مسلسل "غربة البن" ظهور باهت وتنميط مفرط

11:14 2020/05/12

أطل علينا هذا العام الجزء الثاني من مسلسل غربة البن الذي كان من المتوقع ان يظهر على قناة يمن شباب ولكن بقدرة قادر واختلاف حائر بين المنتج و صاحب القناة المباشر استغل حامد الشميري فرصته ليشتري المسلسل لصالح قناة السعيدة التي بدأت تبث اول حلقة من هذا المسلسل في موسمه الثاني ليظهر بصورة باهتة بعد ان غاب عنة نجومه الذين لعبوا شخصيات الجزء الاول وفي هذا الإيجاز نذكر بعض الهفوات التى اعترت هذا المسلسل وأظهرته بصورة يتيمة فنيا واداء.

 

 

 

أولا: التنميط ظهرت اغلب شخصيات هذا المسلسل بأداء منمط وتكنيك رديء لا يتناسب مع الشخصية في الحكاية التى تتسم شخصيتها بالتركيب ذا الكثافة النفسية العالية ولكن الممثلون في المسلسل اعتمدوا على سرد حواري بانفعال خارجي وتكنيك متأرجح بين الكوميديا و التراجيديا مع الانفعال المبالغ فيه مما جعل اغلب الشخصيات نمطية لا تتناسب مع جو النص و ثقل الحدث وقد وقع في هذا المأخذ " كمال طماح ، خالد البحري ، سمير قحطان ، رغد المالكي " بينما ظل اداء صلاح الوافي متأرجح بين التنميط والتركيب ويبقى اداء محمد قحطان متميزا في هذا العمل.

 

 

 

ثانيا : الخطاب الدرامي عنصر الخطاب او الحوار الدرامي من اهم مكونات العمل فهو المحرك للحدث الكاشف عن الشخصيات و نوعية سلوكها في مجتمع الحكاية وهو وسيلة الانسجام والتناغم بين المرسل والمتلقي و هو عنصر الجذب او الملل ، وفي هذا المسلسل نجد اسفافا واسهابا في الخطاب الدرامي بطريقة فجة و غير مدروسة فهناك حوارات لا تفضي الى فعل ولا تطور الصراع ولا تضيف جمالا فهي مجرد ثرثارات غير موظفة الغرض منها اضفاء الكوميديا في غير محلها على حساب الحدث الحقيقي وعقدة الصراع مما يسخف من اهمية الرسالة النبيلة للعمل ، وهذا قد يكون ناتج عن ضعف الكاتب في صنع الحوار بما يتناسب مع الشخصية والحدث فالكاتب لم يحلل الشخصيات وبنائها لكي يتم عمل الموازنة بين الشخصية وخطابها ودورها في تفاعل الاحداث.

 

ثالثا : عدم التوازن بين الحدث وزمن المشهد. كما هو معروف ان فن الدراما التلفزيونية تسمى فن الكاتب وذلك لجودة الصنعة واتقان البناء والتأثير بالخطاب الدرامي والحدث المتماسك وما نشاهده في عربة البن دور السيناريو والحوار يكاد ان يكون ارتجالي ويبدو واضحا من خلال المشاهد الطويلة جدا دون ان تؤدي الى اي فعل يقترب من الحبكة فالحلقة الواحدة تتكون من عشرة الى اثنى عشر مشهد بينما المعدل المتوازن للحلقة التلفزيونية المتعارف علية ان تكون مشاهد الحلقة الواحدة ما بين اثنان وعشرين مشهد وستة عشر مشهد بدون الفواصل الزمنية واللقطات السريعه وهذا الاسهاب في طول المشهد الواحدة ناتج من ضعف الكاتب الذي لجأ الى تغطية العجز في زمن الحلقة بهذه المشاهد المملة على حساب الفعل وذروة تصاعد الصراع.

 

 

 

رابعا: الانانية في الظهور. ظهر في المسلسل شخصيات تحظى بظهور كثيف مجاني ودون مبرر على حساب تطور الشخصيات الاخرى وافعالها كشخصية " عبد الوكيل " الذي تظهر احيانا بدون مبرر لحضورها فالفعل قد اتجه منحى آخر نحو شخصيات اخرى ضمن القوى الفاعلة في الحكاية وبرغم ذلك تظهر شخصية عبد الوكيل في غير موضعها حشوا ، وهذا ادى الى اضعاف دور الشخصيات الاخرى و تم اختزال الظهور على شخصية او شخصيتان وتجميد اغلب الشخصيات التي تمتلك خيوط اللعبة الدرامية وتطويرها.

 

خامسا: الظهور الفني. شهد الموسم الثاني لهذا المسلسل هبوط ملحوظا من الناحية الفنية وظهر ذلك جليا في التصوير الاحادي وعدم التنويع المشهدي وتوحد الرؤية الاخراجية التى اتسمت بالرتابة من اول مشهد الى آخر مشهد بالحلقة الواحدة.

 

اما الماكير او فن المكياج فعيوبه واضحة في المسلسل مما زاد في هبوط القيمة الفنية والجمالية للمشاهد وظهور الشخصيات. سادسا : استغلال زمن العرض تجاريا. عمدت القناة الى اثارة ضجر المشاهد وعزوفة  عن مشاهدة العمل وذلك لكثافة الاعلانات التى تدخل في زمن المسلسل فم كل جميلتين او مشهد ونصف تدخل بفاصل اعلاني لمصرف الكريمي وعظمة هذا المصرف وأعماله السحرية الخارقة مما يؤدي الى قطع تدفق التواصل بين المسلسل ومشاهديه حتى ان الموضوع التبس علينا هل نشاهد مسلسل غربة البن او مسلسل غربة الكريمي.

 

وفي الاخير انصح منتج المسلسل ان يكتفي بموسمين فقط لهذا العمل دون ان يكون هناك جزء ثالث فالحكاية قد فقدت قيمتها وشنطة عبدالوكيل اصبحت مثقلة بأنانية ظهوره المفرط..