Image

زوجة الفنان التشكيلي الراحل تاد تحيي أمجاده الفنية

مع كل عام يطل بذكرى رحيل الفنان التشكيلي الكبير تاد، توقد الإنسانة الجميلة جيهان سلامة شموع الذكرى بإضفاء لمسات جمالية على لوحات زوجها الرائد المبتكر الذي مثل مدرسة تشكيلية متجددة؛ وذلك بإقامة معرض سنوي للاحتفاء بأعمال هذا الفنان التشكيلي الساحر.
كل عام تعمل جيهان سلامة على إعادة روح الفنان الراحل تاد، من خلال إقامة هذا المعرض أو ذاك تخليدا لذكرى زوجها وحرصا منها على إشهار ما تركه من إرث فني عظيم بحسه المرهف وألوانه المفعمة والمتشبعة برائحة الأرض والتراب والتاريخ.
هو تاريخ فني يتحدث عن نفسه من خلال هذه المرأة العظيمة المتواضعة؛ حيث عثرت بالمصادفة على صندوق ضخم مليء بكم كبير من اللوحات الكاملة دون إطار أو برواز، فأصرت على أنه من حق زوجها تاد عليها أن تقوم بعرض أعماله الفنية الجمالية كنوع من الوفاء له ولقصة حب بينهما بدأت منذ الصغر واستمرت إلى الأبد. قصة حب مكانها وزمانها أعماله الفنية التشكيلية نفسها التي عشقتها وعشقت صاحبها، فكان تاد هو فتى أحلامها الذي انتظرته وأثر فيها نفسيا وروحيا، بحيث تحول ذلك التأثير فيها إلى شغف نحو لوحاته الفنية. 
وهذا يرجع إلى أن الفنان تاد هو قطب من أقطاب الفن التشكيلي المصرى المعاصر؛ إذ عبر بريشته عن نبض الشارع المصري ومشكلاته على أغلفة جريدة “صباح الخير” ومجلة "روز اليوسف".
استطاعت جيهان سلامة أن تؤبد قصة الحب تلك بينها وبين زوجها حتى بعد رحيله؛ من خلال إحياء ذكراه الخالدة بإقامة مجموعة من المعارض الخاصة؛ حيث نظمت حتى الآن 14 معرضاً، كان أبرزها المعرض الذي أقيم في قاعة الفنون التشكيلية بدار الأوبرا عام 1991، كما نظمت معرضا آخر في مجمع الفنون بالزمالك، وعرضت أعمال زوجها فى قاعة الفنون التشكيلية بمركز النقد والإبداع في متحف أمير الشعراء أحمد شوقى، بالإضافة إلى معارض خارج مصر. 
غير أن معرض أتيلية الإسكندرية كان مفاجأة بكل المقاييس؛ حيث تم عرض مائة وستين عملا فنيا من القياسات الصغيرة.
أما الهدف من تنظيم مثل هكذا معارض للوحات وأعمال زوجها فهو التبرع بجزء منها للجمعيات الخيرية والمستشفيات، إكراماً للفنان الراحل وتخليدا لذكراه، متمنية على ابنتها أن تحمل لواء لوحات أبيها تاد وأن تكون سفيرة لهذا الفن التشكيلي وتستطيع تحقيق أمنيات والديها بالمحافظة عليه وتعميمه في كل أرجاء مصر والعالم أجمع.
ولد تاد في العام 1946، وبدأت موهبته تتفتق منذ الصغر. ولم يكد يبلغمرحلة الشباب حتى كان قد أصبح من الفنانين المتميزين؛ حيث شارك بريشته في مؤسسة روز اليوسف منذ عام 1966 وشارك لمدة 10 سنوات كاملة برسوماته المتميزة في باب “نادي القلوب الوحيدة”، ولمدة 20 عاماً رسم لوحات باب “أنا والحياة”. 
كما ساهم في رسم مقدمات بعض الأفلام، وله كذلك مقتنيات في متحف الفن المصري الحديث.
تميزت أعمال الفنان التشكيلي تاد عن غيرها من أعمال الفنانين التشكيليين بكونها طاقة متراكمة فى الذاكرة البصرية وبصفائها النادر وشفافيتها المستحيلة، والتلقائية المباشرة فى صياغة ومعالجة عالمه الإنسانى الذى أكتشفه فى البيئة الشعبية الحية والدافئة بعاداتها وتقاليدها.