Image
  • Image
  • 12:11 2022/03/18
  •    

بصمات "الإخوان" والحوثي في مجزرة 18 مارس

مجزرة "جمعة الكرامة" المتهم فيها بريء
 
جمعة الكرامة.. جمعة الجريمة الإخوانية
 
ليس هناك من هو أكثر شبقا وتعطشا للدماء من الجماعات الدينية التي تسعى إلى السلطة. وليس هناك من الشعوب من خبر وعانى وتجرع مآسي وجرائم تلك الجماعات في حقه مثل الشعب اليمني. ولن نذهب لاستجلاب شواهد بعيدة من التاريخ؛ بل يكفي جماعة الإخوان وجماعة الحوثي في عصرنا الراهن ووقتنا الحالي. فكلتا الجماعتين ليس هناك ما هو أسهل بالنسبة لها من إراقة الدماء، باعتبار أنها لا تستطيع العيش أصلا إلا من خلال تلك المادة التي تمثل لها الوقود المحرك الذي يبقي على ديمومتها. فإذا كان الله والدين والنبوات والرسالات السماوية بالنسبة لهاتين الجماعتين مشروعا استثماريا للوصول إلى مآربهما؛ فكيف بدماء الناس؟!
 
لا شك أنها عندهم مشروع استثماري هي أيضا، لا بد من إيجاده بأية طريقة، ولدرجة أن أحد كهنتهم، وهو عبد الله صعتر، يقول في أحد تصريحاته (والتي ستكون بالنسبة لأتباعهم الجهلة بمثابة فتوى)، بأنه لا مانع لديه من أن يموت 24 مليون يمني في هذه الحرب مقابل أن يحيا مليون شخص. طبعا المليون شخص هؤلاء الذين يعنيهم صعتر لن يكونوا بالضرورة إلا هو وجماعته.
ولأن دماء الناس هي أهون ما يكون بالنسبة لهم، فإنه لا مانع لديهم بأن يجعلوها آخر ما يفكرون فيه، وفي الوقت نفسه هي أول ما يستثمرونه لصالحهم. فالأربعة والعشرين مليون يمني الذين يقول صعتر بأنه مستعد للتضحية بهم، والذين يمثلون بالإضافة إلى المليون المتبقي عدد السكان اليمنيين، سيكونون مشروعا استثماريا يستغله هو وجماعته لقرون وليس فقط لعقود من الزمن.
هؤلاء جماعات لا تعيش إلا على الدم.
 
ولذا هي تكذب وتكذب على الناس في سبيل أن يسترخصوا دماءهم ويقدموها قربانا لمشاريعها. مثلما نرى في ميليشيا الحوثي الإرهابية وهي تزج بالمئات والآلاف وعشرات الآلاف من اليمنيين في جحيم المعارك خدمة لمشروعها. وهي (أي تلك الجماعات) ليس فقط تزج بهم ليموتوا وينتهي الأمر، بل وكذلك لتستثمر قدر الإمكان دماءهم التي قد تكون هي من أراقتها، مثلما رأينا ذلك من قبل جماعة الإخوان فيما تسمى "جمعة الكرامة" في 18 من مارس/آذار 2011. فالضحايا الأبرياء الذين سقطوا في تلك الجمعة، كانت جماعة الإخوان هي من قتلتهم لأنها كانت بحاجة إلى دماء تستثمرها لتنفيذ مشروعها. وفعلا لقد استثمرتها على أكمل وجه، حيث رأينا كيف حشدت واستثمرت تلك الدماء سياسيا وإعلاميا واجتماعيا ودوليا، ورأينا كم خصصت قناة "الجزيرة" القطرية وأخواتها من المساحات في نشراتها وتقاريرها للحادثة، على نحو يبدو أنه انتصار لتلك الدماء، فيما هو في الحقيقة مجرد استثمار منها لتلك الدماء وتلميع لشخصيات الإخوان الصنمية والتي منها علي محسن الأحمر وعبد الله صعتر وصادق وحميد الأحمر وغيرهم.
 
عقد المتآمرون اتفاقهم على إسقاط النظام الجمهوري واستبداله بالقوى الدينية الإخوانية الحوثية المدعومة قطرياً وإيرانياً، وجمعت ساحات الاعتصام بين النقائض من حزب الإصلاح وجماعة الحوثي، في خيمة واحدة، وكل طرف فيهم يعتقد أن تحالفه مع الآخر مرحلي، بينما يتم إسقاط الجمهورية.
اتفاق المتآمرين قضى بمشاركة الأطراف في جريمة تم تضخيمها إعلامياً واستثمارها لا لشيء إلا لجذب واستعطاف المجتمع والرأي العام الداخلي والخارجي، والتميهد لأحداث تعقب الحادثة، فكان خيارهم على قتل أكبر عدد من المتظاهرين، ليستثمروا الحدث لصالحهم، وهو ما حدث في حادثة ما سُميت جمعة الكرامة في 18 مارس/آذار.
مصادر خاصة أكدت أن القناصة الذين نفذوا جريمة  "جمعة الكرامة" تلقوا تدريبات جيدة على أيدي خبراء من حزب الله، وسبق أن شاركوا مع المليشيات الحوثية المتمردة في حروبها الست ضد الدولة، إضافة إلى بعض العناصر الإخوانية التي تلقت تدريبات في معسكرات سرية وأخرى تابعة للفرقة الأولى مدرع.
 
وكشفت المصادر عن ضلوع أطراف في ما كان يسمى "المعارضة"، حينها، بأحداث "جمعة الكرامة"، مشيرة إلى أن الأحداث التي تلت ما تسمى جمعة الكرامة تثبت بما لا يدع مجالاً للشك تورُّط الجنرال الإرهابي علي محسن والإصلاح والحوثي في إراقة دم الضحايا.
وأشارت المصادر إلى أن أهم الدلائل تتمثل في اعتبار الحادثة تمهيداً لانشقاق علي محسن الأحمر عن الجيش اليمني وإعلان انضمامه إلى صف المتآمرين على النظام الجمهوري اليمني الذين ركبوا موجة التغيير، ومحاولته التي أعقبت انشقاقه بإحداث خلخلة في صفوف النظام اليمني والضغط على شخصيات سياسية وحكومية بالاستقالة عن النظام وإعلان ولائها له وللفوضى التي يتزعمها.
 
وبحسب المصادر، فإن الدلائل تشمل دفن جثث القتلى بسرعة متناهية وبدون استكمال الإجراءات القانونية، وكأنها جريمة قتل عادية، إضافة إلى إخفاء الجناة الذين كانوا محتجزين في الفرقة الأولى مدرع والتستر عليهم وعدم تقديمهم للمحاكمة، ناهيك عن إطلاق سراح غالبية المحتجزين على ذمة القضية من سجون الفرقة.
وقد كشف تسجيل صوتي بين علي محسن الأحمر والقيادي في جماعة الإخوان الحسن أبكر، يتوسط فيه بإطلاق سراح صلاح الدين أحمد هادي نافعة، أحد الضالعين في الجريمة، وقال له: هذا ابن أحد إخواننا، فاستجاب له الأحمر وأطلق سراحه، ما يؤكد ضلوع تنظيم الإخوان وقيادات بارزة فيه في الجريمة.