Image

غلاء يستقبل رمضان وأسواق تتزاحم عليها احتياجات المواطنين

في زمن الحرب والشتات تغيب الابتهالات الروحية والاحتفالات المجتمعية لاستقبال شهر رمضان المبارك من قبل الأسر اليمنية، لتطغى عليها هموم توفير اللوازم الغذائية وأدنى احتياجات رمضان الذي يحظى بخصوصية سُفرته في اليمن منذ زمن.
ورغم ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية الأخرى التي استقبلت المدن بها رمضان، إلا أن الأسواق تشهد ازدحاما كبيرا وإقبالا واسعا على توفير احتياجات الشهر الفضيل وكسوة العيد.
 
لكن ذلك الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية زاد من معاناة النازحين في مخيمات الشتات بمحافظة مأرب على وجه الخصوص واليمن ككل.
أمنية فارس (30 عاما) كانت تتجول في سوق المدينة بمأرب، وعلى يدها قائمة ورقية تزاحمت عليها طلبات أسرتها.
تقول أمنية: "لم نستطع شراء شيء من الاحتياجات المهمة لرمضان"؛ حيث إن أسعار السوق تفوق الأسعار المسجلة في الورقة لديها بأكثر من الضعف.
علبة زيت (4 لترات) اشترتها أمنية قبل شهر بمبلغ سبعة آلاف وخمسمائة ريال، فيما قيمتها اليوم 15 ألفا، وهذا الفارق في أغلب بقية المواد الغذائية الأخرى حد تعبيرها.
100% نسبة ارتفاع الأسعار قبيل شهر رمضان وخلاله على ما قبله بشهر، هذا ما شهدته أسواق محافظة مأرب. لكنها مع ذلك تشهد زحاما كبيرا وإقبالا أكبر من قبل المواطنين لشراء احتياجاتهم الرمضانية.
 
طرق متقطعة وأخرى بعيدة ملتوية تمر بها الشاحنات التجارية لتصل إلى مأرب، وارتفاع كبير للعملة الأجنبية مقابل الريال اليمني، وإتاوات كبيرة يدفعها التجار لسائقي شاحناتهم لتوزيعها على نقاط التفتيش الأمنية والعسكرية لطرفي الصراع طوال الطريق حتى تصل إلى مأرب، يقول تاجر الجملة الأشهر محمد أبو علي.
يشير أبو علي إلى أن كل ذلك، بالإضافة إلى غلاء أسعار الديزل وانعدامه، يتحمل دفعها المواطن اليمني؛ حيث إن كل خسائر التجار في النقل وتكاليف الإتاوات كلها تضاف إلى قيمة السلعة فتصبح غالية الثمن حد وصفه.
 
أحمد (اسم مستعار) يعمل سائق شاحنة لنقل مواد غذائية من ميناء الصليف إلى مأرب، ومن عمان إلى مأرب، ومن عدن إلى مأرب، يقول إنه دفع إتاوات من الصليف إلى مأرب مبلغ 75 ألف ريال في النقاط الأمنية والعسكرية التابعة للحوثيين والشرعية. فيما دفع مبلغ مليون ريال كإتاوات لنقاط التفتيش من منفذ شحن في المهرة إلى محافظة مأرب. 
"بعض النقاط تسلم سندات وبعضها تأخذ دون سندات، وكلهم سرق لجيوبهم" يقول أحمد.
 
مشكلات رفعت الأسعار
 
وكان رجال الأعمال وفريق الإصلاحات الاقتصادية قالوا إن مشكلتين أساسيتين أدتا إلى ارتفاع الأسعار للمواد الغذائية في اليمن خلال الحرب؛ هما الطرق المقطوعة للنقل والاستعاضة عنها بطرق بديلة بعيدة وخطرة، بالإضافة إلى الإتاوات الكبيرة المفروضة على شاحنات نقل الأغذية من قبل نقاط التفتيش لأطراف الصراع.
وأضاف البيان الذي خرج به لقاء رجال الأعمال ولجنة الإصلاحات أن المعاناة التي يواجهها القطاع الخاص والمواطنون في اليمن تأتي بسبب إغلاق الطرق الرئيسية أمام انتقال السلع والمنتجات الأمر الذي أدى إلى اللجوء إلى طرق بديلة خطرة وغير مؤهلة، ناهيك عن الرسوم والإتاوات العالية التي تفرض على تلك السلع في مراحل متعددة من انتقال السلع، بالإضافة على معوقات نقل حاويات البضائع من خارج اليمن.
وأوضح رجال الأعمال أن تكاليف النقل بين المدن اليمنية يعد أبرز الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار السلع المقدمة للمواطنين، بحسب البيان.