Image

البن اليافعي.. جهود محلية تنجح في إعادة زراعة أجود أنواع البن اليمني

البن اليافعي هو أجود أنواع البن اليمني ومن أجود أنواع البن في العالم، ومن الأخبار المفرحة عودة زراعة البن في مناطق يافع والاهتمام به بعد سنوات طويلة من التوقف عن زراعته لأسباب كثيرة لعل من أبرزها حلول شجرة القات محله.
 
قبل ثلاثة عقود من الزمن كان البن اليافعي الأول عالمياً، وكان يُصدر إلى كل بلدان العالم حين اهتم المزارع اليافعي ووجه جهوده نحو الاهتمام بزراعة البن التي تعد بلادنا أحد البلدان القليلة التي تنتج أجود أنواع البن.
 
مؤخراً نجحت حملات لأبناء يافع في تحريك المياه الراكدة نحو إعادة زراعة البن اليافعي والاهتمام به وتوفير الإمكانيات ودعم الجهود وتذليل الصعاب لإعادة الإنتاج في المنطقة.
 
اشتهرت يافع منذ القدم بزراعة البن والاهتمام به. وللبن اليافعي جودة وطعم مميز عن غيره في الأسواق اليمنية، ووصل إلى العالمية، لكن هناك عوامل عدة جعلت المزارعين يتوقفون عن زراعته، ومن أهمها: موجات الجفاف في المنطقة، وتحول المواطنين إلى زراعة القات الذي يدر أموالا كبيرة في وقت قياسي، أضف إلى ذلك عدم وجود الدعم من السلطات ومساعدة المزارعين.
 
كما هو الحال في الكثير من المناطق اليمنية، فقد أنهت شجرة القات زراعة البن وتحول المزارع اليمني إلى زراعة شجر القات في مناطق يمنية عدة ومنها يافع، فهو ذو مكسب كبير ويحتاج إلى أقل كمية من المياه عن ما يحتاجه البن.
 
تملك يافع أجواء وأرضا خصبة لزراعة البن، وتشتهر به مناطق وادي حطيب، تلب، العرقة، الحنشي، ذي عسيم، حمومة، يهر، الصعيد، حدق، ذي ناخب، طسة وغيرها من المناطق المرتفعة وذات الأجواء الباردة.
 
مجموعة الزارعين.. تحسين وتطوير زراعة يافع
 
الفكرة بدأت بها مجموعة الزارعين في يافع بتعاون من مؤسسة يافع للعمل والتنسيق لبرنامج مسح محصول البن والمياه ومصادرها في يافع.
 
تسعى المجموعة، بحسب بيان لها، إلى تطوير الزراعة في المنطقة بما تسمح به الامكانيات المتوفرة لها وقد كانت اول خطواتها وعملها هو محصول البن الذي يعد أهم محصول نقدي وأكثر المزروعات الذي تشتهر به يافع.
 
وإلى جانب البن فإن المجموعة ستقوم بالمسح للمياه ومصادرها، وذلك لأهميتها باعتبارها أهم العوامل لزراعة البن في يافع التي تعاني من شحة الموارد المائية.
 
وبحسب المجموعة سيتم تنفيذ مسح خاص بأشجار البن والمياه ومصادرها في مناطق زراعة البن من قبل فريق مسح يتلقى تدريبا خاصا على كيفية التعامل مع استمارة المسح الخاصة بالبن ليسهل على افراده أخذ البيانات من مصادرها وهي مزارعو البن في مناطق المسح.
 
كما سيقوم فريق آخر بمهمة مسح المياه ومصادرها في مناطق زراعة البن لايجاد قاعدة بيانات تختص بمحصول البن والمياه في كل منطقة.
 
هذه الأعمال سيتم على ضوئها وضع خطة للنهوض بالزراعة وإيجاد الحلول لتدهور الزراعة التي كانت أهم مصادر دخل المواطن اليافعي ومن ثم العمل على تنفيذ خطة البدء بالنهوض بزراعة بالبن والاهتمام به.
 
وقد تم تشكيل لجان استشارية وفنية ومالية وفريق المشرفين والمساحين والجهاز الإعلامي والسكرتارية وسيتم تنفيذ مسح شامل لجميع مناطق زراعة البن في مديريات (لبعوس- سباح- المفلحي- الحد- يهر- رصد- سرار) بإشراف مباشر ومتابعة من قبل مهندسين زراعيين.
 
دعوة وتجاوب كبير
 
وقال الكاتب والاديب الدكتور علي صالح الخلاقي، إن هذه المبادرات لإعادة الاهتمام بزراعة البن اليافعي لقيت تجاوبا كبيرا وتحركا مكثفا، معبرا عن أمله ان يكون هذا الاهتمام موسميا وان يتواصل مستقبلا ضمن عمل مؤسسي للاعتناء بزراعة البن.
 
ودعا الخلاقي، في منشور له على "فيس بوك"، إلى توعية وتنوير المزارعين بطرق الري الحديثة التي تساعد على تجنب مخاطر الجفاف وتشجيعهم ومساعدتهم عبر الجهات الحكومية والمنظمات الدولية لبناء السدود والحواجز الأرضية في أودية زراعة البن.
 
ومن المنتظر ان تبدأ حلمة إعادة زارعة البن ودعم جهود المزارعين يوم الخميس القادم من العاصمة عدن.
 
وأشادت شخصيات سياسية وقبلية ونشطاء بهذه الحملة، ودعوا إلى مساندتها والوقوف إلى جانب القائمين عليها، آملين في نجاح إعادة زراعة البن الذي يعد رافداً قوياً للاقتصاد، وهناك دول عدة تعتمد على البن كأحد مصادرها الاقتصادية.