Image

هل يمكن لحبوب الدخن المساعدة في خلق أمن غذائي عالمي؟

يشعر الناس الذين يعيشون في بلدان مثل أفغانستان وإثيوبيا وسوريا التي تعتمد بشكل كبير على الواردات الغذائية بتأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على نمط حياتهم، وبات ارتفاع أسعار السلع الغذائية هاجسا كبيرا للمواطنين.

وكانت روسيا وأوكرانيا تلبيان في وقت السلم، ما يقرب من ثلث المعروض العالمي من القمح وربع الطلب على الشعير، فضلا عن ثلثي احتياجات العالم من زيت عباد الشمس.

ولم تصدر أوكرانيا توقعات لحصاد الحبوب لعام 2022، لكنها حذرت هذا الأسبوع من أن الحصار الروسي لموانئها على البحر الأسود قد يؤدي إلى فقدان عشرات الملايين من الأطنان من الحبوب الأوكرانية، "مما يؤدي إلى أزمة غذائية ستؤثر على آسيا وأفريقيا وأوروبا".

بالنسبة لروبرت أونينيكي، الخبير الاقتصادي الزراعي في جامعة أليكس إكويمي الفيدرالية في نيجيريا، فإن العالم يعاني بالفعل من مثل هذه الأزمة، التي قال إنها "تتزايد في كل مكان" و "يمكن أن تكون هنا لفترة من الوقت".

ويرى الخبير في حوار مع DW أنه قد حان الوقت للبحث عن بدائل للمواد الغذائية الأساسية الشائعة مثل الأرز والقمح. ويعتقد أونينكي أن نبات الدخن، وهي فصيلة من الأعشاب ذات البذور الصغيرة المتغيرة، يمكن أن تشكل واحدة من الحلول المطروحة من أجل توفير طعام للعالم.

أوكرانيا: الحرب تعرقل تدفق السلع عالميا

من أقدم النباتات المستأنسة

وحبوب الدخن (Millets) أو الجاورس أو البشنة تنتمي إلى الفصيلة النجيلية التي تنبت في المناطق الجافة من قارتي آسيا وإفريقيا، وعلى الرغم من الأصناف العديدة لنبات الدخن إلا أن الصنف اللؤلؤي هو الأكثر شيوعًا.

ونبتة الدخن موجودة منذ عام 3000 قبل الميلاد ويعتقد أنه من بين أقدم النباتات المستأنسة، وهو يعد منذ فترة طويلة المحصول الأساسي لملايين المزارعين، خاصة في الهند والصين وأجزاء كثيرة من أفريقيا.

ويطلق عليها أحيانا اسم "الحبوب الغذائية" بسبب مستوياتها العالية من الحديد

والألياف وبعض الفيتامينات، ولا تزال تزرع في أكثر من 130 دولة. ومع ذلك، فإنها تلعب دورا هاما في النظم الغذائية وحدها لحوالي 90 مليون شخص في أفريقيا وآسيا، وغالبا ما تعتبر غذاء للفقراء.

ويرى الخبير أن قدرة هذه النبتة على التكيف مع المناخ، وفترة النضج القصيرة، وانبعاثات الكربون المنخفضة، تضعها في دائرة الاهتمام العالمي.

هل العالم مستعد لزراعة الدخن؟

بيد أنه وبالرغم من إعلان الأمم المتحدة سنة 2023 بأنها السنة الدولية للدخن، فإن انتشار هذه الحبوب الضئيل والاهتمام المتواضع يمكن أن يتغير.  ويقول الخبراء إن هذا سيكون أمرا جيدا - ليس فقط بسبب الفوائد الصحية للحبوب، ولكن أيضا بسبب قدرتها على الازدهار في الظروف الصعبة. وفي عالم يتسم بتغير المناخ.

ولا يتمتع الدخن بالقدرة على النمو في المناطق الحارة أو المنكوبة بالجفاف فحسب، بل يحتاج أيضا إلى مياه أقل بكثير من القمح أو الأرز أو الذرة. وهذا ليس كل شيء، إذ أن فترة النضج أقصر. بعض الدخن يصل إلى مرحلة النضج في غضون 60 إلى 90 يوما". ويؤكد الخبير الأفريقي أن الدخن ينبعث منه القليل من غازات الدفيئة على عكس زراعة الأرز التي تساهم بشكل كبير في انبعاثات الميثان.

إضافة إلى قائمة المزايا، تشير الأمم المتحدة إلى أن الدخن لا يتطلب سوى القليل من الأسمدة الاصطناعية والمبيدات الحشرية، ويمكن أن يعزز جودة التربة من خلال الزراعة البينية مع النباتات الأخرى.

ومع ذلك، قال أونينيكي إن إنتاج الدخن في آسيا وأفريقيا غير قادر على تلبية الطلبات المحلية وحدها، لذلك لا يوجد ما يكفي منه للتصدير، لذلك فمن المهم وضع خطة من أجل زراعته عالميا والاهتمام بكيفية تصديره.