Image

النازحون في مآرب يتخذون من الكراتين وسيلة تعليمة لتدريس الطلاب في مخيماتهم

في ضل تجاهل معناة وحرمان الاطفال النازحين من قبل السلطات والمنظمات
 
الكراتين وسيلة لتعليم الاطفال النازحين في صحراء مارب والالاف محرومين 
  
تقعد إيمان احمد الطالبة في الصف الثالث بين زميلاتها في فصل وحيد وهو المدرسة لجميع الطلاب من الصف الأول إلى السادس يقعدون على تراب الصحراء ويقرأون من كتاب واحد ويشرح معلمهم دروسه على كرتون يأتي به كل يوم الى فصله الدراسي ليشرح لطلابه الصغار الاحرف الهجائية ودروس اللغة العربية .
 
ايمان وطلاب المدرسة جميعهم نزحوا الى مخيم السمية في صحراء شرق مدينة مارب بعد تهجيرهم من قبل الحوثيين من مدارسهم وبيوتهم ومخيمات نزوحهم السابقة جنوب مارب ليحل عليهم عذاب النزوح وعذاب الاهمال من قبل السلطات الرسمية والمنظمات الإغاثية التي تركتهم يصارعون قساوة المعيشة والطبيعة والحرمان من حقوقهم المختلفة .
 
لم يجدون لطلبة الإعدادي في المخيم الةاسع مكان لتعليمهم بينما طلبة الإبتدائي تأسست لهم مدرسة النصر البديلة باسمها بمدرستهم السابقة في مخيم الروضة التي هجروها فرارا من الحرب في منطقة الروضة لكن اسمها انتقل مع الاطفال والمعلمين ذاتهم لكنه اسم دون مسمى حيث اسس المعلمين والاهالي النازحين في المخيم المدرسة بخيمة تبرع بها الاهالي لتعليم اطفالهم ومعلمين اتوا لتعليم الاطفال بتطوع ذاتي ودون مقابل وكتب شراها الاباء لأطفالهم من السوق وكرتون يجلبه المعلمين او الطلبة كبدائل للسبورات وغالبا ما يستخدم المعلمين جدار الخيمة لشرع دروسهم اليومية للطلبة .
 
يقول ناحي محمد زياد الذي يعمل متطوعا في تعليم الطلاب في مدرسة النصر ل" المنتصف" ان الطلاب مع المعلمين انتقلوا من منطقة صرواح هروبا من الحرب الى مخيم الروضة سابقا في منطقة ذنة جنوب مارب وبعدها نزوحا معا ايضا بسبب الحرب مرة اخرى الى مخيم السمية في صحراء شرق مارب ليعد النزوح الثالث لنفس الشريحة .
 
ويضيف زياد انه بعد وصولهم الى المخيم الحالي وجدوا ان الطلاب لم يلتحقوا بالعام الدراسي الذي شارف على الانتهاء "حاولنا بجهد المواطنين وجهدنا لإيجاد بعض الفصول حيث قدم احد الاباء الخيمة لنستخدمها كفصل بداية حتى نجد اخرين يفرون لنا خيم اخرى " مشيرا ان الخيمة الوحيدة اليوم تستخدم كفصل للطلبة من الفصل الاول الى السادس "قلنا نستلفي هذا العام قبل ان يفوت على الاطفال ".
 
الكرتون وسيلة تعليم 
 
تحمل المعلمة المتطوعة فكرة الحجازي (27 عام )على راسها قطعة الكرتون تأتي بها من خيمتها لتشرح دروسها للطلبة الصغار عليه ,ففي ضل غياب وسائل التعليم البدائية تشرح المعلمة فكرة  درس الرياضيات على الكرتون وتكتب لهم شرح دروسها اليومية لمادة الرياضيات التي تختص بتعلمها في المدرسة لمدة خمس ساعات كل يوم دون كلل ولا ملل.
 
وتشير فكرة ان  الاطفال في المدرسة سيفقدون تعلمهم المدرسي وان عدد كبير من الطلاب والطالبات باتت اعمارهم كبيرة فيما لزالوا في الصفوف الاولى الابتدائية بينما المفترض ان يكونوا قد تجاوزوا المرحلة الابتدائية ودخل بالإعدادية وهذا بنظر فكرة امر غير عادل وانه يجب ان يحظى الطلاب النازحين بما يحظى بها الطلاب المستقرين من استحقاق التعليم خاصة .
 
"دفتر تحضير وقلم سبورة وكرتون كي اشرح للطلاب عليه بدلا عن السبورة لعدم توفرها "قالت فكرة وزادت ان كل ما في المدرسة حاليا هو قائم على عمل ذاتي من قبل أهالي الطلاب والمعلمين المتطوعين فيما مكتب التربية لم يوفر أي شيء ولا حتى ابسط الاحتياجات حتى الان, وكذلك المنظمات لم تعمل أي مجهود من ـجل المساهمة في استمرار التعليم للأطفال النازحين في هذا المخيم  بحسب المعلمة .
 
التحق الكثير من الطلاب في المدرسة من مختلف ارجاء مخيم السمية  للنازحين شرق مارب حيث يأتي البعض من مسافات بعيدة بحوالي 10 كيلو متر سيرا على الاقدام بسبب غياب المدارس في المخيم  الواسع حيث اشارت وكيلة مدرسة النصر في ذات المخيم ان مكتب التربية اعتمد 4 مدارس في المخيم ككل لكنها لم تعمل الا مدرستين فقط بسبب عدم اعتماد معلمين متعاقدين مع المدارس وبسبب غياب الاحتياجات والوسائل التعليمية الضرورية .
 
بالأرقام نحو المجهول
 
فيما يقول مدير مخيم السمية مبارك بيحان ان عدد الطلاب في المخيم حاليا 2400 طالب وطالبة بينما التحق منهم في المدرسة الحالية فقط 640 فيما يبقى اكثر من 1700 طالب وطالبة لم يلتحقوا بالعام التعليمي الجاري ومحرومين من التعليم حتى اللحظة ومازالوا ينتظرون المجهول دون تدخلات للمنظمات الإنسانية أو الجهات الحكومية المعنية.
 
مكتب التربية والتعليم بمارب قال في تصريح مقتضب وعام ان الجهود تبذل تجاه الحاق الطلاب النازحين بالمدارس المجاورة للمخيم في منطقة السمية بالإضافة الى محاولة لتوفير وحشد الجهود والدعم من قبل المنظمات لتوفير اربع مدارس في المخيم , لكن ذلك يسير ببطء اكثر من شديد ولا ملامح اهتمام في المشهد لأي من احتياجات المشردين .
 
من جهتها ادارة مخيمات النازحين بمارب قالت ان الاحتياجات كثيرة في المخيم من ضمنها الاحتياجات التعليمية للمخيمات الجديدة التي بلغ عددها 40 مخيم خلال موجات النزوح الاخيرة من مناطق جنوب مارب والذي بلغ عدد النازحين الجدد من مناطق جنوب مارب خلال العام الفائت 2020 اكثر من 21420  اسرة نازحة و 128244 نازح ونازحة فيما وصل العدد النهائي للنازحين بمارب 332248 اسرة نازحة و 2246237 نازح ونازحة بحسب اخر احصائيات وحدة النازحين بمارب خلال نهاية العام الفائت 2020م .
 
هكذا اذن فصول من المأساة تخيم  على شريحة واسعة من الأطفال ومستقبل مجهول ينتظر الآلاف منهم في مخيم السمية  شرقي محافظة مأرب , يكابدون النزوح والتشرد والحرمان من الحق في التعليم وباتت تلك المدرسة في تلك الخيمة الفرصة الوحيدة لمواصلة التعليم للأطفال الذين وجدوا أنفسهم ضمن موجات النزوح الأخيرة التي تسببت بها المواجهات العسكرية جنوب مارب, فيما مئات الطلاب والطالبات في المخيم ينتظرهم مستقبل مجهول، فهم حتى اللحظة لا يعرفون كيف سيكملون عامهم الدراسي في ضل تجاهل لتلك المعاناة من قبل المنظمات والسلطات المحلية المعنية.