Image

خبيرة أمريكية: هل أصبحت العناصر التي تعمل لحساب إيران أكثر خطورة؟

 

واشنطن - (د ب أ): على الرغم من أن الحوثيين الذين تدعمهم إيران في اليمن اعتادوا شن هجمات استهدفت مرافق مدنية في المملكة العربية السعودية، فإن الهجمات التي شنوها على الإمارات العربية المتحدة وأعلنوا مسئوليتهم عنها، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ستة آخرين، هي الأكثر أهمية والأولى من نوعها منذ حوالي أربع سنوات ..

وتقول مايا كارلين، المحللة بمركز السياسة الأمنية بواشنطن في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، إن هذه الهجمات جاءت في أعقاب سلسلة من أعمال القصف بالصواريخ في العراق وسوريا، قامت بها أيضا عناصر تعمل بالوكالة لحساب إيران. وعلى الرغم من أن هذه الهجمات في أنحاء المنطقة يمكن ربطها بإيران، فإن هناك اختلافا بين دوافع تنفيذها .. وطوال شهر يناير الجاري، احتفلت طهران بذكرى وفاة قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الذي تم اغتياله في هجوم شنته طائرة مسيرة أمريكية مطلع عام 2020. وتوعدت قيادة إيران هذا العام بالانتقام لمقتله وهددت مباشرة أمريكيين شاركوا في تدبير الهجوم الذي استهدفه .. وهدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بأن الذين كان لهم دور في عملية قتل سليماني لن يكونوا بأمان في أي مكان في العالم .. وصدرت تهديدات مماثلة عن مسئولين إيرانيين آخرين، وتم فرض عقوبات على 52 أمريكيا مطلع هذا الشهر، من بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، ومستشار الأمن القومي السابق روبرت أوبراين .. وتضيف كارلين أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الهجمات التي استهدفت مرافق في الإمارات تزامنت مع سلسلة من الهجمات بالصواريخ استهدفت أمريكيين في العراق وسوريا .. فبعد أيام قليلة من الاحتفال بذكرى وفاة سليماني، في الثالث من الشهر الجاري، تعرضت القوات الأمريكية في بغداد ومحافظة الأنبار لقصف منسق بصواريخ كاتيوشا، بينما تعرضت قاعدة تضم القوات الأمريكية في سوريا لقصف غير مباشر .. وبعد ذلك بأسبوع، أعلنت السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء المحصنة في العراق أنها تعرضت لهجوم على يد إرهابيين يحاولون تقويض أمن العراق، وسيادته، وعلاقاته الدولية .. وكانت طهران توعدت بمحو كل دلائل الوجود العسكري الأمريكي في العراق منذ مقتل سليماني، بغض النظر عن العواقب التي تتعرض لها البلاد، بما في ذلك عودة ظهور تنظيم داعش وفقدان السيادة. وعلى الرغم من أن إيران تستغل الذكرى السنوية الثانية لوفاة سليماني مبررا لأعمال التصعيد الأخيرة في العراق وسوريا، لايمكن استبعاد تمكينها الذي تتصوره. فإيران تعتقد أن سيطرتها في العراق منتشرة ومهيمنة إلى حد كبير لدرجة أن العناصر التي تعمل لحسابها شنت هجوما بهدف الاغتيال على مقر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في نوفمبر 2021 .. وتقول كارلين إنه في الوقت الذي شن فيه عملاء إيران هجمات بأسلحة متطورة وقاتلة في العراق وسوريا، استطاع الحوثيون تصعيد الحرب المدمرة التي اندلعت في اليمن قبل ثمانية أعوام، باستخدام نفس الذخيرة المتطورة .. وفي العام الماضي، استولى الحوثيون على المبنى الذي يستخدم بمثابة سفارة للولايات المتحدة واحتجزوا 25 من العاملين لعدة أيام، واستولوا على سفينة ترفع علم الإمارات، وألقوا القبض بصورة غير قانونية على اثنين من العاملين مع الأمم المتحدة، وشنوا هجمات إرهابية مختلفة استهدفت المدنيين في السعودية واليمن .. وتوضح هجمات إيران في أنحاء المنطقة أنها نظام متمكن، وأن تهديدات طهران تجاه المسئولين الأمريكيين الذين كان لهم دور في مقتل سليماني قد لا تكون رمزية تماما .. وربما يهدف سلوك إيران التصعيدي في الخارج إلى صرف أنظار المواطنين عن استيائهم المتزايد إزاء الإضطرابات المحلية على الأرض .. فمنذ الصيف الماضي، اجتاحت إيران موجة من الاضرابات العمالية, ويطالب المحتجون بزيادة أجورهم، مع استمرار تراجع اقتصاد إيران، وبدء شعور مسئولي الدولة بوطأة الأمر. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الميليشيات الإيرانية فقدت أكثر من نصف مقاعدها البرلمانية في العراق في انتخابات اكتوبر الماضي، مما يوضح تضاؤل شعبيتها في البلاد .. وتختتم كارلين تحليلها بالقول إن نفوذ طهران في الداخل والخارج يتداعى، وإن تعاونها مع الميليشيات التابعة لها مستمر، في الغالب دون قيود ..ومن أجل إظهار سراب من الاستقرار والقوة، من المحتمل أن يعتمد المسئولون الإيرانيون أكثر على من يعملون بالوكالة لحسابهم خلال الشهور المقبلة.