Image

جوار معقد.. كيف وضَع الغاز إسبانيا في فوهة الصدام الجزائري-المغربي؟

 لا تريد مدريد التفريط في الغاز الجزائري، لكنها تولي اهتماما بالغا لشريكها المغربي. كيف يمكنها التوفيق بين علاقة مثمرة مع الجانبين، خصوصا مع ضغط الجزائر وتهديدها بفسخ عقود الطاقة، في وقت حساس بسبب حرب روسيا على أوكرانيا؟

تقف إسبانيا في موقف محرج بين جاريها الجنوبيين المتخاصمين؛ فالجزائر ترفض مشاركة مدريد للرباط بأيّ كميات من الغاز الجزائري، وتهدد بقطع إمدادات الغاز عن إسبانيا إن هي اتخذت هذه الخطوة، فيما ترتبط إسبانيا بمصالح قوية مع المغرب، خصوصا بعد عملية الصلح الأخيرة بينهما، ولا تريد مدريد "خذلان" الرباط التي تعتمد بشكل كبير على الواردات لتغطية حاجياتها من الطاقة. مدريد ردت على التهديدات الجزائرية بأن الغاز المصدر إلى المغرب لم يأت من الجزائر.

قبلها قررت الجزائر عدم تجديد عقد مرور الغاز عبر الأنبوب المغاربي-الأوروبي (MEG) المار من المغرب في اتجاه أوروبا، بعد حوالي شهرين من إعلانها قطع العلاقات مع المغرب، في سلسلة توترات بين البلدين، لأسباب آخرها اتهام الجزائر للرباط بدعم حركتين انفصاليتين على أراضيها، وهو ما تنفيه الرباط.

وبعد قرار عدم التجديد لهذا الأنبوب، اعتمدت الجزائر على أنبوب "ميدغاز" الذي يمر من الأراضي الجزائرية، مرورا بالبحر المتوسط، نحو إسبانيا. لكن الجزائر ترفض، حسب بيان لوزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، تغيير وجهة الغاز الجزائري إلى طرف ثالث لم يرد في العقد، ورغم أن الوزير لم يسمّ هذا الطرف، إلّا أن كل المؤشرات تشير إلى المغرب. الجزائر تهدد بداية بمراجعة أسعار الغاز قبل التوجه إلى إجراء أكثر تصعيداً.