Image

كنتينات الحوثي في الحديدة.. جدار عازل وتهجير لمئات الأسر التهامية

إن مساعي الحوثي التابع لايران في إقامة جدار الكنتينات التي نهبها من ميناء الحديدة بطول 40 كيلوا متر تمثل جريمة إنسانية تستهدف الإنسان التهامي بهويته وكرامته وحياته وتضيف وجعاً إلى أوجاعه، بعد أن أصبح التهاميون على موعد مع التهجير القسري من قراهم، وسط صمت المجتمع الدولي الذي شجع الحوثي لممارسة المزيد من الانتهاكات لحقوق الإنسان.
 موقع المنتصف سلط الضوء حول جدار الكنتينات الذي يقسم الحديدة إلى قسمين بجدار عنصري ستنعكس تبعاته على حياة آلاف من سكان القرى في تهامة.
يقول الناشط محمد عبده شوعي ناشط إن "أبناء الحديدة مستهدفون منذ دخول الحوثي إلى مدينتهم، وهناك حقيقة نقولها: من لم يمت بالحرب مات بالقنص والألغام، وها هم أبناء الحديدة اليوم يموتون حسرة من التهجير من قراهم بالقوة، من قبل مليشيات إجرامية تمارس إرهابها على المواطن التهامي المسالم". 
فيما يتساءل مهدي مصوعي: "كيف لهذه المليشيات أن تهجر مئات الأسر من منازلهم ومزارعهم لينتهي بهم الحال في مخيم بالجبانة، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وللقيم والأخلاق؟!"، مضيفاً: "للأسف مسعى الحوثي يقابل بصمت غريب من قبل الشرعية والمجتمع الدولي، وهذا ما ساعدها في ارتكاب جرائمها بدم بارد، ودون إعطاء أهمية للنتائج المترتبة على التهجير القسري، وهي سابقة لم نسمع بها إلا من قبل المليشيات". 
بدوره، أشار سعيد أبكر إلى أن الجدار سوف يقام على أوجاع التهاميين الذين يراد من تهجيرهم الإجباري إلى الجبانة  جعلهم دروعاً بشرية، خاصة وأن المنطقة تتعرض وبشكل دائم للقصف من قبل التحالف كهدف عسكري. 
وأضاف أبكر: "وإني أتساءل أين منظمات حقوق الإنسان وأين الضمير العالمي أمام مثل هذا الانتهاك لحقوق الإنسان؟! تهجير أسر من قراهم قسرا وجعل منهم لاجئين بعد أن كانوا مستقرين في منازلهم ومزارعهم البعيدة عن أي أعمال عسكرية ونقلهم إلى العراء وكأنهم حيوانات!". 
وتابع: "إن هذا الإجراء الأرعن يتطلب وقفة جادة لوقف الصلف الحوثي، خاصة وأن الحديدة تقع تحت طائلة اتفاق ستكهولم الذي ينتهك بارتكاب أفظع جريمة في حق أبناء تهامة".
أما أحمد عطا فلا يختلف حديث عن سابقيه؛ فقد أكد أن مليشيات الحوثي أجبرت سكان الغويرق والذكير والبقعة والسقف وأجزاء من قرى السويق، من مديرية التحيتا، على مغادرة منازلهم تحت تهديد السلاح، وأنذرت سكان قرى المتينة والفازة والناصري بمغادرة منازلهم إلى المخيمات التي نصبتها، معرضة حياة من تقوم بتهجيرهم للموت باتخاذهم دروعا بشرية، خاصة وأن هذه المواقع تتعرض لغارات التحالف، وهذه ليست المرة الأولى التي تهجر فيها المليشيات المواطنين، بل اعتمدت تلك الطريقة في أكثر من منطقة. 
سالم عشيش، بدوره، نوه إلى أن اغلب القاطنين جنوب الحديدة هما إما مزارعون أو صيادون يعيشون حياة متوسطة وكفاحاً مستمراً، مشيراً إلى أن تهجيرهم سوف يضيف معاناة فوق معاناتهم، خاصة وأن تهجيرهم تم إلى منطقة لا يوجد فيها أي مقومات الحياة.
 ويضيف عشيش: "لهذا يجب التحرك مبكرا لوقف التهجير الذي سيصيب كثيراً من الأسر في مقتل".
 تلك عينة قليلة من إفادات مواطنين كثر تم تهجيرهم من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، نطرحها على المنظمات الأممية والحقوقية. فهي مأساة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة، والصمت عنها عار سوف يلاحق المنظمات الحقوقية ووزارة حقوق الإنسان وكل من غض الطرف عن الانتهاك الذي يتعرض له أبناء تهامة في حياتهم واستقرارهم.