Image
  • Image
  • 11:53 2022/01/20

هل يعيد بايدن تصنيف الحوثي إرهابية؟

جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، حول إمكانية إعادة تصنيف "الحوثي" إرهابية لتوضح حجم الضغوط والانتقادات سواء اليمنية أو الدولية على واشنطن جراء آلاف الجرائم والانتهاكات للمليشيات سواء داخل البلاد أو مع دول الجوار .. وتواجه الولايات المتحدة وضعا صعبا أكثر بعد الاعتداء الإرهابي الحوثي الأخير ضد دولة الإمارات، حيث إنه كشف مساوئ إلغاء الإدارة الأمريكية الحالية قرار رفع الجماعة الانقلابية من قائمة الإرهاب .. ورغم أن الهجوم الأخير لم يكن الأول من نوعه ضد التحالف العربي، إلا أن حدته وخطورته تفاقمت مع تهديد استقرار وأمن المنطقة، لاسيما في ظل الخطوات المتقدمة التي تتخذها اليمن لدحر الإرهاب بمساندة دول التحالف العربي .. بحسب خبيرين أمريكيين لـ"العين الإخبارية".

 

بايدن: إعادة إدراج الحوثيين على قوائم الإرهاب قيد النظر

وبرهن الهجوم الأخير علي صعوبة استقطاب المليشيات الحوثية للسلام، إذ أنه بات خيارها الوحيد هو تحويل اليمن لمسرح عمليات يستهدف أمن المنطقة ..

وهو ما قد يدفع إدارة بايدن لعدم الاكتفاء بالإدانة اللفظية، وتعديل موقفها من تطبيق العقوبات على المليشيات، وتصنيفها منظمة إرهابية ..إذ أن قرار إدارة بايدن السابق برفع العقوبات عن الحوثيين، بحسب المراقبين، كان مصدر تشجيع لهم ووجه رسالة إلى إيران مفادها بأن زيادة الهجمات الإرهابية لن تواجه رد فعل صارما من واشنطن .. ومساء الخميس، قال الرئيس الأمريكي إن وضع مليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب مجددا هي مسألة قيد النظر، فيما بدا محاولة لاحتواء تصاعد الانتقادات الموجهة لإدارته في تعاملها مع ملف الحوثي .. وتأتي تصريحاته بعد ثلاثة أيام من اعتداء ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران على منشآت مدنية في العاصمة الإماراتية أبوظبي وهو الحادث الذي لاقى إدانات عربية ودولية واسعة واستنكارا من دأب المليشيات لجر المنطقة نحو مزيد من عدم الاستقرار ..

 

ضغط وحرج

مايكل مورجان، المحلل السياسي الأمريكي قال إن هجوم الحوثي الأخير الذي استهدف مناطق مدنية بأبوظبي وضع ضغطا وحرجا كبيرين على إدارة بايدن التي عمدت إلى رفع الحوثي من قائمة الإرهاب، مشيرا إلى تصاعد الأصوات في مجلسي النواب والشيوخ مطالبة بضرورة مراجعة الإدارة الأمريكية لسياساتها ما دفع بايدن للخروج بهذا التصريح .. وأضاف: "جميع الأصوات، بما فيها نحن المراقبين، نستنكر هذه الهجمات الإرهابية، ونطالب بإعادة وضع الحوثيين على قوائم الإرهاب" .. وأوضح أنه عندما رفعت إدارة بايدن العقوبات عن مليشيات الحوثي منحتها الخروج الآمن من قائمة الإرهاب الذي حال دون تضييق الخناق على منابع دعم التنظيم أو عرقلة تقدمه وهجماته المتحررة على دول الجوار وعلى المقاومة اليمنية .. واعتبر مورجان أن الهجوم الأخير يعرض إدارة بايدن لمزيد من الانتقادات لسياساتها في التعامل مع هذه المليشيات وضرورة إعادة تصنيفها كمنظمة إرهابية .. وإن كان يعتقد الخبير الأمريكي بصعوبة الأمر حاليا في الوقت الراهن لأسباب كثيرة، أهمها هي مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران ورغبة الولايات المتحدة الواضحة في استكمالها جنبا إلى جنب الانسحاب من منطقة الشرق الأوسط وأخيرا الانشغال بالتحديات الداخلية .. لكن تلك الأسباب هي نفسها التي يرى العديد من المراقبين ضرورة أن تكون محفزة لإدارة بايدن لإعادة تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية لقطع الطريق على دعم هذه المليشيات، ووقف الهجمات المتصاعدة، وإفساح المجال للجهود الدبلوماسية .. أما محاولة تقديم هدايا لإيران، بدلا من العقوبات لتيسير مسار مفاوضات الملف النووي، من شأنه أن يضع الولايات المتحدة تحت ضرس طهران، التي لن تجد حرجا في استمرار الإيعاز للحوثيين بمزيد من التصعيد بهدف الضغط على إدارة بايدن لرفع العقوبات المفروضة عليها، دون الالتزام بأي شروط تتعلق بالاتفاق النووي. هدية دون مقابل .. إحسان الخطيب، عضو الحزب الجمهوري الأمريكي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة موري ستايت الأمريكية، قال إن "العمل الإرهابي ضد الإمارات وضع إدارة بايدن في وضع صعب، فالإدارة وبدون مقابل من إيران أو الحوثيين رفعتهم عن قائمة الإرهاب بدعوى أن هذا ضروري للتواصل معهم والوصول إلى حل سلمي".

وكاشفا تبعات الهجوم، " بأن "الهجوم الإرهابي أدين بشدة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لاسيما أن التصاعد يأتي في ظل رفع مليشيا الحوثي من قائمة الإرهاب" ..وأضاف أن "إدارة بايدن تواجه انتقادات أنها ساذجة في السياسة العالمية وتعطي بدون مقابل وهذا حصل مع الحوثيين عندما رفعتهم من لائحة الإرهاب، في رأيي إدارة ترامب كان لديها رؤية أكثر واقعية في السياسة الخارجية" .. وشدد على أن أمريكا ملتزمة بأمن الخليج العربي وخاصة دولة الإمارات التي تعد من أهم الحلفاء هي والسعودية.

ضغوط وانتقادات

وعقب الهجوم، ارتفعت الأصوات المنتقدة لسياسات الإدارة الأمريكية التي تسببت في تهديد أمن المنطقة، مطالبة بإعادة إدراج مليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب .. من بين هذه الأصوات، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الجمهوري، تيد كروز، الذي أكد التزامه بالضغط على إدارة جو بايدن لإعادة فرض سريع للعقوبات على الحوثيين لوقف اعتداءاتهم .. وأضاف عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن الحوثيين ردوا على رفع العقوبات عنهم "بشكل سريع ومتوقع عبر تصعيد اعتداءاتهم وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية" .. وسبق حديث كروز، تصريحات مماثلة لأعضاء من الكونجرس من بينهم السيناتور الجمهوري البارز جيم إنهوف، عضو لجنة القوات المسلحة في الكونجرس الأمريكي حيث دعا إلى تصنيف مليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية، مدينا الهجوم الذي استهدف دولة الإمارات .. وعبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قال إنهوف: "تظهر الهجمات المميتة على أصدقائنا في الإمارات مرة أخرى أن الحوثيين المدعومين من إيران إرهابيون"، مضيفاً "كما أشرت العام الماضي، كان من الخطأ من قبل إدارة بايدن رفع تصنيف الحوثيين من قائمة الإرهاب، ويجب استعادة هذا التصنيف الآن"..

من جانبه، أدان النائب الجمهوري في الكونجرس الأمريكي، دون بيكون، الهجمات الإرهابية الحوثية ضد منشآت مدنية في أبوظبي، لافتا إلى تصاعد تلك العمليات منذ رفع الجماعة من قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة.

بيكون قال، خلال تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "أدين الهجوم الإرهابي على أصدقائنا في دولة الإمارات. تصاعدت تلك الهجمات منذ رفع الرئيس الأمريكي الحوثيين المدعومين إيرانيا من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية" ..

ودعا عضو مجلس النواب الأمريكي بايدن إلى إعادة إدراج الجماعة على قائمة الإرهاب، قائلًا: "يجب علينا إعادة إدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، ووقف إيران عن إرسال الأسلحة إلى اليمن"..

وتوالت الإدانات الأمريكية عبر تغريدات متفرقة على مواقع التواصل الاجتماعي من بينها أيضا وصف السيناتور الجمهوري البارز وعضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس الأمريكي جيم ريش، الحوثيين بالوكيل الإرهابي التابع لنظام إيران ..

وجرى تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية، وأضافتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى قائمة الإرهابيين العالمية في يناير/ كانون الثاني 2021 لكن إدارة بايدن عمدت إلى رفع اسم الحوثي من القائمة في نفس العام ..

وزعمت وزارة الخارجية الأمريكية آنذاك أن العقوبات تعيق عمليات الإغاثة الإنسانية في اليمن وهو ما أثبتت الأيام عدم جدواه حيث اعتبرته المليشيا ضوءا أخضر للتمادي بانتهاكاتها.