Image

أعضاء «كواد» يلتقون بغياب واشنطن

في خضم مقاومة الهند بمفردها للضغوط الأميركية للوقوف إلى جانب واشنطن في مواجهة موسكو، عقدت القيادات السياسية في نيودلهي اجتماعاً رفيع المستوى مع شريكين في تحالف «كواد» الأمني – الدبلوماسي الرباعي هما اليابان وأستراليا. وكان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، قد زار العاصمة الهندية قبل بضعة أيام، وعقد مع نظيره الأسترالي سكوت موريسون الأسترالي اجتماعات افتراضية رفيعة المستوى.

وألمحت اليابان وأستراليا في اللقاءات ذات التوقيت الاستراتيجي مع الهند، إلى أنهما تقفان بحزم معها وتتفهمان موقف قيادتها تجاه روسيا. ورغم قيام الزعيمين الياباني والأسترالي بواجبهما تجاه إرضاء البيت الأبيض بإدانتهما لروسيا، لم تبذل طوكيو وكانبيرا جهوداً كبيرة لفرض الموقف نفسه على نيودلهي، تاركتين واشنطن عالقة بحق داخل «كواد» أمام خيار واحد فقط يضمن لها البقاء، وهو قبول الأجندة الأساسية لـ«كواد» على النحو الذي تتصوره وتحدده الدول الأعضاء الثلاث الأخرى. ومعلومٌ أن اليابان وأستراليا تشكلان الركيزة الأساسية لإطار «كواد» وأولويات هذا التحالف داخل منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ومن خلال اجتماعاتهما المتتالية الأخيرة مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي، أرسل رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون رسالة قوية وموحدة إلى إدارة بايدن، مفادها أنه لا يجب أن يخرج جدول أعمال الرباعية، أو «كواد»، عن التركيز عن منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ومن خلال ذلك، أشار البلدان إلى أن موقف الهند من الأزمة الروسية ـ الأوكرانية، رغم كونه مختلفاً عن الموقف السائد داخل «كواد»، فإنه لن يعرقل خطط البلدين للتعاون مع الهند، تاركين الباب مفتوحاً أمام الولايات المتحدة لأن تحذو حذوهما، بل أعلنت أستراليا أن الدول الأعضاء في «كواد» تقبلوا الموقف الهندي إزاء الهجوم الروسي ضد أوكرانيا، وأنه لا يمكن أن تستاء أي دولة من مساعي رئيس الوزراء الهندي مودي استغلال صلاته في إنهاء الصراع. وبينما وصف الرئيس الأميركي جو بايدن موقف الهند بأنه «مهتز»، وركز على دعم طوكيو وكانبيرا لواشنطن وسط التوترات المتزايدة مع روسيا، أعلن رئيس الوزراء الياباني عن خطة استثمار بقيمة 42 مليار دولار للهند خلال خمس سنوات، ووقعت أستراليا اتفاقية تجارة حرة مع نيودلهي.