مسيرة قرآنية.. ودعارة!
تحركت الجماعات الدينية -أو قل حركت- من أجل انتزاع السلطة من يدي جماعة منتخبة، وفي سبيل ذلك توسلت دعم مصممي مشروع دمقرطة الشرق الأوسط الكبير الجديد، واستخدمت شتى الأسلحة لتدمير ما شيده الشعب، وارتكبت جرائم شنعاء، فهل جماعة كهذا يمكنها -بعد الاستيلاء على السلطة- القيام بأي عمل خلاَّق، أو سلوك أخلاقي قويم، أو إنجاز مشروع مفيد؟ الشواهد تقول لا.. وليس هذا فحسب، بل تؤكد أن قبح الجماعات الدينية لا يعرف حداً، وأن فقرها الأخلاقي لا يوصف.. وفي هذه المسألة سنتخطى جماعة الإخوان المسلمين، لنقف قليلاً عند الجماعة الحوثية التي يؤكد واحد من التقارير الدولية أنها تذرَّعت بالدعارة وتركت لسادتها ولمشرفيها مواجهة هذه الظاهرة المفترضة من خلال ممارسة الدعارة عينها.
إلى السيد عبد الملك الحوثي (زعيم الجماعة الحوثية) يعود فضل إعادة اكتشاف ما سُمي بالحرب الناعمة في اليمن.. وقد قام أتباعه بتنعيمها على طريقتهم.. في البداية تمثل هذا النوع من الحرب في حركة الاحتجاجات النسوية في صنعاء التي نشأت بعد الدعوة للانتفاضة في ديسمبر 2018.. قال السيد عبد الملك إن دول العدوان هي التي تقف وراء تلك الاحتجاجات، وهي بدورها تقف ضد المسيرة القرآنية.. وألمع أو ألمح بكلمات تشي بسمعة النساء والفتيات اللواتي يخرجن من البيوت للتظاهر في شوارع صنعاء ضد استبداد الجماعة.. وإلا ماذا يعني أن يقول إن العدوان يقف وراء إفساد أخلاق المرأة اليمنية؟ وإنه يتعين حماية المسيرة القرآنية والمرأة معاً من الحرب مزعومة ناعمة لا خلاق لها من خلق أو دين.
التقط عبد الكريم أمير الدين الحوثي، وعبد الله يحيى الحاكم، وسلطان صالح الزابن، ومساعدوهم الإشارة من فم السيد، فكافحوا الحرب الناعمة عن طريق اعتقال النواعم الشريفات وتعذيبهن، ولفقوا لهن تهم الخيانة العظمى، وأرسلوا بعضاً منهن إلى المحكمة المتخصصة في نظر جرائم الإرهاب، فحصلت هذه على حكم إعدام، وتلك عقوبة السجن... و... و... بعد ما مات عدد آخر منهن تحت التعذيب بالتيار الكهربائي.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى مختلفة، فتح السيد عبد الملك الحوثي شهية مشرفي الجماعة على اللعبة الناعمة، فكان منهم إشباع شهواتهم الجنسية، على سرير حماية المسيرة القرآنية، وأخلاق المجتمع، وعلى طريقهم استغلوا الحالات لتقوية جهازي الزينبيات والفاطميات، إذ اعتقلوا واختطفوا عشرات النساء والفتيات البريئات ونسبوا إليهن تهماً كيدية من قبيل: تجارة المخدرات، ممارسة البغاء، والتعاون مع الأعداء... وبدلاً من محاكمتهن تم اغتصابهن، وإذلالهن لاستخدامهن في المرحلة التالية لأغراض سياسية وأمنية، وبذلك عزلوهن عن عائلاتهن ليبقين خالصات لهم.. إنهم -لكي يواجهوا الآفات المتخيلة- لم يعرضوا الضحايا للمساءلة القانونية والقضائية، بل أخضعوهن لمران المسيرة القرآنية.. ونعم هو مران المسيرة القرآنية الحوثية: ضرب.. ابتزاز.. صنوف شتى من العنف والتعذيب والمعاملة القاسية والمهينة، وفي ظلال ذلك بات الاغتصاب الجنسي أسلوباً محبباً لإعادة تأهيلهن لقبول شهواتهم الجنسية.
فريق الخبراء البارزين الدوليين والإقليميين، وثق بهذا الشأن حالات كثيرة من هذه، وسجلها في تقريره الذي نُشر للملأ نهاية شهر سبتمبر الماضي.. قالت غير واحدة منهن إنه كان يقال لها أن يغتصبك سيد، أن يضاجعك ولي من أولياء الله، فلك في ذلك مصلحة ثمينة: تطهيرك من الذنب، وبفرجك تغدين مسهمة في المجهود الحربي، وتغدين زينبية أو فاطمية.. زيادة على الفرج استخدم السادة وأولياء الله الشرج والفم.. أفلام سكس يعني! يصوروهن في هذه الأثناء ثم يستخدمون الصور للضغط عليهن كي يبقين جاهزات لتلبية الطلب وقت الحاجة، وهكذا تبقى طريق المسيرة القرآنية دافقة بالحماس والحيوية.. إذا ما أبلت الفاجرة(!!) بلاءً جنسياً حسناً مع ولي الله أو السيد، أخضعت لدورة ثقافية تصير بعدها زينبية أو فاطمية.. ولاحظوا الاسمين اللذين اختاروهما لجهازي الرقابة والتجسس الناعمين: جهاز الزينبيات، وجهاز الفاطميات.. لقد اختار أهل المسيرة القرآنية الاسمين من باب الإحسان إلى فاطمة الزهراء وبنتها زينب بنت الإمام علي أخت الحسين.. ومن عجائب المسيرة القرآنية الإحسان بالدعارة.
على أن مكافحة الدعارة المفترضة، أو المتخيلة، بدعارة واقعية عن طريق الاغتصاب أو الإغراء الجنسي، لم تتم في مراكز الاعتقال الخاصة السرية فحسب، بل أيضاً في سجن البحث الجنائي، وفي السجن المركزي، وفي بعض أقسام الشرطة.. في حالات معينة تقوم زينبية مجربة بأخذ المرشحة من محبسها وإيصالها إلى مكان إقامة ولي الله أو السيد الذي سيتولى تزكيتها، ومحو آثار العدوان، وحماية الأخلاق، وإكثار الزينبيات!! لقد ذكر التقرير المشار إليه أن زينبية قالت لفتاة عنيدة: أنت غبية، لماذا لا تفعلين كما فعلت أنا، لقد منحتهم ما أرادوا فصرت زينبية.