تعز معضلة اليمن
ضجيجها مرتفع حد الصخب المزعج جدا وكثيرا ما تبدو قضاياها بانها متشعبة ومعقدة حتى يتخيل لدى الكثيرين بانها معضلة اليمن الاكثر تعقيد ..او هكذا اراد البعض عن قصد تصوريها . !! صحيح بان تعز محور التباينات السياسية في اليمن ولكنها في الحقيقة المحافظة الاولى على مستوى اليمن من حيث مدنيتها المتجردة عن نزعات سلالية الطبقية والطائفية والتناقضات المذهبية وتجاذبات المناطقية وتعد المحافظة الاكثر قبولا بالمؤسسية وتعتنق الولاء الفطري للدولة والالتفاف حولها .. وممكن ايجاز مشكلة تعز او مشاكلها جمة التي عصفت بها طيلة 5 سنوات ومازالت حتى اليوم . وذلك في المحاور التالية : 1/ مظاهر اختلال امني مفرط حد الفوضى يكاد في بعض حالته اقرب الى سلوكيات الملشنة . 2/ تجسيد للهيمنة العسكرية بطريقة انتهازية لفرط واقع فساد وافساد عبر تدخلات فوضوية من قبل قيادة محورها العسكري وقيادة بعض الالوية والكتائب العسكرية بطريقة عابثة في شؤؤن الحياة المدنية وتعمد الاعاقة الواضحة والمباشرة من قبلها للقرارات والمهام التنفيذية والمالية والخدمية التي هي اساسا اختصاص السلطة المحلية ومكاتبها التنفيذية والخدمية .. 3/ اعاقة وتحدي غير مسؤل للاجهزة القضائية والضبطية وتعطيل للمهام الاشرافية والرقابية تحت تأثير وضغط قوة السلاح والاستقواء العسكري والجهوي والحزبي المتنفذ ضد المؤسسات ويقابله استسلام هزيل وخنوع من قبل قيادات تلك الاجهزة ... 4/ ضعف الارادة المسؤلة من قبل منظومة السلطة المحلية الى درجة التماهي مع وضع الفوضى والقبول بالتدخلات في مهامها التنفيذية وتعطيل قراراتها وقرارات مجلس الوزراء ..دون مواقف شجاعة او توضيح للرأي العام . 5/ تمترس حزب سياسي خلف مؤسستي الجيش والامن والعكس ايضا بتخندق بعض قيادات الجيش والامن وسط الحزب حتى بدت اجهزت تلك المؤسستين بانها ادوات للحزب ومهامها مختزلة فيه . وهو الامر الذي جعل خيارات عسكرة المدينة والمحافظة هي الخيار الامثل امام استمرار فرض النفوذ والسيطرة للحزب خلف قيادات الجيش والامن وتحويل قطاعات الدولة جميعها ومواردها المالية تحت امرة سلطتهم مبررين لذلك بذرائع ظروف الحرب والجبهات و..... وامام كافة تلك الاشكالات واخرى عديدة لا يتسع النشر لسردها فان امكانية القضاء على تجاوزاتها ووضع الحلول لها امر متاح جدا وليست ذي تعقيد او بحاجة الى مؤتمرات دولية على غرار اتفاق الرياض (خلافا لما هو الحال عليه في معظم المحافظات الاخرى ذات الاشكالات الخاصة بتكويناتها ) وببساطة يمكن ذلك من خلال قرارات جادة وصادقة ومسؤلة .. محلية واخرى مركزية وزارية ورئاسية شجاعة من قبل قيادة الشرعية لاجراء : تغيرات قيادية جوهرية في سلطات المحافظة العسكرية والامنية في المقام الاول وفق اسس مهنية بعيدة عن الجهوية والحزبية لتصحيح اختلالات مؤسستي الجيش والامن وتفعيل للضبط ومبدأ العقاب والمحاسبة المسؤلة . مصاحبة تلك الاجراءات بجملة من التدابير التصحيحية في منظومة السلطة المحلية ومكاتبها التنفيذية وفق مهنية مؤسسية . كما يجدر التنويه هنا ايضا بان جميع تلك الاصلاحات لن يكتب لها النجاح الا باصطفاف مؤازر لها من قبل النخب والاحزاب والمكونات المجتمعية وفي الشأن ذاته فيتوجب على جميع الاحزاب وفي مقدمتها حزب الاصلاح بالمقام الاول وكذا جميع الاحزاب كلا وفق مسؤلياته ان تعي بان تصحيح وضع تعز يعد اصلاح لذات الاحزاب نفسها ولن يكون لهذه الاحزاب قبول في عموم اليمن الا بنجاح نموذجها في تعز . وعلى قيادة الشرعية هي الاخرى والرئيس هادي بشخصه ان يعي بان مشروع استكمال التحرير ودحر الانقلابين يبدأ بتحقيق النموذج الافضل لتجسيد الدولة في تعز تحديدا كونها المحافظة الوحيدة الخالصة للشرعية دون تداخلات لمشاريع وكيانات اخرى .