Image
  • Image
  • 09:46 2022/02/09
  •    

الديمقراطية: هل قضت الانقلابات المتتالية على الآمال في القارة الأفريقية؟

بعد انقلابات عسكرية في خمس دول أفريقية مختلفة العام الماضي، يرى البعض أن الديمقراطية قد لا تكون أفضل شكل من أشكال الحكم في القارة السمراء. لكن هنا، يجادل ليونارد مبول-نزيغي ونيك تشيزمان بأنه على الرغم من هذه الانتكاسات، إلا أن الديمقراطية تبقى السبيل الوحيد للمضي قدما بالنسبة لأفريقيا.تعرضت أفريقيا لسلسلة من الانقلابات التي تهدد بإعادتها إلى الثمانينيات وعصر الحكم العسكري. فقد شهدت بوركينا فاسو وتشاد وغينيا والسودان ومالي الإطاحة بالحكومات المدنية، واستبدالها بمجالس عسكرية.وكان من الممكن أن يكون الوضع أكثر إثارة للقلق، خاصة بعد محاولات انقلاب فاشلة في جمهورية أفريقيا الوسطى، وقبل أيام فقط، في غينيا بيساو.ومع كل دولة تُضاف إلى هذه القائمة، تزداد الأصوات التي تدعي أن الديمقراطية غير ناجعة، ولا يمكن أن يقدر لها النجاح في أفريقيا، إذ أعقبت الإطاحة بالرؤساء المدنيين احتفالات في الشوارع في بعض البلدان، حيث تعالت هتافات المواطنين تهليلا بسقوط القادة المنتخبين ديمقراطيا.وفي حين أنه من المغري تفسير موجة الانقلابات على أنها دليل على كون الديمقراطية في أفريقيا تحتضر، فإن ذلك سيكون خطأ فادحا. حتى في البلدان التي حدث فيها انقلاب، يريد غالبية المواطنين العيش في ظل ديمقراطية، ويرفضون الحكم الاستبدادي.

من هو الرجل الحديدي الذي صنع الحدث في غينيا هذا الأسبوع؟

لماذا استولى الجنود على السلطة في بوركينا فاسو؟علاوة على ذلك وعلى الرغم من الإحباط المتزايد من الطريقة التي تعمل بها السياسة متعددة الأحزاب، فإن الديمقراطيات في المتوسط ​​تولد نموا اقتصاديا أعلى، وتعمل بشكل أفضل في تقديم الخدمات العامة، وفقا لدراسة أجريت في جامعة كورنيل الأمريكية.وعلى النقيض من ذلك، للأنظمة العسكرية تاريخ طويل في انتهاك حقوق الإنسان إضافة إلى الركود الاقتصادي الذي يسم فترات حكمها. بعبارة أخرى، يمكن لأفريقيا أن تجني ثمارا ديمقراطية بالفعل، لكن المشكلة تأتي عندما يبدأ القادة الديمقراطيون المفترضون في استخدام استراتيجيات غير ديمقراطية للبقاء في السلطة ضد إرادة ورغبة شعوبهم.

وهذه نقطة حرجة، ففي بلدان مثل غينيا ومالي، لم يفقد القادة شعبيتهم لأنهم أسسوا ديمقراطيات حقيقية فشلت لأنها لا تتوافق إلى حد ما مع الواقع الأفريقي، بل على العكس، لقد خسر هؤلاء الرؤساء الدعم لأنهم قوضوا مؤهلاتهم الديمقراطية في سياق تنامي حالة عدم الاستقرار، وفي حالة بوركينا فاسو ومالي، كان السبب تنامي نفوذ حركات التمرد الجهادية.