تنسيق إرهابي برعاية الاستخبارات التركية.. شخصيات من «حزب الإصلاح» تصل إلى طرابلس ليبيا
أصبح كثير من الليبيين، وخصوصاً (التيار الليبرالي) بمدن غرب البلاد، يعبرون هذه الأيام عن مخاوفهم من اتساع جبهة «التدخلات الخارجية»، على خلفية الاستعدادات الجارية لمعركة سرت، مما سمح بتوافد عناصر محسوبة على حزب «التجمع اليمني للإصلاح» على البلاد «بدعم من الاستخبارات التركية».
وقال مصدر مطلع يقيم بالعاصمة طرابلس لـ«الشرق الأوسط» إن «شخصيات عديدة من حزب الإصلاح اليمني وصلت إلى طرابلس خلال اليومين الماضيين، بهدف توطيد العلاقة مع إخوان ليبيا برعاية الاستخبارات التركية».
ويأتي هذا التوافد في ظل سعي دائم من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للاستثمار في تنظيم «الإخوان» بجميع الأقطار العربية، مستغلاً التغيرات السياسية، التي واكبت «ثورات الربيع العربي» للمشاركة في رسم خريطة المنطقة، على النحو الذي يخدم مصالح أنقرة.
ورغم وجود تقارير غير موثقة عن وصول قرابة 200 من العناصر المحسوبة على الحزب، الذي يعد الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في اليمن، من أجل القتال في صفوف قوات حكومة «الوفاق»، فإن المصدر الليبي، الذي رفض ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، أوضح أن وظيفة هذه العناصر «هي مساعدة «الإخوان» في ليبيا في السيطرة على مواقع تنفيذية أو تشريعية في قادم الأيام، وقال بهذا الخصوص: «سيتم بناء القدرات الفكرية لقيادات وكوادر الصف الثالث والرابع بجماعة الإخوان في ليبيا للدفع بهم في الانتخابات المقبلة».
وسبق للمتحدث باسم «الجيش الوطني» الليبي، اللواء أحمد المسماري، القول إن تركيا «تحاول تجنيد سوريين لنقلهم إلى اليمن لمساندة حزب الإصلاح الإخواني»، مبرزا أن المرتب المعروض لكل فرد هو 5 آلاف دولار.
ونقلت وسائل إعلام يمنية رافضة لتحركات «الإصلاح»، خلال اليومين الماضيين أن الحزب «أرسل عناصر موالية له إلى أنقرة بزعم تلقيها العلاج في مشافيها، لكن تم نقلهم تباعاً إلى العاصمة الليبية»، مبرزة أن «الجيش الوطني» اعتقل عدداً من هذه العناصر اليمنية، ممن كانوا يقاتلون في صفوف «الوفاق».
وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ما وصفته بـ«تحركات مريبة» لعناصر الحزب اليمني، وقالت إن حزب الإصلاح الإخواني «ترك تحرير صنعاء من الحوثي، وذهب ليقاتل مع إردوغان في ليبيا». ورغم أنه حقق فوزاً معقولاً في الانتخابات النيابية عام 2014 في مواجهة التيار الإسلامي، وشارك في فعاليات سياسية تتعلق باتفاق (الصخيرات)، والهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، فإن التيار الليبرالي في ليبيا ليس له حضور واضح على الساحة السياسية الآن.
في المقابل، نفى القيادي في حزب «الإصلاح» اليمني عبدالوهاب الآنسي وجود منسوبين إلى الحزب في ليبيا. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإصلاح بالكاد يقوم بالمعركة الموجودة في اليمن». واستغرب الحديث عن إرسال عناصر إلى ليبيا، قائلاً إن «بديهية الإصلاح أن سياسته ومسيرته والعمل الذي يقوم به في اليمن». واعتبر هذه الاتهامات «محاولات تشويه».
ويرى كثير من الليبيين أن جماعة الإخوان هناك بدأت تتحرك على مسارات عدة، باتجاه توحيد صفوف جميع التيارات المنتمية لـ«الإسلام السياسي»، سعياً للتحضير لأي انتخابات نيابية أو رئاسية مستقبلية، في مواجهة التيار الليبرالي، مستفيدين من الدعم التركي، الذي احتضن قياداتها مبكراً منذ اندلاع (الثورة)، التي أسقطت نظام القذافي عام 2011.