Image

المليشيات تحيل صنعاء إلى "سجن كبير" وتعيدها لعهد الأئمة

تصاعدت حدة التوتر والسخط الشعبي في العاصمة صنعاء، ضد مليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، على وقع تصاعد أزمة المشتقات النفطية والغاز المنزلي، وتواصل ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية في الارتفاع، نتيجة منع الحوثيين دخول تلك المواد للعاصمة.

وذكرت مصادر محلية وأخرى مطلعة لـ" المنتصف نت"، أن المليشيات أعلنت حالة الاستنفار القصوى في العاصمة، في ظل تصاعد حالة السخط والغضب الشعبي، على خلفية تدهور الأوضاع المعيشية المتردية التي تعيشها المدينة جراء إخفاء المشتقات النفطية والغاز المنزلي من قبل المليشيات، بهدف تضييق الخناق والحياة المعيشية على أهالي المدينة الرافضين حشد مزيد من المقاتلين.

وقالت مصادر محلية إن المليشيات الحوثية التابعه لايران حولت صنعاء إلى سجن كبير، وأعادت المدينة إلى عهد الأئمة قبل ثورة 26 سبتمبر، مشيرة إلى أن الأهالي فقدوا وسائل العيش الحديث، واستعانوا مؤخرا بالدواب، كالحمير والجمال، للتنقل ونقل الأشياء، كما بدأت العديد من الأسر والعائلات استخدام "الحطب"، في عمليات إعداد الوجبات اليومية.

وكانت المليشيا منعت الاختلاط بالمدارس والجامعات، وقمعت الحريات في شوارع المدينة، وقيدت الحريات الفكرية و الثقافية و الصحفية وقمعت حرية الراي و التعبير وأغلقت متنزهات ومطاعم، ومنعت بيع بعض الملابس النسائية، وغيرت في مناهج الدراسة، وإعادة تسمية العديد من المدارس والشوارع لصالح قياداتها الطائفية، ومحت كل ما يشير إلى ثورة 26 سبتمبر التي قضت على حكم الأئمة في العام 1962.

كما قامت المليشيات، خلال الفترة القليلة الماضية، بشن حملات اختطاف لعدد من الناشطين والفنانين، وعلى رأسهم انتصار الحمادي، بحجة أنها تسيء للثقافة اليمنية ذات النهج الإمامي الطائفي؛ الامر الذي رفضه علماء الزيدية وعارضوا إجراءات الحوثيين بشدة، خاصة إقامة ما بات يعرف بالدورات الثقافية الطائفية ترويجا للمذهب الشيعي ذي الطابع الإيراني.

وأضافت المصادر أن "المليشيا تحاول، من خلال تشديد الخناق على الأهالي ومنع دخول المشتقات النفطية، وفرض الضرائب والجمارك والإتاوات المالية على تجار السلع، إخضاع السكان وإجبارهم على إرسال أبنائهم لجبهات القتال كي تعوض خسائرها التي تكبدتها في جبهات شبوة ومأرب والجوف".

وكانت المليشيا فشلت في حشد مزيد من المقاتلين، خلال الشهر الماضي، ما دفعها لإعلان التعبئة والتحشيد والاستنفار، في صفوف الموظفين والمدنيين بمناطق سيطرتها، على وقع تصاعد الرفض القبلي لعمليات الحشد الحوثي، ما دفعها للاستعانة بعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في عملية التحشيد.

تزامن ذلك مع قيام المليشيا بشن حملة اختطافات بحق العسكريين والأمنيين، في إطار تخوفها من تفجر الأوضاع، وفقا لمصدر أمني، مؤكدا أن عناصر ما يسمى الأمن الوقائي الحوثيين، نفذوا حملة اختطافات بحق العديد من الضباط في الجيش السابق، ومنتسبي الداخلية المختطفة من قبل الحوثيين، ونقلتهم إلى جهات سرية.

ووفقا للمصدر الأمني، فإن إعلان حالة الاستنفار من قبل الحوثيين مؤشر على أن الجماعة وصلت مرحلة حرجة من الضعف والانهيار، في جبهات القتال، ولم تعد تمتلك غير المسيرات والصواريخ الإيرانية التي تديرها عناصر مرتزقة من حزب الله الإرهابي والحرس الثوري في إيران والحشد الشعبي بالعراق، حيث تحولت المواجهات بين اليمنيين والتحالف العربي من جهة وإيران وأذرعها في المنطقة من جهة أخرى.

وشهدت صنعاء ومناطق حوثية أخرى، خلال الفترة القليلة الماضية، رفع صور قيادات إيرانية، مثل قاسم سليماني، والسفير الإيراني السابق في صنعاء حسن إيرلو، اللذين لقي أحدهما مصرعه بضربة أمريكية في العراق، والآخر للتحالف في صنعاء، ما زاد من حالة التذمر في أواسط اليمنيين إزاء أفعال وتصرفات الميليشيات التي تضيق الخناق على أبناء البلاد وتقدس الأجانب والجبايات التي وصلت الي لقمة العيش و هتك الاعراض.