Image

فيما اليمن حرر مذكرة لاستعادة التمثال "عثتر".. هل سيطرت الأموال القطرية على تراث البردوني؟

فيما تكشفت خيوط محاولات مؤسسات قطرية الاستحواذ على تراث كل من عبدالله البردوني، والفنان أيوب طارش، طالبت “وزارة الثقافة” باستعادة التمثال اليمني “عثتر” الذي يرمز لمعبود يمني قديم، وظهر ضمن مقتنيات الأسرة الحاكمة في قطر.
 
 
وقالت مصادر إعلامية، إن وزارة الثقافة حررت مذكرات للجهات المعنية محليا وعالميا المعنية بمكافحة سرقة الآثار، وضمنها الشرطة الدولية الانتربول، لمساعدتها في استعادة الأثر الذي كشفت مصيره القناة الفرنسية الخامسة.
 
 
وأثار التحقيق الفرنسي جدلا واسعا في أوساط التواصل الاجتماعي اليمني، وتزامن مع حملات ضد محاولات شراء تراث الشاعر البردوني والفنان أيوب طارش من قبل مؤسسات قطرية، تسعى للاستحواذ على الهوية الثقافية وإعادة توظيفها ضمن أجندات الصراع القطري السعودي في الجزيرة والخليج.
 
 
وشهدت مصر أثناء حكم الإخوان محاولات قطرية مشابهة للاستحواذ على تراث "مصري”، وكشف مؤخراً الدكتور محمد صابر وزير الثقافة المصري بعد ثورة 2011 ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية “الضغوط التي تعرض لها من قبل جماعة الإخوان المسلمين لبيع تراث مصر الثقافي”.
 
 
وفي حوار خاص مع برنامج «رأي عام» عبر فضائية TeN مع الإعلامي عمرو عبدالحميد، الخميس الماضي، كشف الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق عن محاولة قطرية للسيطرة على الوزارة، وكل المخطوطات والوثائق المصرية وإخضاعها لمؤسسة Qatar foundation
 
 
من جهة أخرى، وبعد فشل الوساطات الإخوانية للاستحواذ على تراث الفنان أيوب طارش من قبل مؤسسات ممولة قطريا في تركيا، كشف كُتاب ونشطاء يمنيون عن محاولة دار أخرى مملوكة لإخوان قطريين الاستحواد على تراث الشاعر والمفكر اليمني عبدالله البردوني، ابتداءً بإعادة طباعة قصائده في مجموعات منتقاة ثم ترميم منزله بصنعاء.
 
 
وكشف “بشير المصقري” عن جهود “دار وسم” في إعادة طباعة كتب البردوني بعد شراء الحقوق، بطريقة “سياسية” متشككاً في عناوين كتابين للبردوني تم طباعتهما من قبل ذات الدار، وقال إنهم لم يحصلوا على المعلومات حول الكتابين، وأن “الشكوك كبيرة وكثيرة في ظل غياب للدولة”.
 
 
وتساءل: “‏لماذا لم يتم طباعة العشق في مرافئ القمر ورحلة ابن من شاب قرناها وحكايات العم ميمون؟”.
 
 
وأكد: لم يكن هناك مجموعة بعنوان الطواف. والطواف هو عنوان قصيدة نشرت هي وقصائد أخرى في ملاحق الثورة الثقافي مع حلول ذكرى وفاته..
 
 
يضيف: “البردوني كان يسمي ويعنون إصدارته الشعرية أو النقدية هو بنفسه.. وأخاف أن قصيدة الطواف وغيرها من القصائد المنشورة أول مرة بعد وفاته هي ضمن مجموعة إبن من شاب قرناها أو العشق على مرافئ القمر… أخاف من تغيير موقف يمن خلال هذا الاجتهاد الذي لا يحمل هوية محددة وهذا ما كنا نحذر منه سابقاً مع مرور ذكرى وفاته سنوياً”.
 
 
المصقري أضاف: “‏تساؤل آخر يطل بقرونه ويقول هل هناك علاقة بين هذه الإصدرات وترميم منزل البردوني”، مؤكدا: “مع أننا نسعد بصدور كتب للبردوني إنما هناك قلق كبير يساورني في ظل تحركات غير معلنة”، قائلا: “هناك من يحاول تلافي مجد ليحسبه لنفسه في غَمرة وغُمرة هذه الظروف الوطنية الحرجة”.
 
 
وقال: “الكتابين ربما لن يصلا إلى اليمن.. حاولنا الحصول على معلومات حول كتاب تبرج الخفايا ولم نفلح.. من يمول الطباعة ومن وقع مع دار النشر وهل لوزارة الثقافة أو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين علم مسبق بذلك.. وهل الورثة متفقون مع هؤلاء الأفراد وهذه الجهات بخصوص الحق الفكري والعائدات”.
 
 
 
ومع قوله: “لا أريد اتهام أحد أو توجيه الشكوك حول أحد ولكن كأدباء أولاً وكمواطنين في بلاد البردوني ثانياً من حقنا أن نعرف كل التفاصيل”.
 
مضيفاً: “البردوني ملك كل أبناء البلد ولا يتوجب ولا يصح أن يتم إدخال آرائه وأشعاره ونظرياته وأفكاره سوقا سوداء”.‏ 
 
 
‏عبدالرقيب الوصابي، وفي مقال له بعنوان: “هل ينظرون إلا تأويله”، قال إن إعادة طباعة كتب للبردوني “‏ليست مبادرات جادة لإظهار المخبوء والمتواري من المنجز الفكري والشعري للشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني”، “هذه محاولات تتبلور كردود أفعال عابرة تتعمد تجزئة المعنى الكلي وتحوير ممنهج في العمق يلامس السياق والنسق والموقف ويلوي عنق المعنى”.
 
 
مؤكداً أن “‏طباعة أعمال البردوني وإظهارها في مثل هذا التوقيت وعلى هذه الشاكلة يعد انتهاكا صارخا للحق والموقف الفكريين”… “في معزل عن تواشج الدلالات ونمو المعنى في سياق كلي أراده البردوني المفكر والشاعر وليس وفق ما يراد له عبر متطوعين يؤكد صنيعهم هذا فرض وصاية من نوع خاص في حق شاعر أصبح إرثا إنسانيا وفضاء مفتوحا للجميع محليا وإقليميا وعالميا”.
 
 
متسائلا: “أليس من الإجحاف والإساءة للبردوني أن تنشر أعماله عبر دار لا ذاكرة لها وغير معروفة بقائمة إصدارات يحترمها القارئ وتحترم بدورها عقلية المتلقي؟ أم أن مقصدية إظهار هذه الأعمال صناعة أبطال عابرين يحاولون الانتشار والوفرة من خلال الالتصاق بقامة البردوني السامقة في ملكوت الإبداع اللدني!”.
 
 
قائلاً إن “من كان لهم اليد الطولى في تغييب منجز البردوني "فكريا و شعريا" هم من يبادرون اليوم إلى إخراج هذه الكتب ولكن وفق الدلالة التي يريدونها هم في ظل سياق مختلف ونسق بعيد كل البعد عن النسق والسياق الذي توخاه كاهن الحرف عبدالله البردوني”.