Image

«العضلات قبل المخ» في عالم ما بعد الديناصورات

بينما يُعرف الكثير عن تطور أدمغة الثدييات الحديثة، إلا أنه حتى الآن لم يتضح كيف تطورت عبر ملايين السنين، التي أعقبت الانقراض الجماعي للديناصورات.

وكان يُعتقد على نطاق واسع أن أحجام الدماغ النسبية للثدييات زادت بشكل عام بمرور الوقت في أعقاب القضاء على الديناصورات، ولكن دراسة جديدة نشرت أول من أمس بدورية «ساينس»، وجدت أن حجم أدمغة الثدييات، مقارنة بوزن أجسامها، انخفض بعد اصطدام كويكب كارثي بالأرض قبل 66 مليون سنة، منهياً عهد الديناصورات، حيث أعطت الثدييات خلال العشرة ملايين سنة الأولى بعد انقراض الديناصورات، الأولوية لزيادة حجم أجسامها وعضلاتها للتكيف مع التحولات الجذرية في تكوين مملكة الحيوانات على الأرض.

وخلال الدراسة قام الباحثون من جامعة إدنبرة بإجراء فحوصات التصوير المقطعي المحوسب على الحفريات المكتشفة حديثاً من فترة 10 ملايين عام بعد الانقراض، والتي تسمى «العصر الباليوسيني»، ليكتشفوا أن أحجام الدماغ النسبية للثدييات انخفضت في البداية، لأن حجم أجسامها زاد بمعدل أسرع بكثير.

وتشير نتائج عمليات المسح أيضاً، إلى أن الحيوانات اعتمدت اعتماداً كبيراً على حاسة الشم، وأن رؤيتها وحواسها الأخرى كانت أقل تطوراً، ويشير ذلك إلى أنه كان من المهم في البداية أن تكون كبيراً على أن تكون ذكياً للغاية من أجل البقاء على قيد الحياة في عصر ما بعد الديناصورات.

وبعد نحو 10 ملايين سنة، بدأت الثدييات الحديثة مثل الرئيسيات في تطوير أدمغة أكبر ومجموعة أكثر تعقيداً من الحواس والمهارات الحركية، وكان هذا من شأنه تحسين فرص بقائها على قيد الحياة في وقت كانت فيه المنافسة على الموارد أكبر بكثير، كما يقول الباحثون.

وتعد الأراضي الوعرة في شمال غربي نيو مكسيكو بأميركا، من بين الأماكن القليلة التي يمكن للعلماء العثور فيها على جماجم وهياكل عظمية كاملة للثدييات التي عاشت مباشرة بعد الانقراض الجماعي للديناصورات.

ويقول الدكتور توماس ويليامسون، أمين علم الحفريات بمتحف نيو مكسيكو للتاريخ الطبيعي والعلوم، والباحث المشارك بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة إدنبرة، بالتزامن مع نشر الدراسة: «أدى جمع العديد من جماجم الأحافير الجميلة والمسح المقطعي المحوسب إلى هذا الفهم الجديد لما كانت عليه هذه الحيوانات الغريبة وتطور دماغ الثدييات».