Image

المنظمات الأممية.. التسول باسم اليمن

سبع سنوات من الحرب جعلت من اليمن أفقر دولة في العالم. ووسط الفقر المدقع، أخذت منظمة الامم المتحدة على عاتقها التسول باسم اليمن، وعلى دول التحالف أن تنفق مليارات الدولارات، مادام أنها أخذت على عاتقها إعادة الشرعية كأحد أهداف انطلاق عاصفة الحزم ضد مليشيا الحوثي الانقلابية.
سبع سنوات من الحرب في اليمن استفادت منها المنظمات الدولية، ووجد الشعب اليمني نفسه يتسول من كبار المتسولين خيما ودقيقا وزيت طبخ 
في كل عام تتبنى المنظمة الأممية قضية من قضايا الطفولة والمرضى والجوعى والمشردين من الحرب، تتحرك في كل الاتجاهات لجني الاموال من المانحين. مؤتمر بعد مؤتمر تحصد فيه مليارات الدولارات باسم اليمن وتذهب الاموال في طريق إثراء القائمين على المنظمات رواتب  واستئجار فلل وسيارات فارهة واستشارات. فلا يصل إلى من شردتهم الحرب إلا الشيء اليسير. وأصبح من أفقرتهم الحرب يشاهدون طبقة الأغنياء تتجول أمام أعينهم.
ولو ان تلك المبالغ وجهت لدعم الاقتصاد الوطني المنهار لما اتسعت رقعة الفقر، ولما جعلت الناس يركضون وراء وهم اسمه مساعدات لا تفي باحتياجات أسرة نازحة في مخيم لأسبوع واحد.
اليمن التي تعتبر حانبة بوديعة قدرها مليارا دولار دخلت خزائن البنك المركزي تمثل تعافيا لاقتصاد وتحسينا للمستوى المعيشي لكل أبناء اليمن. ومع هذا تتحصل الأمم المتحدة على المليارات فزاد اليمن فقرا.
 دول التحالف تعلن أكثر من مرة حجم مساعداتها لليمن تعدت المائة مليار دولار. فلو وجه جزء منها لدعم الاقتصاد لكانت اليمن من الدول التي يعيش شعبها في بحبوحة وحياة رغدة رغم الحرب، إلا أن الأموال توجه في طريق آخر نحو المتسولين الكبار ينفقون المليارات لإشباع فسادهم غير  مكترثين لما يحل بالمواطن الذي لا عادت دولته ولم يستفد مما يقدم من مساعدات تمكنه تجاوز آثار الحرب على حياته المعيشية.
وها هم اليوم يتسولون باسم الناقلة صافر بعد أن ملأوا الدنيا ضجيجا  بخطورة انفجار السفينة على الأحياء البحرية في البحر الأحمر والمنطقة ورصدوا مبالغ خرافية لإفراغ النفط وصيانة الناقلة وإعادة النفط إليها مرة أخرى تتجاوز قيمة السفينة وما عليها ولو لم يكن برنامجهم التسول لاستبدلوا الناقلة بأخرى وباعوا صافر خردة.
الحرب اليمنية تجارة عند تجار الحروب، والأمم المتحدة التاجر الشاطر. ولهذا فالحرب سوف تطول وقد تستمر إلى ما لا نهاية إذا ظلت المساعدات تأتي إلى اليمن فتضل طريقها قبل أن تصل إلى جائع وفقير ونازح في مخيم بحج ومأرب وتعز وكل محتاج من قطع راتبه وشرد من بيته إلى دنيا الضياع.