Image
  • Image خاص
  • 08:12 2022/02/12
  •    

لماذا تستميت المليشيات الحوثية في حرض حجة؟!

تحاول مليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، على مدى الأيام العشرة الماضية، وبكل استماتة، فك الحصار عن عناصرها المحاصرين في قلب مدينة حرض، شمال محافظة حجة الحدودية مع المملكة العربية السعودية. 
وهنا يطرح "المنتصف نت" تساؤلاً: لماذا تستميت المليشيات لفك الحصار عن عناصرها في قلب المدينة؟!
تقول مصادر ميدانية في حرض إن المليشيات دفعت بتعزيزات بحجم لواءين عسكريين إلى حرض، لتنفيذ مهمة فك الحصار عن العناصر المحاصرين في قلب المدينة؛ حيث تم إبادة تلك العناصر في محيط معسكر "المخصام" ومنطقة الهيجة و"جبل النار"، على يد قوات "ألوية اليمن السعيد" والمنطقة الخامسة، ومقاتلات التحالف العربي، مشيرة إلى إن حجم القتلى من القيادات والعناصر الحوثية التي حاولت فك الحصار عن مدينة حرض، أكبر بثلاث مرات من العناصر المحاصرة.
وتوقعت المصادر أن وراء استماتة المليشيات في محاولة فك الحصار عن عناصرها في حرض وجود قيادات بارزة وخبراء من حزب الله اللبناني، والحرس الثوري الإيراني، محاصرين مع عناصر الحوثيين في قلب مدينة حرض، خصوصاً وأن جبهة حرض تقع على الحدود اليمنية – السعودية، وهي المناطق التي تتواجد فيها عناصر من إيران وحزب الله، لإدارة المعارك ضد السعودية.
وتشير المصادر إلى أن اختيار التحالف العربي، بقيادة السعودية، تنفيذ عملية عسكرية واسعة في حرض، يأتي في هذا الاتجاه؛ حيث وصلتها معلومات استخباراتية عن حجم تلك العناصر الأجنبية التي تدير المعارك على حدودها الجنوبية، وتشرف بشكل مباشر على تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والمسيرات المفخخة باتجاه العمق السعودي، موضحة سبب اختيار "ألوية اليمن السعيد" لقيادة المعركة، بعيداً عن عناصر حزب الإصلاح المتواطئة مع الحوثيين.
وشكلت العملية العسكرية في حرض مفاجئة كبيرة لعناصر المليشيات وخبرائها في المديرية الحدودية، التي تضم أحد أهم المنافذ الجمركية بين البلدين؛ ما جعل العملية العسكرية تتقدم بوتيرة سريعة، وخلال ساعات، لتصل إلى قلب مدينة حرض، التي تعد مقرا وغرفة عمليات ومنطلقا لمليشيات الحوثيين التي تشن هجمات في الحدود السعودية، وفيها تحصينات وأسلحة وعناصر مدربة في إيران ولبنان.
ورغم فرض الحصار على تلك العناصر على مدى عشرة أيام، والإسناد المباشر من قبل مقاتلات التحالف وطيران "الأباتشي"، إلا أن القوات الحكومية لم تتمكن من الوصول إلى قلب المدينة، حيث يتمركز قناصة الحوثيين وتنتشر الأنفاق والخنادق والألغام بشكل كبير؛ ما دفع مليشيات الحوثيين لإعادة ترتيب أولوياتها في بقية الجبهات، والتركيز مباشرة على فك الحصار عن قيادات إيران وحزب الله بالدرجة الأولى في حرض، حيث يشكلون أوراق إدانة واضحة لتلك الجهات بشنها حربا ليس على اليمنيين فقط، بل على السعودية بشكل خاص.
وتقول المصادر الميدانية، في حرض حجة، إنه تم قتل أكثر من 600 حوثي، بينهم 8 من القيادات البارزة التي أوكلت إليهم مهمة فك الحصار عن عناصرها في قلب مدينة حرض، فيما أصيب العشرات وتم تدمير أكثر من 23 آلية، بينها دبابات ومدرعات تم الدفع بها لتنفيذ المهمة التي فشلت بها المليشيات، رغم استخدامها أكثر من 8 مسيرات و6 صواريخ باليستية أطلقتها تجاه مواقع القوات الحكومية المنتشرة بمحيط حرض من جميع الجهات.
وكانت القوات الحكومية، ممثلة "بألوية اليمن السعيد" وقوات المنطقة الخامسة، حاولت تشتيت جهود الحوثيين في حرض، بفتح جبهات باتجاه الملاحيط بصعدة، وأخرى تجاه مديريتي مستبأ وبكيل المير بحجة، لكن المليشيات ظلت ومازالت حتى اليوم تستميت لفك الحصار عن عناصرها وخبراء وقادة حزب الله والحرس الثوري الإيراني المحاصرين في قلب مدينة حرض. فالأهمية لدى الحوثيين هي للخبراء الأجانب على حساب اليمنيين.
ومع تأمين القوات الحكومية لجميع خطوط الإمداد، وقطعها الطرق الرابطة لمدينة حرض بمحيطها الجغرافي، فضلا عن سيطرتها على مبان وأحياء داخل المدينة، واستمرار إرسال قوات مساندة، وحصولها على مساندة جوية كبيرة من التحالف العربي، نطرح تساؤلاً: هل تخضع تلك القوات للضغوط الدولية بشأن المحاصرين في مدينة حرض، الرافضين للاستسلام؟!