Image

ظروف معيشة صعبة يكابدها المواطنون خلال شهر رمضان

أكثر ما يفكر فيه اليمني لقمة العيش التي أصبحت صعبة المنال، في ظل حرب ووضع اقتصادي متدهور. الفقراء في ازدياد والناس تموت من الجوع، ولا أحد يلتفت إلى معاناتهم. وكلما طالت الأزمة غابت الحلول التي تنقذ الوطن وأبناءه من شبح المجاعة. 
كابد المواطنون، على امتداد الأرض اليمنية الأيام التي مضت من شهر رمضان بظروف اقتصادية صعبة، تزامنت مع موجة غلاء فاحش في أسعار السلع وانعدام المشتقات النفطية وارتفاع قيمتها. 
ويرى ناشطون أن رمضان الثامن من الحرب أتى في ظل وجود أزمات متعددة أرهقت المواطنين في مختلف الجوانب، خاصةً ما يتعلق بالجوانب المعيشية، في بلدٍ تحذر الأمم المتحدة من أنهُ "يكاد يسقط في براثن أزمة جوع كارثية".
وفي جولة أجراها "المنتصف" في شوارع صنعاء، أكد معظم المواطنين أنهم لم يقبلوا هذا العام على شراء احتياجات رمضان بسبب ارتفاع أسعارها بشكل مضاعف، مُشيرين إلى أن المواد الغذائية بأنواعها تشهد ارتفاعا هستيريا، بالرغم من تحسن سعر الصرف. 
"لم أستطع شراء احتياجات رمضان بسبب ارتفاع أسعارها، فأخذت أبسطها فقط"، بهذه الكلمات وبملامح الضعف تحدث لـ"المنتصف" صدام منصور (36 عامًا) وهو أحد سكان صنعاء، الواقعة تحت سيطرة المليشيا  وأنه بحكم عمله الذي لا يتناسب مع تكاليف احتياجاته الباهظة اكتفى بشراء ما يستطيع دفع قيمته.
صدام، الذي ينحدر من محافظة تعز، يعمل على دراجة نارية استأجرها بمبلغ 1000 ريال يوميًا، ويعيل 7 أبناء وزوجة. يروي لـ"المنتصف"  معاناته قائلاً: أصبحت حياتي في جحيم،  لقد اضطررت هذا العام لشراء بعض المتطلبات الضرورية بشكل شبه يومي فقط، وذلك على حسب الظروف المحيطة بي"، مُشيرًا إلى أنهُ في الأعوام الماضية كان يوفر كل متطلبات رمضان قبل حلوله بعدة أسابيع.
 ياسر العمراني يقول لـ"المنتصف" إنه في هذا العام قرر شراء حاجته الضرورية من المواد الغذائية والخضروات بشكل يومي، لكن ذلك يكلفهُ يومياً 3500 ريال، ولا يتناسب مع راتبه الشهري البالغ 90 ألف ريال!.
 وتعتبر هذهِ المرحلة هي الأسوا التي وصل إليها منذُ اندلاع الحرب؛ حيث إن الحصول على أبسط مقومات الحياة أصبح مشكلةً كبيرة تتعقد يوما بعد آخر بالنسبة له. وأشار العمراني إلى أن معظم المواطنين يمرون بظروف اقتصادية صعبة بسبب ارتفاع الأسعار وعدم توفر إمكانيات تسهم في  تخفيف هذهِ المعاناة.
وفي هذا السياق، يقول إسماعيل محمد، تاجر مواد غذائية: وسط العاصمة صنعاء يعيش الناس في أزمة وظروفهم متعبة جدًا، والعمل "راقد" تمامًا هذهِ الأيام بسبب الأسعار المرتفعة التي لا يستطيع المواطن شراءها. 
ويؤكد أنهُ لا يوجد أي نقص في أسعار السلع رغم تعافي سعر الصرف قائلاً: كلما ذهبت لشراء بضاعة وجدتها بنفس السعر، أو بسعر مضاعف عن اليوم الذي قبله!
 
أزمات متعددة
يقول عدد من الاقتصاديين إن اليمنيين لاحقتهم أزمات متعددة منذُ بداية العام، لكنها تضاعفت منذُ الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك؛ حيث وجد المواطن اليمني نفسهُ في مواجهة مباشرة مع كل ما يحيط بهِ من ظروف صعبة أرهقت كاهلهُ في البحث عن حياة كريمة، سواء عن صفيحة بنزين، أو أسطوانة غاز، أو عما يوفر لهُ أهم متطلبات أسرته، وذلك في ظل تردي الوضع الاقتصادي وضعف القدرة الشرائية لدى السكان، وانعدام مصادر الدخل واستمرار مليشيا الحوثي الإرهابية في فرض ضرائب مالية كبيرة تسببت بمضاعفة المعاناة في أوساط المواطنين.
وكانت وكالات الأمم المتحدة حذرت من أن "اليمن يوشك على السقوط في براثن أزمة جوع كارثية؛ حيث يصل عدد الأشخاص الذين يحتاجون حاليًّا إلى مساعدات غذائية إلى 17.4 مليون شخص، وتواجه نسبة متزايدة من السكان مستويات طارئة من الجوع". 
وأضافت وكالات الأمم المتحدة أنه، في الوقت نفسه، من المتوقع أن يسقط 1.6 مليون شخص إضافي في البلاد في مستويات طارئة من الجوع، ليرتفع المجموع إلى 7.3 مليون شخص، بحلول نهاية العام
وفي ذات الصدد، أعلن برنامج الأغذية العالمي عن تخفيض الحصص الغذائية المقدمة لثمانية ملايين شخص في بداية العام بسبب نقص التمويل، ويأتي ذلك في الوقت الذي تتزايد فيه معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال والأمهات.