الرياض.. طوق نجاة

04:56 2019/11/05

يعد اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي ثمرة جهد مخلص وصادق من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-، والذي تجري مراسيم توقيعه اليوم بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وحضور كل من فخامة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وسمو ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.. كما يشكّل منعطفاً مهمّاً وحاسماً في تاريخ المنطقة؛ إذ إنّه بمثابة طوق النجاة الذي حال دون ضياع واختطاف دولة ذات أهمية وموقع جيوسياسي مهم في المنطقة؛ كادت أن تعصف بها رياح الشقاق والاقتتال والصراع اليومي الذي يشهد هدراً دموياً وتدميراً مروعاً للبنى التحتية ولمقدرات الشعب المغلوب على أمره.

الصيغة التوافقية التي تبناها الاتفاق تعكس شمولية الرؤية وحصافة النظر والرأي الثاقب في المعالجة لهذه الأزمة التي كادت أن تعصف باليمن الشقيق وتبدّد مقدراته وتقضي على إنسانه وآماله وطموحه بغد أفضل خال من القلاقل والفتن والفوضى؛ غدٍ يليق بحضارة اليمن وعراقته الضاربة في عمق التاريخ.

ولعلّ من المهم الإشارة إلى أن هذا الاتفاق استطاع أن يسدّ الثلمة التي سعى النظام الإيراني البغيض أن يحدثها في هذا البلد الذي كان آمناً يرفل في استقرار وأمان؛ بعد أن جاهد نظام الملالي واستطاع أن يبذر بذور الاختلاف الطائفي ويغرس نصل شروره في خاصرته؛ وهو ما نجح فيه إلى حدٍّ بعيد؛ إلاّ أن المملكة - وبما عرف عنها من ريادة وأدوار تاريخية منطلقة من دينها وعروبتها- أبت إلاّ أن تقف مع حلفائها في صدّ هذا المنزع الشرّير؛ فكانت سدّاً منيعاً منع نهب اليمن وخيراته وجغرافيته ذات الخصوصية المتفرّدة.

وقد بدا واضحاً أنّ منطلقات هذا الاتفاق وأهدافه ومراميه لم تَحِد عن المحددات الضرورية لرفاه المواطن اليمني بكافة تنوّع أطيافه دونما الارتهان لتحزّب ضيّق أو فئوي؛ فاليمن يمن واحد ومواطن واحد تجمعهما آصرة الأرض والوحدة والمصير. وبالتالي فإن مستقبل اليمن من خلال هذا الاتفاق التاريخي سيكون واعداً بكل خير ورغد ونماء وبما يليق بتاريخ وحضارة اليمن السعيد.