Image

رغم رفض استقباله في صنعاء.. المبعوث هانس في مهمة إنقاذ جديدة للحوثيين

عبر عدد من المسؤولين اليمنيين، الأربعاء، عن استيائهم من إحاطة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غرودنبرغ، التي قدمها مساء الثلاثاء، إلى مجلس الأمن، وقال فيها إنه سيبدأ التحضير لعقد جولة مفاوضات جديدة بين أطراف الصراع في اليمن، لوقف التصعيد العسكري الذي يؤدي الى تفاقم الكارثة الانسانية.
واعتبر المسؤولين اليمنيين إحاطة المبعوث الأممي مهمة إنقاذ جديدة للحوثيين، مدفوعة من الدبلوماسية القطرية التي تمثل تنظيم الاخوان المسلمين الإرهابي المساند لمليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من ايران، والتي حاولت بشتى الطرق وعبر وسائل مختلفة إيقاف العمليات العسكرية للتحالف والقوات الحكومية، بعد أن قاب قوسين أو أدنى من الانهيار والهزيمة.
وتشكل الأزمة الإنسانية باليمن معضلة تستغلها المليشيات، ومن خلفها ايران، في استمرار الحرب والمراوغة السياسية المعتمدة على مبادرات السلام التي تطرحها الأمم المتحدة عبر مبعوثيها، وذلك للهروب من الهزائم التي تتلقاها في الجبهات، بحيث تتمكن من إعادة ترتيب صفوفها، وتقوم بعمليات خرق وتصعيد لأي وقف إطلاق نار، باعتبارها مليشيات لا تلتزم بأي اتفاق أو مبادرات أو معاهدات.
وكانت الحكومة اليمنية حذرت، في وقت سابق، الأربعاء، من استغلال مليشيات الحوثي الورقة الإنسانية لابتزاز المجتمع الدولي لتحقيق مكاسب سياسية وإطالة أمد الحرب.
جاء ذلك خلال اجتماع للحكومة في عدن مع وفد أوروبي رفيع المستوى من المكاتب الرئيسية للمانحين، برئاسة نائب المدير العام لدائرة عمليات العون الإنساني للمفوضية الأوربية، میخائیل كولر.
وبحسب وكالة سبأ الرسمية، فقد أشار رئيس الحكومة، معين عبد الملك، إلى استمرار تلاعب مليشيات الحوثي بالورقة الإنسانية لابتزاز المجتمع الدولي، وإطالة أمد الحرب ومضاعفة الكارثة الإنسانية التي تسببت بها منذ انقلابها على السلطة الشرعية بقوة السلاح وإشعالها للحرب التي دخلت عامها الـ7 على التوالي.
ووفقا لعبد الملك، فإن ذلك "يستدعي مواقف حازمة ولغة واضحة للضغط على الانقلابيين وداعميهم في طهران للاستجابة لمسار السلام وإيقاف اعتداءاتها ونهبها للمساعدات الاغاثية والإنسانية".
وبالتزامن، أطلق ناشطون يمنيون حملة الكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي تتهم المبعوث الأممي بـ"دعم الإرهاب"، على خلفية مساعيه لوقف العمليات العسكرية التي تعد الأمل الوحيد للخلاص من المليشيات الإرهابية، بعد فشل جميع المفاوضات والمشاورات التي بدأت بالكويت وجنيف وعمان وغيرها من المناطق وكانت المليشيات فيها الطرف الذي يتنصل عن كل ما تم الالتزام به، وما اتفاق السويد في الحديدة الا خير دليل على ذلك، حيث جنت منه المليشيات مكاسب ورفضت تقديم أي تنازلات أو تنفيذ أي بند منه.
وكان الدبلوماسي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان، سفير اليمن في لندن، أكد أن المبعوث الأممي لم يضف لإحاطته عبارة أن الحوثيين رفضوا استقباله في صنعاء حتى اليوم. 
وقال نعمان في منشور عبر صفحته في "فيسبوك": "لو أن المبعوث الأممي إلى اليمن السيد غروندبيرغ أضاف إلى إحاطته المقدمة إلى مجلس الأمن أمس الثلاثاء، عبارة واحدة تقول إن الحوثيين رفضوا ويرفضون استقباله في صنعاء حتى اليوم منذ تعيينه، لكان وفر على مجلس الأمن مشقة التفكير في فهم تعقيدات المشكلة"، 
وأنهى منشوره بالقول: "إلى اللقاء في الإحاطة القادمة!".
من جانبه، قال الناشط السياسي والكاتب الصحفي محمد الثريا، إن خطاب غرودنبرج، أمس، أكد ألا تأثير حقيقيا للأمم المتحدة في أزمة اليمن وأن أي تقدم أممي يمكن إحرازه في ملف الصراع يظل متوقفا على مدى فسحة الحركة الممنوحة له من قبل القوى الفاعلة في ملف اليمن.
وأضاف الثريا، في منشور له على صفحته في "فيسبوك": "حينما يؤكد المبعوث الأممي الخاص انه لايزال في مرحلة استكشاف خيارات خفض التصعيد وأنه قد انخرط فعلا مع اطراف الداخل بشأن حلول وسط ممكنة يتم التوافق عليها، مع تأكيده في نفس الوقت على عدم استجابة تلك الاطراف لدعوات ضبط النفس، فإنه بهذا يضع الجميع أمام طبيعة وحدود الدور الذي يستطيع أن يلعبه كمسؤول أممي والقيود التي تحيل دون تحقيقه اي خرق في ملف النزاع اليمني منذ توليه منصبه".
وتابع بالقول: "وبالعودة إلى حائط القوى الفاعلة ودورها في ملف الصراع، ربما سيتعين علينا التمعن جيدا في مغزى العبارة الأهم والتي وردت في معرض خطاب جروندبيرج أمس، على نحو: المناصب متنافية مع طلبات التسلسل والضمانات".
وأردف: "وفي رأيي تلك إشارة واضحة إلى وجود تصور إطاري للحل حاليا، لكن مسألة إتمام التوافق حول تفاصيل ذلك الإطار هي التي لازالت كما يبدو تصطدم بإشكالية عدم توصل قوى الإقليم وحلفائها إلى إبرام عقد التفاهمات النهائية بينها حول خارطة طريق ما بعد إعلان إيقاف الحرب".