبب طفحا جلديا، في وقت زادت فيه الحرارة، وزادت فيه انقطاعات الكهرباء، ما يجعل المريض والمصاب مهددا بالوفاة.