قوات طارق والناس
03:04 2020/04/19
جيش طارق.. مفردة بسيطة اختزل بها الشارع اليمني اسم المقاومة الوطنية وألوية حراس الجمهورية التي تحتفي اليوم بذكرى انطلاق عملياتها في الساحل الغربي ودخولها كقوة عسكرية جديدة لها حضور قديم ومتأصل في الوعي الشعبي اليمني.
يتعامل الناس مع قوات طارق على أنها جيش اليمن الذي بناه علي عبد الله صالح طوال فترة حكمه ولهذا الجيش تقدير وحب لدى اليمنيين زاد هذا التقدير بعد أن ظهرت الجيوش الجديدة والتي حولت البلاد إلى ساحة نهب وعدم انضباط وفساد استشرى في كل البلاد.
وحتى مفردة الجيش المقصود بها لدى العامة أنها تمثل كل اليمن وليس جيش محافظة أو إقليم كما هو حاصل اليوم في عدد من المحافظات وهذا التوصيف هو مبني على التقييم السابق أيضا للجيش اليمني في ذهنية الناس، وهنا حين الحديث عن الناس القصد العامة بعيدا عن النخب.
إنسان الشارع ينظر إلى طارق محمد عبد الله صالح باعتباره قائداً لجيش يؤمل عليه الناس كثيراً في معركة استعادة اليمن التي عايشوها وعاشوا فيها قبل 2011 والتي لم يتبق منها إلا قوات طارق كما يقولون، كما أن تواجد قوات جنوبية تحديدا في مسرح عملياته يمنح الناس أيضا شعورا بالاطمئنان بأنه ما زالت هناك صيغة لوحدة ولو فى المتاريس.
قوات تمثل كل أبناء الشمال داخل وحداتها وكسرت ادعاء تمثيل الحوثيين لمناطق كان يروج لها خصوم صالح على أنها تمثل جيش الحوثي، هنا حضرت قوة من غير تلك المحسوبة على علي محسن والإخوان والحوثيين شركاء نكبة 2011 التي دمرت دولة الناس ويمن الناس وأبقت على يمن لكل طرف من المتحالفين الذين قدموا إلى ساحة الجامعة لمبايعة الخراب على ابتلاع اليمن.
لا يأبه العامة غالبا لتعدد التشكيلات العسكرية ويمنحونها صفة مناطقية، كل تشكيل بحسب جغرافيته، ويوزعون الولاءات على تحالف ساحة الجامعة: هذا جيش علي محسن وهذا جيش الإصلاح وهذا جيش الحوثي، بينما يعتبرون جيش طارق ممثلا لكل اليمن، ويتحدثون عن طارق كونه امتداداً لعلي عبد الله صالح، وهذا توصيف الناس في الشارع وليس توصيف كاتب السطور.
حتى الخطابات التي ظهر فيها طارق صالح متحدثاً رغم قلتها إلا أن الناس تلقفوها بشوق وشجن غريب وكأنهم ينتظرون إطلالة علي عبد الله صالح في نشرة التاسعة، وقد كنا كثيرا ما نعيب على صالح كثرة ظهوره وحديثه أيام حكمه، لكنه -رحمه الله- كان يعلم أن حديثه إلى شعبه وتوضيح الكثير من القضايا يطمئن الناس وأنه لا أحد يستطيع أن يوصل لشعبه ما يريد هو قوله.
قلص علي عبد الله صالح المسافة بينه وبين شعبه وركل كل الحسابات، وكان يتحدث مع شعبه وكأنهم مجلس حكم موسع يطلعهم على ما يدور ويجري بلسان بسيط ولغة يمنية يفهمها كل الناس.
جيش طارق ينتظر منه اليمنيون الكثير ويتعرض لحملات تشويه تشبه تلك التي استهدفت جيش صالح والذي اعتبره حلفاء الساحة عائلياً، ليأتوا بجيوش مناطقية قروية عائلية بديلة عنه.
خاطب الناس بلسانهم وطمنهم أنك إلى جانب خيارهم باستعادة اليمن الذي يأمنون فيه من همجية تحالف الساحات وتوحشهم ومناطقيتهم.. لا أحد يتحدث إلى الشعب الجميع له حسابات يخشى منها.. لتبلغهم أن الإعداد مستمر لمعركة استعادة بلادهم وأنك معهم وببنادق أبنائهم ستهزم من نهب بلادهم وهدم أمنهم وقسمهم على مخيمات الشتات.
أبلغهم أن طارق يبني جيشاً لهم من كل اليمن ليكون جيش اليمن وليس قوات طارق.