Image

مع قدوم رمضان.. نار الأسعار تشوي المواطنين في صنعاء

يعاني سكان العاصمة اليمنية صنعاء، وجميع المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل مستمر، تزامناً مع دخول العام الثامن من الحرب؛ حيث إن غالبيتهم بات عاجزًا عن شراء الاحتياجات الأساسية بسبب الارتفاع الحاصل في أسعار المواد الغذائية، وانعدام الغاز المنزلي، وارتفاع أسعار المشتقات النفطية.
ومع قدوم شهر رمضان المبارك والحرب في أوكرانيا، تضاعفت أسعار بعض السلع الأساسية في صنعاء؛ ما شكل عبئاً إضافيًا على المواطنين يؤرق حياتهم.
في حديثها لـ"المنتصف"، تقول وداد عبد الله (ربة منزل): "لم أستطع توفير المتطلبات الاساسية للمنزل كالدقيق والأرز والسمن، وسوف أستقبل شهر رمضان كغيرهِ من الأشهر بسبب الارتفاع الهستيري في أسعار المواد الغذائية التي ارتفعت بشكل مفاجئ قبل قدوم شهر رمضان المبارك".
وتضيف وداد: "يأتي رمضان هذا العام كغيره من الأعوام السابقة؛ حيث يواجه المواطن صعوبة في شراء احتياجاته بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى حد كبير في ظل استمرار الحرب التي أرهقت كاهل المواطن وضاعفت معاناته".
 
معاناة مضاعفة
 
يقول المواطن مجاهد صالح، أحد سكان صنعاء، لـ"المنتصف" إن غالبية المواطنين غير قادرين على شراء مستلزمات رمضان هذا العام بسب غلاء الأسعار وارتفاع سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى 8500 حسب القرار الذي أصدرته مؤخرًا جماعة الحوثي، إضافةً إلى انعدام المشتقات النفطية التي اسهمت في ارتفاع أسعار السلع بنسبة كبيرة.
ويضيف مجاهد: "كل يوم والأسعار ترتفع مع قدوم شهر رمضان؛ حيث أصبحت معظم الأسر غير قادرة على شراء المتطلبات الاساسية. وليس مستلزمات رمضان فحسب؛ حيث ارتفع سعر الكيس الدقيق من 14500 ريال إلى 23000 ريال، بينما بلغ سعر الأرز 10 كيلوجرامات من 2900 ريال إلى 4500 ريال"، مؤكدًا أن جميع أسعار المواد الغذائية تضاعفت بشكل جنوني.
وأوضح مجاهد، الذي يعمل في محل تجاري، أن راتبهُ الشهري 75 ألف ريال، أي ما يعادل 120 دولارا، حسب سعر الصرف في صنعاء، مشيرًا إلى أن إيجار المنزل يبلغ 35 ألف ريال.
 
مؤشرات خطيرة
تزداد معاناة المواطنين تزامناً مع قدوم شهر رمضان جراء انقطاع مرتبات الموظفين لأكثر من 7 أعوام وتوقف الأعمال والخدمات في الكثير من المجالات الحياتية نتيجة ممارسات مليشيا الحوثي وإهدارها الأموال والعوائد المالية لمؤسسات الدولة، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار لجميع المواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها من المواد الأخرى المرتبطة بالحياة اليومية.
وتفيد إحصاءات برنامج الغذاء العالمي أن نصف سكان اليمن (16.2 مليون شخص) يعانون من الجوع الحاد، ونصف الأطفال دون سن الخامسة (2.3 مليون) معرضون لخطر سوء التغذية.
كما حذرت الأمم المتحدة من أن اليمن يوشك على السقوط في براثن أزمة جوع كارثية؛ حيث يصل عدد الأشخاص الذين يحتاجون حاليًا إلى مساعدات غذائية إلى 17.4 مليون شخص، وتواجه نسبة متزايدة من السكان مستويات طارئة من الجوع.