Image

جمعة الكرامة.. فصل من فصول الإجرام الإصلاحي البشع

لم تكن ما أطلق عليها جمعة الكرامة في صنعاء في 18 مارس 2011م إلا مخططاً مدروساً من قيادات الساحات بالشراكة مع الإدارة الأمريكية ومنظماتها الدولية التي رعت هذه الأعمال الفوضوية ودعمتها وأيدتها سياسياً وإعلامياً. حتى ان بعض القيادات التي كانت ضمن النظام وجدت فيها غايتها للالتحاق بالساحات والهروب من قضايا الفساد التي التصقت بها، وفي مقدمتها علي محسن الأحمر الذي أصبح حالياً نائباً لرئيس الجمهورية والموجه الفعلي لكل السياسات الفوضوية والتخريبية التي انتهجها حزب التجمع اليمني للإصلاح حتى يومنا هذا.
هذه الجمعة التي قيل حولها الكثير لم تكن إلا -وكما قلت سابقاً- مخططاً إضافياً ومدروساً للنيل من الرئيس الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح، ودفعه لترك مهامه ومسؤولياته الوطنية في قيادة البلاد؛ إلا أن ذلك لم ينجح وخابت أهداف المتآمرين ومشعلي الحرائق ومنفذي تلك الجريمة البشعة التي خططت لها وهندستها الإدارة الأمريكية ونفذها أدواتها قليلو المروءة المتمثلون في حزب الإصلاح وعلى رأسهم حميد صندقة وأزلامه.
لقد كشفوا في هذه الجمعة عن وجههم الأسود القبيح واستغلالهم للشباب الذين كانوا يطمحون لبناء دولة مدنية ديمقراطية حقيقية، بعيدة عن سيطرة قيادات الفساد ومشائخ الدفع المسبق المنتمين لحزب الإصلاح وكل من التحق بهم وسار على نهجهم الأسود، وقادوهم إلى مجزرتهم التي أرادوا إلصاقها بالزعيم الشهيد الصالح كرهاً وحقداً به، وهدفاً للوصول للسلطة والسيطرة على مقاليد البلاد والعباد وتحويل اليمن إلى تابع خنيع للإدارة الأمريكية التي كانت لها أهداف ومصالح تريد تحقيقها، وعجزت عن ذلك في عهد الإدارة السياسية الوطنية الرشيدة للزعيم الشهيد الصالح. حتى كان لها ما أرادت بعد أن تنازل الزعيم الصالح عن الرئاسة وأصبحت بيد قليلي الخبرة، بائعي الوطن والشعب.
بذلوا كل مساعيهم التي باءت بالفشل الذريع لإلصاق تهمة ارتكاب هذه المجزرة البشعة بالقيادات الأمنية والعسكرية التابعة لنظام الزعيم الصالح، وذهبوا ينفذون تحقيقات حول المجزرة، حتى إن منظمة هيومن رايتس ووتش التابعة للإدارة الأمريكية، الراعية الرسمية لفوضي ما أطلق عليه "الربيع العربي"، نفذت تحقيقاً تابعاً لها ووجدت في مقتل المتظاهرين أدلة على تورط مسؤولين حكوميين في الهجوم وعلى تدخل إدارة صالح في تحقيق النيابة؛ في محاولة واضحة لنفي أصابع الإتهام عنها والتلاعب بالقضية وتبرئة ساحتها.
ولتبيين حقيقة من ارتكب هذه الجريمة البشعة، لنقف هنا أمام ما قاله مؤخراً النائب عن كتلة التجمع اليمني للإصلاح شوقي القاضي، والذي كان واحدا من قيادات الساحات آنذاك.
النائب البرلماني شوقي القاضي أكد أن الرئيس الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح بريء من جريمة جمعة الكرامة التي حدثت في 18 آذار/مارس 2011م، متهماً أطرافاً دولية ومحلية بارتكابها.
وقال القاضي، في مداخلة له في الندوة التي أدارتها القيادية في حزب المؤتمر نورا الجروي في 4 فبراير، التي تقابل ارتكاب جريمة دار الرئاسة في أول جمعة من شهر رجب، إن الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح "رغم امتلاكه القوة العسكرية التي تمكنه من دك ساحة الحرية والتغيير لم يقم بسفك الدماء وهذا يحسب له وهي شهادة أحاسب بها أمام الله".
وأكد القاضي أنه بالرغم من كونه خرج إلى الساحات هو أيضاً، فقد حافظ الزعيم على سلامته عام 2011 وكان يتنقل بحرية بين المحافظات". 
وأشار إلى وجود طرف ثالث هو الذي قام بتلك الجريمة، محاولاً نسبها إلى صالح من خلال الترويج أن صالح لا ينسى حقه؛ في إشارة إلى الانتقام، مضيفاً: "وهذا كلام مرفوض كون صالح يتعامل مع مسائل كهذه بكل مسؤولية". 
ولنستند أيضاً إلى ما قاله الطالب في جامعة صنعاء عبدالولي محمد العماري وأحد الذين كانوا معتصمين في ساحة التغرير بجوار الجامعة، والذي أكد أن عناصر «الاخوان» في الساحة قاموا قبل ما سمي "جمعة الكرامة" بتقسيم المعتصمين إلى مجموعات ومربعات؛ حيث كان المربع الأول باتجاه الإنتربول، أما المربع الآخر فكان باتجاه الجهة الجنوبية وكانت بقيادة أمين العكيمي. وقال المعتقل السابق في سجون «الاخوان» في ساحة التغرير إن العناصر الإصلاحية كانت تعد العدة لمهاجمة منزل محافظ المحويت أحمد علي محسن، وعلى رأس هذه العناصر القيادي الإصلاحي حميد الأحمر.
وأشار العماري إلى أنه كان هناك إطلاق نار كثيف من خلف المعتصمين في تلك الجمعة، وتحديداً من منزل عبدالوهاب الآنسي وكذا من فندق يملكه حميد الأحمر، مضيفاً أن من قام بقتل المعتصمين هم عناصر اللجنة الأمنية المنتمون لحزب الإصلاح والذين تم تشكيلهم من قبل أحد قيادات الإصلاح ويدعى وليد مسعود. 
وعن ظروف اعتقاله، قال العماري إنهم قاموا بضربه والاعتداء عليه قبل أن يقوموا بإدخاله السجن التابع للإخوان والكائن بداخل مقر جمعية الإصلاح التي تقع جوار الساحة، وأنهم واصلوا تعذيبه داخل معتقلهم دون شفقة أو رحمة، مدَّعين أنه مندس من قبل السلطة.
لقد تكشفت الحقائق حول ارتكاب مجزرة جمعة الكرامة بحق الشباب المعتصمين بساحة جامعة صنعاء، وكلنا يعلم الأسباب التي دفعت علي محسن الأحمر وحميد صندقة إلى تهريب المتهمين بارتكاب هذه الجريمة والتغطية عليها بمحاولاتهم الفاشلة، التي أصروا من خلالها على اتهام صالح وقياداته الأمنية بارتكاب هذه الجريمة؛ وبالتالي تنفيذهم لمجزرة دار الرئاسة البشعة التي هللوا وكبروا في حينه لارتكابها وتنفيذها في بيت من بيوت الله وأثناء صلاة الجمعة والتي راح ضحيتها عدد من قيادات الدولة وفي مقدمتهم الشهيد عبد العزيز عبد الغني رحمة الله عليه.
وصلت بهم درجة الخصومة والحقد والكراهية إلى حد الفجور، وذهبوا يزرعون القنابل شديدة الانفجار في أركان مسجد دار الرئاسة عبر الخلية التي جندوها لتنفيذ هذه الجريمة، وتم توقيت اول جمعة من شهر رجب ليكون موعدا للتنفيذ واستهداف جموع المصلين فيه "رئيس الدولة وكبار قادتها" بدم بارد. 
ولحظة الانفجار الشديد، اعتلت أصوات المكبرين في ساحات التخريب مباركة هذا الاستهداف الذي لم يكن حتى الشيطان نفسه يتوقع أن يقوم به دعاة الفجور في بيت من بيوت الله وفي صلاة الجمعة وفي اول جمعة من رجب الذي يمثل لليمنيين مناسبة دينية مهمة.
جريمتان بشعتان ارتكبتها قيادات حزب الإصلاح، هدفاً في الوصول إلى السلطة؛ قضت الأولى على عدد من الشباب الأبرياء، فيما استهدفت الثانية قيادات واركان الدولة..
جريمتان نُفذتا بكل حقد وبؤس وحقارة كشفوا من خلالهما عن وجوههم القبيحة ﻭﻣﺪﻯ ﺣﻘﺪهم ضد قيادة البلاد والشباب ﺍﻟﻌﺰﻝ، حتى أطلق على هاتين الجريمتين ﺃﺑﺸﻊ ﻣﺠﺰﺭتين تشهدهما ﺍﻟﻴﻤﻦ خلال العشرين سنة الماضية.
هكذا هي أفعال أدعياء الدين والمتاجرين به المؤمنين بالقاعدة الميكيافيلية "الغاية تبرر الوسيلة"؛ سجلوا فصلا من فصول الإجرام المسجل بوضوح في دفتر جرائمهم السوداء بعناوين المكر والخداع والخزي والعار والدم.