كورونا يعري طينة الكذب الحوثي

12:03 2020/05/19

لجمهور الحوثيين:
 
القضايا العادلة لا يمكن الانتصار لها عبر الكذب أبداً
 
لقد ظهرت قياداتكم في أزمة كورونا عاريةً كما خُلقت، ولقد خُلقت من طينة الكذب نفسها التي خُلقت منها بقية القوى السياسية في اليمن.
 
يستميتون في إنكار وجود كورونا بينما شعبهم يشيع المئات من أفراده يومياً بعد إصابتهم بالوباء.
 
 
 
أين هي المشكلة لو اعترفوا بما يعترف به العالم ويقولون نعم لقد اجتاحنا الوباء؟!:
 
أولاً: لا يستطيعون الاعتراف بانتشار الوباء لأن ذلك سيعني بث حالة ذعر لدى مقاتليهم، وعلى الأرجح فإن أغلب هؤلاء المقاتلين سيختارون العودة لمنازلهم حتى انتهاء فترة الوباء، وبالتالي فإن الجبهات ستكون خلواً من المقاتلين، وسيستتبع ذلك أن تكون مهددة بالسقوط.
 
ثانياً: الاعتراف بالكارثة سيجعل الحوثيين ملزمين، أخلاقياً على الأقل، بفتح المناطق التي تحت سيطرتهم أمام العالم... أمام المنظمات العالمية المهتمة بالصحة والأخرى المهتمة بالإغاثة، وهم يعتقدون بفعل التخلف الذي ولد معهم، لا بفعل سوء نواياهم فحسب، أن العالم ينتظر الفرصة للوصول إلى مناطقهم ولو عبر منظمات الإنقاذ!
 
قياداتكم لا أخلاق لديها.. ولو كانت قادرة على تقديم نموذج أفضل من النماذج القائمة لكل السلطات المستبدة وغير المتحضرة، لاعترفت بالمشكلة. فالمسألة تتعلق بالحفاظ على أرواح الناس لا بالحفاظ على السلطة.
 
قبل يومين دخلت في نقاش حاد مع أحد القيادات في أنصار الله، كان مصراً، مثل عادتهم كلهم، على أن كورونا مؤامرة أمريكية.. فقلت له، مراعياً لإماكاناته العقلية والثقافية؛ صحيح أمريكا هي وراء الوباء، وهذا أدعى أن تتحركوا وتحاصروه وتعلنوا حجم ضحاياه كي يحذر الناس، أليس هكذا تتم مواجهة المؤامرات الأمريكية؟!!
 
فرد علي بثقة كبيرة: ليس لدينا مقاتل ولا مواطن إلا ولديه الصحيفة السجادية!! (يقصد صحيفة الأدعية والمأثورات المنسوبة إلى الإمام السجاد زين العابدين بن علي).
 
 
 
قلت له بارك الله فيكم ما قصرتم. والقطران فين؟
 
المهم اتصلت لاحقاً بمعارفي في صنعاء فأنكروا جميعا أن يكون لديهم الصحيفة السجادية. وبعضهم قال إنه يسمع بها للمرة الأولى!
 
ما هي القضية العادلة التي ينتصر لها الحوثيون بسلاح الكذب في موضوع كورونا؟!
 
الكذب دائما جريمة يضطر صاحبها إليها ليغطي على جريمة أخرى.
 
ليس هناك، على الإطلاق، أية حقٍ أو عدلٍ أو خير للناس يمكن أن تجلبه جماعة تكذب علناً، تحت الشمس، أمام الملايين من مواطنيها وأمام اعداد هائلة من الأقمار الصناعية التي ترصد اتساع المقابر في صنعاء، وبشكل ملحوظ كل يوم.
 
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك