Image

"دعرة سعيد" بطلة الثورتين .. أرهق نضالها الاستعمار البريطاني ورُصد 100 ألف شلن للقبض عليها

في الذكرى ال 57 لثورة 14 أكتوبر المجيدة التي انطلقت شرارتها من جبال ردفان، ذكرى ثورة عظيمة جاءت لتؤكد أن قدرنا هو أن نظل كما نحن عليه واقفين كالجبال في الميدان نذود عن أهدافنا من مشاريع احتلال متخلفة طائفية إرهابية.
 
نتذكر شريكة المناضل راجح لبوزة بالنضال ضد الإمامة في الشمال وحماية صنعاء وبتفجير ثورة 14 أكتوبر هي "دعرة سعيد ثابت".
 
اشتركت بالمعارك ضد الإمامة في حجة وخولان وبني حشيش، وبعد انطلاقة ثورة 14 أكتوبر عادت إلى جبل ردفان وناضلت ضد المحتل البريطاني. دعرة بنت سعيد ثابت لعضب، ثائرة مقاتلة، شاركت في ثورة 26 سبتمبر 1962 ضد الإمامة شمال اليمن، وفي ثورة 14 أكتوبر 1962م ضد الاحتلال البريطاني جنوب اليمن.
 
ولدت دعرة في العام 1928م بمنطقة شعب الديوان بمديرية ردفان لحج واسمها الحقيقي مريم، عاشت طفولة قاسية وغير مستقرة، بسبب الحملات المتوالية على قريتها من قبل سلطات الاحتلال البريطاني، وتفتح وعيُها على سلسلة من حوادث القتل التي تعرض لها عدد من رجال قريتها، ولما رأت أن ملابسها النسائية تحول دون انضمامها إلى الثوار؛ استبدلتها بملابس رجالية، وانضمت إلى الثوار مقاتلة معهم في جبال (ردفان).
 
انتفاضة الحمراء كانت بداية العلاقة الحميمية بين دعرة وسلاحها في العام 1940م حينما شاركت في انتفاضة الحمراء خفية عن أبيها الذي ما إن اكتشف شجاعتها ومهارتها في استخدام السلاح وحجتها القوية بضرورة الثورة والمقاومة حتى كان أول الواقفين إلى جوارها والمساندين لها، إذ اشترى لها سلاحاً من نوع (فرنساوي)، ثم جاءت مشاركتها المشرفة في انتفاضة عام 1956م التي أسقطت فيها طائرة هليكوبتر تابعة للقوات البريطانية في الحبيلين وهي الانتفاضة التي اعتقلت على إثرها دعرة وتمكنت من الهروب من المعتقل فيما بعد بفترة قصيرة، كما شاركت في انتفاضة عام 1957م. ضد الإمامة لما قامت الثورة الجمهورية التي قضت على الحكم الإمامي في الشمال سنة 1382هـ/1962م، كانت دعرة ضمن الثوار الجنوبيين الذين اتجهوا إلى المناطق الشمالية للدفاع عن هذه الثورة، واشتركت في عدد من المعارك في منطقة (المحابشة) في محافظة حجة، وفي بلاد (خولان)، وفي بلاد (بني حشيش) من محافظة صنعاء.
 
 
 
وعقب اندلاع ثورة 14 أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن؛ عادت من مدينة صنعاء إلى جبال (ردفان)، وظلت مدة أربع سنوات؛ تشترك في معارك عديدة في عدد من المناطق، كانت تضع الألغام في طريق السيارات البريطانية وتتربص بدوريات تنقض عليهم بالرصاص والقنابل اليدوية، وقد رصدت قيادة الشرق الأوسط البريطانية مائة ألف شلن لمن يقبض على دعرة سعيد بنت ثابت.
 
وفي إحدى المعارك أصيبت دعرة برصاص الإنجليز ليتم تهريبها من أحد المستشفيات إلى تعز فتعود إلى الجبهة للقتال، وتشهد التحرير وإعلان جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية.
 
 التكريم لُقِّبت بـ(بطلة الثورتين)، ومنحت عددًا من الأوسمة والشهادات التقديرية؛ ومنها: ميدالية مناضلي (حرب التحرير)، ووسام ثورة (14 أكتوبر)، ووسام جرحى الحرب. وبعد قيام الوحدة اليمنية سنة 1410هـ/1990م؛ منحت رتبة (عقيد) شرارة ردفان. الوفاة توفيت دعرة سعيد في 25 /8/ 2002م.