26 سبتمبر عيد الأعياد.. شاهد من أهله - (الجزء الثاني)

06:38 2020/09/21

هنا قصيدة مهمة للعلامة والمؤرخ محمد بن محمد زبارة وجهها إلى الإمام يحيى حميد الدين، لخص فيها المظالم في زمنه وحال الناس وما يعانونه من فقرٍ وتجويع وتسلط ولاة الإمام على الرعية ونهب أموالهم، وكنزها في بيوت المال والتمتع بها من قبل الأسرة الحاكمة بينما يموت الشعب بالفقر والمرض.
 
إلى القصيدة:
 
تناهوا تناهوا عن عموم المظالمِ
 
وتهوين أمر الظلم عن كل ظالمِ
 
وتغميض عينٍ عن فضائح آمرٍ
 
هلوعٍ ولوعٍ باقتناص الدراهمِ
 
وجعل حقوق المسلمين مباحةً
 
لقاضٍ وسجانٍ وجند وخادمِ
 
وتمكين حجابٍ وأعوانٍ آمرٍ
 
من السلب في أبواب والٍ وحاكمِ
 
وتعذيب من وافى المقام مراجعاً
 
إليه بتطويل البقا والمغارمِ
 
وتهجين من لله قال مناصحاً
 
قضى ربنا تحريم كل المظالمِ
 
حرامٌ حرامٌ أن تكونوا ذريعةً
 
لعمالكم في فعل هذه الجرائمِ
 
يسمونها حيناً مصاريف عسكرٍ
 
وحيناً هدايا أو بقايا لوازمِ
 
وحيناً إعاناتٍ وحيناً بأجرةٍ
 
وحيناً بآدابٍ على جرم جارمِ
 
وجئتم بما عنه "العلوج" تنزهت
 
من الهلع الممقوت بين العوالمِ
 
فلم يقطع الأعلاج ما للنظام منْ
 
معاشاتهم حرصاً لجمع الدراهمِ
 
ولا طمعوا فيهِ لأنصار ملكهم
 
وعدتهم عند احتدام العظائمِ
 
ولا ضارروا تجارهم بتجارةٍ
 
لهم ببيوت المال دون تحاشمِ
 
ألا أيقظوا أحلامكم وتنزهوا
 
عن الشح والأطماع يا آل هاشمِ
 
مضى العمر والأطماع تزداد فانتهوا
 
عن الشح إن الشح شر المآثمِ
 
ولا تجعلوا أسباب تغيير نعمةٍ
 
على اليمن الميمون شر التظالمِ
 
وأدوا لكل المؤمنين حقوقهم
 
كما حكم الجبار أحكم حاكمِ
 
حرامٌ حرامٌ أخذ أموال مسلمٍ
 
مُزكٍ مصلٍ للإله وصائمِ
 
حرامٌ حرامٌ أجرةً من مُراجعٍ
 
لكشف ظلاماتٍ عليه عظائمِ
 
وأموال بيت المال في كل بلدةٍ
 
من اليمن الأقصى إلى خلف باقمِ
 
ومن مأربٍ شرقاً فما غرب مأربٍ
 
إلى منتهى مُورٍ وأقصى التهايمِ
 
وأضعافها مكنوزةٌ في بيوتكم
 
بلا رهبةٍ أو خوف لومة لائمِ
 
حرامٌ حرامٌ غلظة وفظاظة
 
على أمةٍ منعوتةٍ بالتراحمِ
 
وجل نقود المسلمين بدوركم
 
بلا دفترٍ فيها ولا رقم راقمِ
 
كأن زكاة المسلمين ومالهم
 
تراث أبيكم أحضرت للتقاسمِ
 
ومحصورةٍ في زينةٍ لكمُ وفي
 
بناءٍ وأطيانٍ وشر المطاعمِ
 
وفي كسوةٍ ليست تليق بغير
 
نسوة ذات بعلٍ، لا بأهل العمائمٍ
 
حرامٌ حرامٌ أكل أموال أمةٍ
 
موحدةٍ لله رب العوالمٍ
 
أنيبوا أنيبوا وارعووا وتنصلوا
 
وتوبوا إلى ربٍ قديرٍ وراحمِ
 
فوالحق لو بالحق سرتم وبالهدى
 
وبالرفق والإنصاف في كل لازمِ
 
لما طارت الألباب من أي طائرٍ
 
وطاشت عقول للكماة الضراغمِ
 
ولا خرجت أجنادكم من بلادكم
 
ولا انتصرت أضدادكم في الملاحمِ