حرب طارق... وحروب المتفرجين!

07:42 2020/01/02

 
 
أُسَر الشهداء، وهم بالمئات، والجرحى والمقعدون وأسرهم، والجنود والضباط من النازحين وأسرهم، تُمنع عليهم العودة إلى ديارهم، وتُغلق المناطق المحررة في وجوههم، وتُشن الحملات على العشرات من الأسر النازحة إلى التربة، أقرب مقر إقامة لجبهات الساحل الغربي، وتُغلق التربة وتعز في وجوه يمنيين ومقاتلين وأسرهم..
 
كل هذه خلفيات ومعاناة متراكمة، مر ويمر عليها الكافة دون تعليق أو التفات.. مع تعاقب الحالات والوقائع والتضييق والتحريض والتهويل والاتهامات والإرجاف جهة نازحين وعسكرة الحياة برمتها في وجوههم.
 
وعندما تكون قيادة مسؤولة ومعنية بحل ومعالجة مشاكل قواتها وجنودها ومقاتليها، بصدد تحجيم الأضرار والعناية بأسر الشهداء وبالجرحى والمصابين وبالجنود، فلن تعدم حيلة وخياراً، وبما يخدم مستويات كثيرة؛ تنمية وأعمالاً وسوقاً وحراكاً اقتصادياً، وتعالج حاجيات ومسئوليات أفرادها وأسرهم.
 
هنا فقط سيجد كثر في أنفسهم حاجة لدس أنوفهم واستعراض الانتقادات كيفما اتفق..
 
وكأنه ليس من حق آلاف الأسر وآلاف المقاتلين أن يجدوا سقفاً يبيتون معاً تحته وجدراناً تلمهم..
 
لكن الفنادق والمنتجعات والعقارات والاستثمارت في بلدان وعواصم شتى لمصلحة منتفعين ومتاجرين ونهابة ولصوص باسم المعركة والحرب والشرعية، ستحسب لأصحابها نضالاً وكفاحاً، لكل كفاح سلاح... ولكل مجتهد نصيب!
 
الذين يحاكمون الناس إلى الشرعية وإلى الاعتراف بالشرعية وطاعة أوامر وقرارات وخيارات الشرعية، هم الذين سيرون: أن حماية ورعاية أسر من مهانة ومعاناة النزوح والتشرد ومن التضييق والتحريض والإشكالات التي قد تترتب وتتراكم، خطأ عظيم سيعطل التحرير والحرب والمعركة واستعادة الدولة!!
 
ويقال باحتيال غريب: هاااه يعني خلاص عطلتم الحرب؟!
 
وكأنهم هنا يلزمون جبهة وجهة بالتمرد على الشرعية، التي يجب طاعتها والتزامها في نفس الوقت؛ الشرعية التي عطلت الحرب!
 
فالشرعية، وليس طارق صالح، التي أوقفت القتال وأبرمت اتفاقات وخنقت ومنعت التحرير في ساعاته الحاسمة والأخيرة.
 
وكيلوهات قليلة بين نهم وصنعاء وهناك جبهة وقوات مخيمة ومقيمة من أربع سنوات، والأعراس الجماعية والمسرحيات والولائم هي النشاط الوحيد الذي تصل صوره وأخباره تباعاً.
 
وأين المخا من نهم، وأين الساحل من الجبل، وأين الحديدة من صنعاء؟!
 
أم أنه يحق للجميع التنعم برفاهية الحياة والأمن والسفر والإقامات والخدمات في كل مكان وعاصمة ودولة، تمتعاً بامتيازات سوق الحرب، وليس من حق المحاربين والجرحى وأسرهم وعوائل الشهداء الحصول على غرفة نظيفة ومأوى آمن؛ لأن هذا ضد استعادة صنعاء؟!!
 
بينما الحرب واستعادة الحديدة وصنعاء، أوقفتها شرعية النزوح السياحي بعيداً عن الجبهات وعن صنعاء وعن اليمن.
 
ومن هناك أيضاً يحاكمون المقاومة، التي تهتم بسكن عوائل نازحيها المقاتلين وشهداء حربها الناشبة والمستمرة، ولم ولن تتوقف إلا بقدر ما توقفها الصفقات الملعونة، وتعرفون من عقدها ويعقدها...
 
فمن أوقف وأسكت الجبهات كلها؟ ومن أوقف انتزاع الحديدة؟ ومن تاجر وفجر وباع وتآمر خمس سنوات، في سوق حرب؛ تحولت سوقاً بل أسواقاً وصفقات ومصالح وفنادق وسفريات ووظائف من كل نوع وبلا نوعية؟
 
أحذية الجنود والمقاتلين المغبرة برمل وتراب الجبهات أنزه وأكبر وأشرف من أن تدان أو تتهم أو تهان.
 
يلعن نفسه مليون مرة من يجد في نفسه جرأة أو وقاحة، لا فرق، ليلعن جبهة أو مقاومة أو يتقيأ بذاءة وتقولاً جهة المقاتلين والمقاومة ورجالات الجبهات.
 
يستمعون، إلى الأمس وإلى الجوار من الساحل، قائد محور تعز يهدد بحرب على الساحل وعلى المخا وضد قوات الحرب على الحوثي، ويبلعون ألسنتهم. فيما تدعو ويدعو جبهة وقادة جبهة وقوات الساحل إلى اصطفاف وشراكة تحرير واستكمال التحرير، فيخرجون علينا بتنظيرات فارغة وسخيفة يعرضون بضاعة متبطل..
 
حروبهم بلا عدد، وحرب طارق والطوارق والمشتركة واحدة. قالها حتى الأمس وكررها.
 
هل قالوا شيئاً عن تهديدات وعنتريات خالد فاضل ضد الساحل؟ هل قالوا شيئاً عن المعركة والتحرير والحوبان وإب وصنعاء؟
 
صفقة العار في ستوكهولم أوقفت تحرير الحديدة، وأطلقت يد المليشيات فيها، ولم تتوقف المعارك دون مدينة الحديدة وفي الساحل طوال عام.
 
لكن توقفت سائر الجبهات بدون اتفاق معلن وملزم، وتحولت العنتريات إلى تحرير المحرر وإلى تسعير حروب؛ جنوباً وشرقاً وغرباً... إلا شمالاً وإلا نحو صنعاء.
 
لكن المتفاصحين لا يرون من هذا كله ما يستحق القول، قياساً إلى جرأتهم وجاهزيتهم للرطانة والضجيج جهة الساحل وطارق صالح والنازحين من قواته ومقاتليه وأسرهم.
 
باقتدار وإيجابية كبيرة تختط المقاومة الوطنية وقيادتها مشاريع تحرير وتعمير هي بقيمة النصر المتراكم.
 
وعلاوة على كل ما سبق، سوف تخدم وتعم قطاعات واسعة في البلد؛ توفيراً لمساكن، وإطلاقاً لمشاريع كبيرة تحرك عجلة التنمية المحلية، وتوفير آلاف فرص العمل للعمالة الكاسدة، وتستقطب كثيرين من رصيف البطالة والفاقة، لتعود المنافع على الأسر ومن يعولون في محافظات يمنية مختلفة، وتدويراً لعجلة السوق.. سوق البناء ومتعلقاته كافة..
 
هذه معركة بحد ذاتها وتخدم المعركة الكبيرة بخدمة الناس والمجتمعات المحلية والتنمية والجميع.
 
ومن قال إنها ستوقف وتعطل معركة استعادة الدولة وصنعاء؟!
 
خمسة أعوام والمعركة معطلة وقائمة معاً، وتستمر هكذا.
 
والذين قالوا قادمون يا صنعاء، قبل خمسة أعوام، توزعوا بين أبين وشبوة وتعز...
 
وبعيداً جداً عن صنعاء.