Image

"ماذا سأفعل في الجنة؟".. رواية جزائرية "تستكشف" رحلة البحث عن الهوية في الغرب

يطرح الكاتب الفرنسي الجزائري، وليد حجر راشدي، في روايته الأولى ”ماذا سأفعل في الجنة؟“، صعوبات وصدمات الشباب الفرنسي الحامل للعقيدة الإسلامية والمنحدر من أبوين غير فرنسيين، ويسافر بالشخصية الرئيسة عبر محطات كثيرة أوروبية وعربية لكشف المفارقات التي يعيشها هذا الشباب.

نصف الرواية ذاتي، عبارة عن تجربة ذاتية لكاتبها، ونصفها الآخر، توصيف لمفترق الطرق والحضارات الذي يقف عليه كثير من الشباب الذي ينحدر من أصول عربية وإسلامية وواجه عوالم أخرى في باريس ولندن ومدريد وغيرها.

ويقول كاتب الرواية في تصريح لموقع ”إذاعة فرنسا“ الدولية ”أعتقد أن الرغبة في الكتابة جاءت في البداية من حقيقة شعور أنني كنت أراقب الأشياء بطريقة شاذة، لقد نشأت في فرنسا لأبوين جزائريين، وولدت في بيئة شعبية ثم ذهبت للدراسة في باريس حيث رأيت عوالم أخرى، وهذا التحول المستمر الذي كنت أعيشه في الواقع لم أجد له أثرًا في الأدبيات التي يمكنني قراءتها، فبدأت الكتابة لأنني شعرت أن الكتاب الذي أريد قراءته غير موجود“.

”ماذا سأفعل في الجنة؟“، هو في الواقع كتاب أول طموح، يقع في منتصف الطريق بين السيرة الذاتية والرواية، والبطل الراوي في هذه الرواية هو، مالك بن سايح، من أصل فرنسي جزائري، يبدو مسكونًا بالهواجس التي رافقت رحلته إلى فرنسا، حيث ذهب لمدينة ”ليل“ لرؤية ابن عم له وصل حديثًا من الجزائر، وهناك التقى مالك بعتيق، الشاب الأفغاني في المنفى، بحثًا عن شقيقه التوأم الذي انضم لحركة ”طالبان“.

ويوضح تقرير ”إذاعة فرنسا الدولية“ في قراءة لهذه الرواية، أنه ”بعد انحدار أفغانستان البطيء لجحيم الإرهاب والأصولية الدينية قرر، مالك، الذهاب لرؤية العالم بأم عينيه، وسيأخذه بحثه عن الهوية إلى لندن متعددة الثقافات، مرورا بمدريد وإشبيلية وغرناطة وطريفة وطنجة والدار البيضاء ووهران والجزائر وبجاية وعنابة وتونس وصفاقس وطرابلس والقاهرة.. رحلة طويلة ستكون غنية بالمواجهات والاكتشافات حول معنى الحياة والموت، حول تحديات الروحانية في المجتمعات بحثًا عن المعنى“.

وتنتهي رحلة مالك، في مصر بالنسبة إلى الجزء الذي يحدث في العالم العربي ثم يذهب إلى لندن حيث يمكننا اعتبار النهاية الحقيقية للرحلة، عندما يواجه هذا العالم متعدد الثقافات الذي يقدم كنموذج بديل لـ ”المدينة الغربية التي يتم فيها قبول الهويات المتعددة بشكل أفضل“.

ويوضح الكاتب المغزى من هذه الرواية ”من خلال شخصية مالك، ما أردت أن أفعله قبل كل شيء هو إنشاء شخصية لا تزال متجذرة في إيمانها، تسأل نفسها أسئلة وجودية، والتي لم ترفض فرنسا أو الغرب على الإطلاق، ولكنها وجدت قوتها في مكان آخر، في مسعى صوفي، وبالنسبة لي كان الهدف أيضًا إظهار حقيقة الشباب الفرنسيين من ذوي العقيدة الإسلامية“.

وبالإضافة إلى رحلة البحث عن الهوية، تطرح الرواية أيضا قصصا أخرى جانبية، منها قصة المرأة الإنجليزية الجميلة كاثلين، التي التقاها مالك على الطريق إلى طنجة والتي سيقع في حبها بجنون، وقصة جيفري، والد كاثلين، وهو ناشط إنساني يكافح من أجل عالم مثالي في أفغانستان الممزقة.

ويقول راشدي، إن ”الموضوع الكبير الذي يشغلني هو مسألة الإرادة الحرة مقابل القدر“، ويضيف ”نحن لا نخرج سالمين من قصة المساعي والخسائر، التي تدور أحداثها في حرب الحضارات.. هناك شيء من الحرب والسلام، لتولوستوي، في هذه الرواية هناك أيضًا كامو وريتشارد رايت، الذي هو مصدر إلهام لي“.