Image

معارك الحديدة.. حفلة "أكاذيب" إخوانية على شرف "انتصارات" الحوثي الإعلامية -(تفاصيل الحقيقة)

تجددت المعارك في محافظة الحديدة، غرب اليمن، بين الحوثيين من ناحية، وقوات المقاومة المشتركة، من ناحية ثانية، في أعقاب هجمات قامت بها الميليشيات الحوثية على منطقة "الدريهمي" باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
 
 
وتشهد مديرية "الدريهمي" جنوبي الحديدة، مواجهات مستمرة، هي الأكثر حدة وعنفاً منذ دخول الهدنة بين الطرفين حيز التنفيذ في ديسمبر 2018 بموجب اتفاق السويد الذي رعته الأمم المتحدة.
 
وألقت مليشيا الحوثي بكل ثقلها العسكري إلى الحديدة، واستخدمت معدات حربية ثقيلة، بينها دبابات وعربات بي إم بي وراجمات صواريخ كاتيوشا ومدفعية ثقيلة، في الهجمات الانتحارية التي تشنها صوب مناطق القوات المشتركة بـ"الدريهمي"، في محاولة لإحداث أي اختراق عسكري.
 
بيد أن هجمات الحوثيين تنتهي بانتكاسات مدوية، ومن دون أي تغيير ملموس لخارطة السيطرة الميدانية على الأرض، رغم الكلفة البشرية الباهظة التي تدفعها المليشيا بحثاً عن نصر دعائي زائف للاستهلاك الإعلامي.
 
وطبقا لمعلومات من مصادر طبية وميدانية فقد تكبدت مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، مئات القتلى والمصابين، خلال 70 ساعة خاسرة، في الساحل الغربي.
 
وفقدت المليشيا الحوثية 348 من عناصرها، ما بين قتيل وجريح، منذ يوم الجمعة الماضية وحتى صباح يوم أمس الأحد، خلال هجمات واسعة شنتها على مواقع القوات المشتركة في مديريتي حيس والدريهمي، ومدينة الحديدة عاصمة المحافظة الساحلية.
 
وفي وقت سابق أعلنت مصادر عسكرية عن اعتراض الدفاعات الجوية التابعة للتحالف العربي صاروخا باليستيا في سماء مدينة المخا بالساحل الغربي أطلقته ميليشيات الحوثي صوب المدينة، وأشارت المصادر إلى أنه تم تفجير الصاروخ قبل سقوطه في منطقة سكنية مكتظة بالمدنيين.
 
قتال إخواني في خندق الحوثي
 
عمد إخوان اليمن، إلى خوض معارك إعلامية ضد القوات المشتركة، وشحذوا سيوفهم وخناجرهم لطعنها، بمجرد أن استشعروا تحركاً عملياً لجهة إلحاق هزيمة ميدانية بالمليشيا الحوثية في الحديدة.
 
وقد كان اللافت، بنظر كثيرين، انخراط وسائل إعلامية تابعة لحزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان، وناشطيه على منصات التواصل الاجتماعي، في حفلة أكاذيب ضخمة استهدفت المقاومة الوطنية، لصالح مليشيا الحوثي.
 
وأتت الحملة الإخوانية ضد المقاومة المشتركة في وقت يسعى الحوثيون لتعزيز تواجدهم على الأرض بعد تمكنهم من إحراز تقدم في بعض الجبهات على حساب قوات الشرعية في الجوف ونهم ومؤخرا في محافظة مأرب التي تتعرض لهجوم عنيف من قبل الميليشيات.
 
ومنذ اللحظات الأولى للتصعيد العسكري الواسع للحوثيين في الحديدة، سارع عناصر الإخوان ووسائل إعلامهم، إلى الترويج لمزاعم بشأن تسليم ألوية من المقاومة الوطنية لمناطق في مديرية الدريهمي، وصولا إلى تسويق أكاذيب عن ما أسموها "خيانات".
 
وقد كشف تعاطي "الإخوان"، مع المعارك الأخيرة في الحديدة، منسوب التناغم مع الحوثيين، بالرغم من أن عناصر "الإصلاح" رفعوا أصواتهم للمطالبة بتحرك القوات المشتركة في الساحل، في ذروة تساقط جبهاتهم بـ"نهم" والجوف ومؤخرا بمأرب في أيدي المليشيا.
 
وفي المقابل يرفص "الإخوان" إطلاق أي دعوة لانسحاب حكومة الشرعية من اتفاق السويد الذي قطع الطريق على مسعى تحرير المدينة الاستراتيجية، وسمح للحوثيين بربح الوقت وتحويل سيطرتهم على الحديدة إلى أمر واقع.