Image

"نيويورك تايمز" تكشف كيف حولت إيران الحوثيين من ميليشيا بدائية الى تهديد للمنطقة

أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تسليح إيران لجماعة الحوثي الإرهابية بالصواريخ والطائرات بدون طيار، حول الجماعة من مجرد ميليشيا بدائية عشوائية، الى تهديد يعرض السعودية والامارات والمنطقة ككل للخطر.
وكان تقرير سري قدم الى مجلس في الأمن الأمم المتحدة أكد أن الحوثيين ما زالوا يتزودون بصواريخ بالستية وطائرات بلا طيار "لديها خصائص مماثلة" للأسلحة المصنعة في إيران.
وقالت 'نيويورك تايمز" في تقرير حديث لها إن إيران تساعد ميليشيا الحوثي الارهابية على ترسيخ دولة بوليسية قمعية وتعيش على اقتصاد الحرب في مناطق سيطرتها.
وأشار التقرير إلى أنه خلال الحرب في اليمن، مرت ميليشيا الحوثي بتحول ملحوظ، وهي الآن تحكم دولة قمعية بدائية في شمال اليمن وتمتلك ترسانة ضخمة تضم مجموعة من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية وقوارب كاميكازي. حسب قول الصحيفة.
ولفت إلى "قيام الحوثيين بتجميع طائراتهم بدون طيار بعيدة المدى، والتي وسعوا نطاق وصولها عبر شبه الجزيرة العربية وضاعفت التهديدات للقوى للسعودية والإمارات". 
وقالت الصحيفة إن ذلك يرجع إلى المساعدة العسكرية السرية من إيران، وفقًا لمسؤولين ومحللين أمريكيين ومن الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية عبد الغني الإرياني قوله: "ما نشهده في اليمن هو أن التكنولوجيا أصبحت عامل التعادل الكبير"، ولخص ذلك قائلا "طائرتك F-15 التي تكلف ملايين الدولارات لا تعني شيئًا لأنني أمتلك طائرتي بدون طيار التي تكلف بضعة آلاف من الدولارات والتي ستحدث نفس القدر من الضرر".
وفق تقرير النيويورك تايمز، ساعد صعود الحوثيين كقوة قادرة تنفيذ هجمات عابرة للحدود اليمنية، على دفع عملية إعادة اصطفاف سياسية أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، الأمر الذي أدى ببعض الدول العربية إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في عام 2020 ودفع دول أخرى للتحرك نحو التعاون العسكري والاستخباراتي السري لمواجهة إيران. 
 
ميليشيا الحوثي تزدهر بالحرب
 واوضحت أن الحرب في اليمن  علاقة الحوثيين مع داعمهم القوي إيران، مما سمح لهم بتطوير اقتصاد حرب واسع لتمويل عملياتهم، كما جعلهم أيضًا سلطة غير متنازع عليها على جزء كبير من شمال اليمن، حيث يعيش أكثر من ثلثي سكان البلاد - وهي مكاسب من غير المرجح أن يتخلوا عنها طواعية، كما قال محللون. 
وقالت ندوى الدوسري، محللة شؤون اليمن في معهد الشرق الأوسط: "إذا توقفت الحرب سيتعين على الحوثيين أن يحكموا، ولا يريدون أن يحكموا - لإن معنى ذلك تقديم الخدمات وتقاسم السلطة"، وأضافت: "الحوثيون يزدهرون في الحرب وليس السلام". 
وبحسب الصحيفة فإنه مع وصول الحرب في اليمن إلى مأزق طاحن وأزمة إنسانية متفاقمة، عززت إيران بهدوء دعمها لآلة الحرب الحوثية، حيث سافر تقنيون من الحوثي إلى إيران للتدريب، وسافر خبراء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني إلى اليمن لتنظيم مقاتلي الجماعة وفرقها الإعلامية، وبعد ذلك لتعليم الفنيين الحوثيين كيفية صنع الأسلحة، بحسب أعضاء المحور الإيراني في المنطقة ومحللون متابعون للصراع. 
ووفقًا لتقرير حديث عن الحوثيين أعدته كاثرين زيمرمان، الزميلة في معهد أمريكان إنتربرايز، أوضح أن إيران ساعدت ميليشيا الحوثي على تطوير  صواريخ كروز وصواريخ باليستية، يمكن أن تصل مداها أكثر من 700 ميل.
 كما نشرت ميليشيا الحوثي زوارق كاميكازي غير مأهولة لضرب السفن في بحر العرب ولديهم مجموعة من الطائرات بدون طيار التي تحمل عبوات ناسفة ويمكنها الطيران لمسافة تصل إلى 1300 ميل. 
وكتبت زيمرمان أن بعض المعدات، مثل محركات الطائرات بدون طيار وأنظمة تحديد المواقع، يتم تهريبها بمساعدة إيرانية، لكن معظم أسلحة الجماعة مصنوعة في اليمن، إذ يتم تجميع الطائرات بدون طيار من أجزاء مهربة ومحلية باستخدام التكنولوجيا والمعرفة الإيرانية، ويتم تصنيع الصواريخ من نقطة الصفر أو تعديلها لمنحها المدى اللازم للوصول إلى عمق المملكة العربية السعودية. 
 
دولة بوليسية
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى انه في الأراضي التي يسيطرون عليها الحوثيون، أقاموا دولة بوليسية قمعية تهدف إلى سحق أي تهديد لسيطرتهم وتوجيه جميع الموارد إلى آلة الحرب الخاصة بهم. 
ونوهت إلى تقرير قدمته لجنة الخبراء المعنية باليمن إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذا العام، الذي اكد إن ميليشيا الحوثي استخدمت بانتظام العنف الجنسي ضد النساء الناشطات سياسياً والمهنيات. 
وأوضح التقرير أن الحوثيين يجندون الأطفال أيضًا للقتال، وقتل أكثر من 2000 في القتال من يناير 2020 إلى مايو 2021. 
وقالت المحللة في معهد الشرق الأوسط ندوي الدوسري: "لقد شنوا حربًا (الحوثيون) على التعليم، وهذا ليس مجرد تلقين عقائدي"، "إنهم يقومون بتلقين الأطفال معتقداتهم الطائفية الخاصة بهم، وجعلوا من الصعب للغاية على الناس إرسال أطفالهم إلى المدرسة".