المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في تقرير: جماعة الحوثي "أرخص أداة لإيران" بالمنطقة
وصف المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية –وهو مجلس يعنى بالأبحاث حول السياسة الخارجية والأمنية الأوروبية- جماعة الحوثيين في اليمن، بأنها "أرخص حليف لإيران في المنطقة"، لافتاً إلى أن هذا "يمكّن طهران من التسبب في مشاكل خطيرة لمنافسها الإقليمي الرئيسي (الرياض)، وبكلفة منخفضة للغاية".
وقال المجلس، في تقرير حديث "إن الهدف الرئيسي لإيران في اليمن هو نفس الهدف الإقليمي: مواجهة وإضعاف السعودية والولايات المتحدة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً".
وقال التقرير إن جماعة الحوثيين أصبحت تحت هيمنة متشددين ممن هم أكثر مقاومة لاستيعاب المعارضة، وأكثر استعدادا لمتابعة العنف لتحقيق طموحاتهم السياسية.
وأشار الى أن الأعضاء الاكثر تطورا فكريا في الجماعة تعرضوا للتهميش مع إحكام الحوثيين قبضتهم على الشمال بين عامي 2013 و2015، في حين اتهم الجماعة بقتل بعض مناصريها الاكثر تسامحا في سلسلة من الاغتيالات.
وقال التقرير إن طموح الحوثيين الجغرافي يتركز الآن على السيطرة على مارب والحديدة وتعز - للحصول على رمزية على الأقل لامتلاك نفس الأراضي مثل الجمهورية العربية اليمنية السابقة، التي انحلت مع توحيد اليمن في عام 1990.
ونبه إلى أن استيلاء الحوثيين المحتمل على مأرب قد يؤدي إلى توجيه ضربة قاتلة للحكومة اليمنية، بالإضافة الى شل حملة السعودية المستمرة في اليمن.
وذكر التقرير أن الحديدة تعتبر مهمة بالنسبة للحوثيين لسببين رئيسين: أولاً، توفر شريان حياة اقتصادي وإنساني. وثانياً، المدينة شافعية بالكامل، ويريدون أن يتجنبوا الاتهامات الدولية بالطائفية.
في حين قال، إن وعد الحوثيين بالحكم الشفاف تبدد منذ فترة طويلة بالنسبة للملايين الذين يعيشون تحت حكمهم، حيث يتدخل الحوثيون في معظم الأعمال، لا سيما لابتزاز الضرائب والرسوم الجمركية تحت ذرائع متعددة، من بينها "المجهود الحربي".
وتابع: "يحتكر الحوثيون الآن قطاع الاتصالات: حيث تسيطر شركة يمن موبايل على عمليات معظم شركات الاتصالات في البلاد، بما في ذلك تلك العاملة في المناطق الخاضعة لسلطة الحكومة اليمنية.
وبالمثل، صمم الحوثيون –يقول التقرير- على بسط سيطرتهم بقوة على المساعدات المالية والمادية الإنسانية الدولية، حيث يقيم معظم اليمنيين المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وهم يفعلون ذلك لتعزيز سيطرتهم على السكان ولضمان تدفق دخل ثابت لأنفسهم.
وأكد أن الجماعة المتمردة تمارس أيضا السيطرة الاجتماعية، مثل إغلاق المؤسسات التي لا تتماشى مع معتقداتهم، بما في ذلك المقاهي والمنتزهات وغيرها. كما بث الحوثيون معتقداتهم الطائفية من خلال الدعاية الدينية وتعاليم حسين الحوثي، الذي بدأ يروج لمعتقداته في عام 2004، خلال حروب صعدة الأولى.
واستطرد: وفي الوقت نفسه، تستهدف الجماعة الشباب من خلال سيطرتها على نظام التعليم في اليمن، وتغيير المناهج الدراسية لتطبيع بيئة الحرب في اليمن، وتلقين جيل من الشباب اليمني للنظر إلى حركة الحوثيين ليس فقط بشكل غير نقدي ولكن على أنها صالحة في الأساس.
وقال المجلس الأوروبي، إن الحوثيين يمارسون سيطرتهم من خلال قمع فعال للغاية للسكان. في سبتمبر 2019، استبدل الحوثيون أجهزة المخابرات اليمنية وأجهزة الأمن القومي والأمن السياسي بجهاز الأمن والمخابرات الجديد والفعال بعناصر موالين لهم. كما أنشأوا قوة نسائية بالكامل، تسمى الزينبيات، لقمع أي معارضة نسائية ضدهم.
ونوه إلى أن معارضة الحوثيين تؤدي إلى الاعتقال والسجن وتهم قانونية ملفقة وأحكام قاسية، فحرية التعبير ليست من بين سياساتهم: فالصحفيون هدف خاص، ويعانون من الاعتقال غير المحدود وسوء المعاملة، فضلاً عن العقوبات القاسية في المحكمة، بما في ذلك أحكام الإعدام.
وأردف: يصف الحوثيون علانية أي شخص يختلف معهم بانه إما "متآمر سعودي" أو "إرهابي" أو "داعشي".
وأشار إلى أن السلوك الحوثي القاسي امتد أيضا الى الأقليات الدينية، فقد واجه البهائيون القلائل المتبقون في اليمن سنوات من الهجمات والاضطهاد الشديد من قبل الحوثيين، مضيفا: "تم القبض عليهم وحكم عليهم بالإعدام، وتم طردهم أخيرا من البلاد في يوليو 2020 بعد ضغوط دولية كبيرة".
ونوه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إلى أن الجماعة تمتلك الاسلحة والموارد وجهاز الدعاية المتطورة القادر على إسكات أي صوت يعتبرونه تهديدا. ومن غير المرجح أن تتغير أساليب الحوكمة الحوثية مع استمرار الحرب، لأنها تمكنهم من وصف أي معارضة لسياساتهم بأنها تواطؤ مع العدو.